الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرامل الحرب الأهلية في سريلانكا عرضة للاغتصاب

19 ديسمبر 2013 20:58
جافانا (أ ف ب) - هجرت جوري مع طفليها بيتها للمرة الثالثة في شمال سريلانكا بعدما داهمه رجال قالوا إنهم أصدقاء زوجها، لكنهم لم يلبثوا أن اعتدوا عليها جنسيا، وهددوها بأن يعيدوا الكرة، وهي تشتبه أنهم عناصر في الشرطة. وتقول هذه السيدة، التي تعيش في شمال سريلانكا، الذي كان مسرحا للحرب «جاء رجلان وقدما نفسيهما على أنهما من أصدقاء زوجي، فاستقبلتهما». وتضيف «بعد ذلك مزقوا ثيابي ودفعوني إلى غرفتي، فوقعت على الأرض وصرت أصرخ». عندها لاذ الرجلان بالفرار، لكنهما عادا واتصلا بها للقول إنهما سيعاودان الكرة. ورغم أن الحرب الأهلية انتهت في سريلانكا في عام 2009، لكن الكثيرات من نساء أقلية التاميل لا يزلن يخشين على أنفسهن في هذه المنطقة التي كانت أرضا للمعارك، ولاسيما بعد تسجيل حالات اغتصاب واعتداءات جنسية عدة. وتقول جوري، التي تخفي اسمها الحقيقي خوفا من الانتقام منها، إن زوجها قتل في الأشهر الأخيرة من النزاع عندما نجحت القوات الحكومية في سحق تمرد نمور التاميل الانفصاليين. وهي بذلك واحدة من 89 ألف أرملة حرب يعشن في هذه المنطقة، أربعون ألفا منهن يعشن وحيدات. وتعاني كثيرات منهن من انعدام الأمن والتهميش المتزايد، بحسب ما أظهر تقرير منظمة «ماينوريتي رايتس جروب انترناشونال» (مجموعة حقوق الأقليات الدولية). وتقول فرح مهلار، المتخصصة في شؤون جنوب آسيا في هذه المنظمة الحقوقية، إن هؤلاء النساء «وحيدات ويشعرن بالتهديد من الرجال المنتمين إلى مجموعات عرقية أخرى، ولا سيما من طرف الأكثرية السنهالية، التي يتوافد أبناؤها بكثافة إلى هذه المنطقة للاستثمار فيها منذ انتهاء الحرب. وبعد أربع سنوات من انتهاء الحرب، لا تزال عقلية «الانتصار» تهيمن على صفوف الجيش، بحسب مهلار، التي توضح «إنهم يتعاملون على قاعدة نحن انتصرنا ويحق لنا أن نفعل ما يحلو لنا». ويقول ناشط حقوقي في المنطقة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن هناك 400 حالة اغتصاب سجلت بحق أرامل في منطقة جافانا، منذ انتهاء الحرب، مضيفا «ما خفي أعظم». وتتهم المنظمة الحقوقية السلطات السريلانكية بأنها تحافظ على جو من «الإفلات من العقاب». وتقول مهلار «لم يعاقب أي جندي على الاعتداءات الجنسية بحق النساء منذ انتهاء النزاع». لكن متحدثا باسم الجيش السريلانكي ندد بالتقرير الصادر عن المنظمة الحقوقية، ووصف الاتهامات الواردة فيه بأنها «أساطير». وبحسبه فإن 17 عسكريا أدينوا بارتكاب اعتداءات جنسية في شمال سريلانكا بين العامين 2007 و2012، ونالوا عقابهم أو طردوا من الجيش. لكن تقريرا لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» ذهب أبعد من ذلك، معتبرا أن الاغتصاب أسلوب تنتهجه قوات الأمن بشكل واسع النطاق. وأحصت المنظمة 75 حالة اغتصاب لرجال ونساء في مراكز الاعتقال في سريلانكا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©