الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"إيمال" تنقل الإمارات إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى

"إيمال" تنقل الإمارات إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى
9 يونيو 2007 22:02
إعداد - عدنان عضيمة: وصفت مجلة ''ميد'' في عددها الصادر اليوم المشاريع الصناعية والعمرانية العملاقة التي تشهدها أبوظبي ودبي بأنها تمثل المحرك القوي الذي سينقل الإمارات إلى مصاف الدول الصناعية ذات الشأن الكبير على المستوى العالمي، ففي اليوم الأخير من شهر مايو الماضي، احتفلت منطقة الطويلة التي تقع على الطريق الواصل بين أبوظبي ودبي، بانطلاق أعمال تنفيذ عدد من المشاريع الصناعية الضخمة· وبالرغم من أن هذه المنطقة القريبة من أضخم محطتين لتوليد الكهرباء وإنتاج الماء المحلى في إمارة أبوظبي، لا تبدو بالنسبة للناظر إليها من الوهلة الأولى أكثر من مجرّد منطقة رملية قاحلة، إلا أنها تستعد لإقامة أضخم مصهر ألمنيوم في العالم إلى جانب ميناء خليفة والمنطقة الصناعية الجديدة التي تبلغ من حيث مساحتها مساحة مدينة باريس· ومصهر الطويلة الذي تقدر تكلفته الإجمالية بنحو 5 مليارات دولار، وتتكفل بإنشائه شركة ألمنيوم الإمارات ''إيمال'' التي تشكلت من مشاركة منصافة بين شركة مبادلة للتنمية وشركة ألمنيوم دبي ''دوبال''، يعد الثمرة الأولى والكبرى للشراكة الاقتصادية المتنامية بين إمارتي أبوظبي ودبي، ويمثل هذا المصهر أيضاً المشروع الرابع المتعلق بمعالجة الألمنيوم في المنطقة منذ بدء الطفرة الصناعية فيها، ومع نهاية العام الجاري، من المحتمل أن تعلن أبوظبي عن البدء بإنشاء مركّب آخر للألمنيوم في الرويس بالتعاون مع شركة ''ريو زنك''· وعلى بعد لا يتعدى 160 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة أبوظبي، بلغ برج دبي العملاق ارتفاعاً قياسياً جديداً عندما أصبح ثاني أعلى مبنى على سطح الأرض، وفي يوم ما من هذا الصيف، سوف يتفوق على المبنى الأكثر ارتفاعاً في العالم حتى الآن· كما اصبحت ''الطويلة'' مكاناً خاصاً بدأ يكتسب شهرته ويذيع صيته في هذا الزمن المتميز الذي تمر به الإمارات، وترمي مخططات التطوير الخاصة بهذه المنطقة لتحويلها إلى أضخم مشروع صناعي متكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المنتظر أن يكون مصهر الطويلة أيضاً واحداً من أضخم المشاريع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق، وسوف يكون مرتبطاً بميناء خليفة الذي ستشرف على تشغيله شركة موانئ دبي العالمية، ويتميز الميناء الجديد بطاقة مناولة أكبر من التي يتميز بها ميناء جبل علي الذي يحتل موقعه منذ بداية العام الجاري كأكثر موانئ الخليج العربي نشاطاً· وتكمن أهمية مصهر الطويلة للألمنيوم في أنه سيلبي حاجات العديد من الصناعات الأخرى التي تنتشر في قلب المنطقة الصناعية الحرة من هذا المعدن المهم، وتشتمل بقية المشاريع المدرجة في قوائم التنفيذ في منطقة الطويلة، إنشاء مصهر للفولاذ وقطع غيار السيارات· وتقول ''ميد'' إن الإمارات أصبحت مشاركاً رائداً في السباق الذي تخوضه دول مجلس التعاون الخليجية نحو مستقبل صناعي واقتصادي مشرق، وتسهم في النهضة الشاملة التي يشهدها الاقتصاد الخليجي من خلال من مشاريعها العملاقة، وتشتمل هذه المشاريع أيضاً على تطوير ثلاث جزر جديدة مجاورة لمدينة أبوظبي، والتوسع في الصناعات الثقيلة في حقول الرويس فيما تتكفل شركة جديدة باستغلال مكامن الغاز الحامض فيها، بالإضافة لإنشاء أكثر من 20 منطقة صناعية تتوزع في كافة أرجاء دولة الإمارات· وفي ضوء هذه التطورات، كانت الدولة حريصة على دعم مشاريع الخصخصة وتشجيع الصناديق الاستثمارية الخاصة وتوجيهها للنشاط في ميادين كانت فيما مضى من اختصاص الدولة كقطاعي الصحة والتعليم، ويذكر في هذا الصدد أن صناعة توليد الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر تجري خصخصتها بشكل سريع، ومن المنتظر أن يسير نظام مياه الصرف الصحي في هذا الاتجاه في المستقبل القريب· ويضاف إلى ذلك أن شركة ''الاتحاد للطيران'' التي تأسست عام 2003 تقطع الآن خطوات واسعة في مجال العمل على تأسيس شبكة عالمية من الخطوط التي ستنشط فيها، وتغطي مئات المدن في كل قارات الأرض، وأشار تقرير ''ميد'' إلى أن إمارة أبوظبي تعتزم خلال الصيف الجاري الكشف عن تفاصيل استراتيجياتها التطويرية التي يتم إعدادها وتخطيطها بهدف تنويع مصادرها الاقتصادية وتحريرها من مبدأ الاعتماد على تصدير النفط الخام· ولا شك أن المشاريع العملاقة التي تشهدها منطقة الطويلة تصنف من بين أهم هذه الاستراتيجيات، وترمي الخطة إلى بناء وتعزيز الثقة بالدور العالمي الذي ينتظر أن تلعبه هذه الصناعات الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقول التقرير ''هناك بعض التحديات التي ينبغي التغلب عليها في أثناء تنفيذ هذه المشاريع الطموحة ومنها التضخم ونقص الخبراء، وبالرغم من ذلك فإن الأداء الاقتصادي الإيجابي المدعوم بالأسعار المرتفعة للنفط، والتي ينتظر أن تحتفظ بارتفاعها خلال السنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير، تعد من المؤشرات الإيجابية التي تدعم هذه المخططات وتسهم في إنجاحها''· وينتهي التقرير إلى القول: انطلاق العمل في مشاريع الطويلة خلال هذا الصيف يمثل دليلاً على أننا أصبحنا نعيش زمناً يشهد بزوغ حضارة جديدة من تحت الرمال العذراء للصحراء العربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©