الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جميلة القاسمي: المخيم الشتوي يفتح أمام المعاقين طاقات الأمل

جميلة القاسمي: المخيم الشتوي يفتح أمام المعاقين طاقات الأمل
19 ديسمبر 2013 21:03
انطلاقاً من إيمانها بقضايا وهموم شريحة المعاقين وحقهم المشروع في الحياة أسوة ببقية فئات المجتمع، ودعماً منها للقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، تقيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مخيمها الشتوي «الأمل» في دورته الرابعة والعشرين، التي تختتم فعالياتها اليوم، للاحتفاء بالمعاق والارتقاء بواقعه الاجتماعي والنفسي، متبنية أفكاره ورغباته، ومسلطة الضوء على دوره، وحقوقه، ومطالبه المشروعة في العيش الكريم. دلالات ومضامين حمل المخيم عنوان «ابتسامتي في صحتي»، دلالات ومضامين تمس حياة هذه الفئة المتميزة من المجتمع، وسعى لتطوير بيئتها ومحيطها العام، بشكل يستوعب ما تواجهه من صعوبات ويتفهّم ما تعانيه من معوقات في واقعها المعاش، ليكتسب مخيم الأمل في نسخته الجديدة أهمية خاصة وصبغة توعوية تشير بجلاء إلى حقيقة أن الصحة مفتاح الابتسامة والسعادة البشرية، وأن دعمها، والاهتمام بها، والأخذ بأسبابها حق مشروع لكل فرد في المجتمع. إلى ذلك، تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية «منذ انطلاقة مخيماتنا الدورية لأكثر من عقدين من الزمن، ومع بداية كل موسم منها، نتخذ شعاراً هادفاً يختزل أهم أهدافنا ورؤانا التي نسعى لتحقيقها عاماً بعد عام، والتي تصب في صلب مصلحة الأشخاص من ذوي الإعاقة على اختلاف حالاتهم وإعاقاتهم الذهنية والجسدية، وفي سبيل دعم حقوقهم ومطالبهم المشروعة والمكفولة لهم بالدستور والقوانين المحلية والدولية». وتضيف «على الرغم من أن هذه المخيمات الموسمية تأخذ طابعا ترفيهيا واحتفاليا بصورتها المعلنة، إلا أنها تحمل بين طياتها معاني ورسائل إنسانية موجهة، تلفت الأنظار إلى هذه الشريحة المهمة في أي مجتمع، مطالبة بحقها في الصحة، والتعليم، والعمل، والحياة بكل أشكالها، أسوة بالآخرين ومن دون أي تفرقة أو تمييز أو تهميش»، موضحة «من هذا المنطلق الجوهري تعد هذه المخيمات والتجمعات نقاط التقاء لأهداف مشتركة تجمعنا مع وفود زائرة من مختلف الدول الخليجية والعربية، بقصد التشاور والتحاور، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات الكفيلة بتطوير ودعم وتنمية حياة المعاقين وإغنائها في شتى المجالات». مغزى الشعار عن الغرض من وراء اختيار شعار المخيم الشتوي لهذا العام «ابتسامتي .. صحتي»، تقول القاسمي «هو لم يأت من فراغ بل جاء بناء على مطالبة أصحاب الشأن أنفسهم من منتسبينا المعاقين، حيث إن مدينتنا للأمل تؤمن بقدرة المعاق وحقه في الاختيار والتقرير والتعبير عن ذاته، لأنه في نهاية المطاف هو المعني الحقيقي بالحدث، وهو المحور الذي نتحلق حوله، هو صاحب القضية والشأن الذي نحتفي به، لذا من البديهي أن يكون هو أيضاً صاحب الفكرة والقرار، وبعد عدد من الاجتماعات والمناقشات التشاورية مع اللجان المختصة، تقرر مساندة شعار المعاقين ورؤيتهم لمخيم هذا الموسم، لتكون «الصحة» هي العنوان الرئيس لها، بحيث نلفت اهتمام المعنيين والجهات المختصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مع ضرورة الالتزام بما يكفله لهم القانون رقم 29، مع البند رقم 25 في المعاهدات الدولية التي وقعتها الحكومة، والتي تشير بكافة تفاصيلها إلى حق شريحة المعاقين المشروع في الحصول على الرعاية الصحية المجانية أو معقولة التكلفة، بحيث تعادل في معاييرها وجودتها وشروطها كل ما يتوافر لبقية الشرائح الأخرى من المجتمع، علما بأن المعاق عادة ما يحتاج لعناية أكبر واهتمام أكثر لناحية الفحص المبكر، والتدخل عند الاقتضاء، والخدمة الوقائية التي تقلل من حجم الضرر أو تمنع حدوث المزيد، مع توفير هذه الخدمات الطبية والصحية بأقرب مكان ممكن في مجتمعاتنا المحلية، ومن هذا المنطلق كان لشعار «ابتسامتي .. صحتي» أهمية استثنائية، لنرتقي جميعا بثقافة التعامل مع المعاقين ونحترم وجودهم ودورهم في المجتمع». الالتزام بتطبيق القوانين حول واقع تطبيق القوانين الخاصة بالمعاقين، تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية «بعد سنوات من العمل والجهد، وبالرغم من وجود القوانين المحلية التي يكفلها الدستور، إضافة إلى ما وقعته الحكومة من اتفاقات دولية تبين حقوق المعاق في مجالات التعليم، والصحة، والعمل، لا يزال أمامنا الكثير للنجزه، ولا تزال بعض الجهات لا تلتزم بتطبيق كافة القوانين التي تدعم حقوق المعاقين، حيث نجد الكثير من الممارسات التي لا تحترم حقهم الطبيعي في الحياة، ولا تراعي حالتهم ومعاناتهم اليومية وصراعهم مع الواقع»، لافتة إلى أن تنفيذ هذه الالتزامات من هذه الناحية، يأتي عادة بصور فردية وجهود تطوعية، ربما يعود هذا لثقافة عامة ونظرة مجتمعية تربط خدمة المعاق بسمات العمل الخيري ومن أبواب الشفقة والرحمة والإنسانية. وتضيف «يغفل الكثيرون عن أن لهذه الشريحة حقوقاً صريحة وواضحة في كافة القوانين والشرائع المحلية والدولية، وأن دعمهم وتمكينهم منها هو واجب والتزام يجب الإيفاء به، وليس به أي منة أو فضل من أي جهة أو شخص كان، لذا فنحن نجد أنه من صميم عملنا السعي لنشر هذا الوعي، والثقافة، والتوجه في عموم المجتمع، بحيث نمكن فئة المعاقين، ونؤهلهم للمطالبة بحقوقهم الإنسانية والشرعية». حدث متنقل يلعب مخيم الأمل وبرامجه الشائقة دورا أساسيا في رفع معنويات المعاقين من الصغار والكبار، ورسم الابتسامة على وجوههم. في هذا الإطار، تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية «يعتبر المخيم حدثا اجتماعيا وترفيهيا بكل المقاييس، يمتد على مدى أسبوعين ننتقل فيهما لعدة محطات وأماكن بين الشارقة والإمارات الأخرى، حيث يجمع عناصر الترفيه والمتعة مع الفائدة والتعليم، ويدخل المعاق معه في أجواء مرحة ومبهجة، ليختبر فيها روح المغامرة والمبادرة، ويكتسب عبرها تجارب مدهشة، من تلك التي تكسر روتينه اليومي، وتجعله أكثر تفاؤلاً وثقة وانفتاحاً على الحياة، كما أن مثل هذه التجمعات الاستجمامية تفتح أمام المعاقين آفاقاً جديدة من الأمل، وتستثمر مواهبهم وقدراتهم الذهنية والجسدية بأشكال وأوجه متعددة، مما يلوّن عالمهم ويجعله أكثر غنى وجمالاً». حسين الجسمي يغني مع أطفال «الأمل» الشارقة (الاتحاد) - زار الفنان حسين الجسمي، السفير فوق العادة للنوايا الحسنة، مخيم «الأمل»، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على أرضها في منطقة اليرموك بالشارقة، بمشاركة وفود من دول مجلس التعاون الخليجي، ووفد ضيف من جمعية التأهيل المجتمعي من مخيم اللاجئين الفلسطينيين «البداوي» في شمال لبنان، والذي يقام للمرة الرابع والعشرين تحت عنوان «ابتسامتي في صحتي». وخلال حديثه معهم في المسرح المخصص لنشاطات المخيم، قال الجسمي «أنا منكم وأنتم مني، وأنا سعيد لأنني معكم اليوم وابتسامتكم واستقبالكم الحار هذا وسام على صدري أعتز به». وقام الجسمي خلال الاحتفالية بتبادل الأحاديث المتنوعة معهم، إلى جانب الغناء مع مجموعة من أطفال المخيم تم اختيارها من أغنياته التي يحفظونها، وقام أيضاً بالعزف إلى جانبهم على آلة «الأورج» الموسيقية أثناء الغناء، وشاركهم مسابقة خاصة أعدت لهم تعتمد على السؤال والجواب من خلال مجموعتين من أطفال المخيم الصغار والكبار، مؤكداً أن مخيم الأمل يحمل في طياته مضامين ومدلولات عميقة تسهم في تنمية حياة ومستقبل الأشخاص من ذوي الإعاقة، وحقهم في الحياة أسوة بباقي فئات المجتمع، وهذا أمر يحسب لهذه المدينة الإنسانية في إمارة الشارقة. وأثنى الجسمي على الجهود الكبيرة المبذولة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه اللامحدود لفئة ذوي الإعاقة، ورعايته الكريمة لخدمة المعاق، وتوفير البيئة الإبداعية له، بدليل مخيم الأمل الذي حرص سموه على رعايته منذ بداية نشأته إلى اليوم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©