«حمدان الطبية» تشهد تدشين «الفاريوم الصيني»

شهدت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، التدشين الرسمي لمشروع الفاريوم الصيني الذي رصدت الحكومة الصينية ميزانية قدرها 300 مليون دولار أميركي لتنفيذه خلال السنوات العشر المقبلة، بهدف تحسين خدمات علوم الوراثة الإكلينيكية، واستكمال المعلومات الخاصة بالطفرات الوراثية الموجودة في 5000 جين بشري. جاء ذلك خلال مشاركة الجائزة في مؤتمر منظمة الفاريوم البشري العالمية الذي عقد مؤخراً في الفترة من 8 وحتى 12 ديسمبر في العاصمة الصينية بكين، حيث وقع المركز العربي للدراسات الجينية التابع للجائزة وثيقة مشتركة للتعاون مع المنظمة، بهدف الاستفادة من علوم الفاريوم البشري، المعنية بدراسة التباينات البشرية الجينية بين الأفراد وبين الشعوب، في تطوير خدمات ملموسة لتوفير رعاية صحية أفضل وتخفيف معاناة الملايين من البشر المصابين بأمراض ذات أسس وراثية. وقال الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، ورئيس المركز العربي للدراسات الجينية التابع لها، الذي ترأس وفد الجائزة، إن المركز العربي للدراسات الجينية عقد على هامش المؤتمر، اجتماعا موسعا مع المسؤولين في المنظمة العالمية، تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين. من جانبه قال عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي للجائزة، إن منظمة الفاريوم البشري العالمية أشادت خلال مؤتمرها، بالمركز العربي للدراسات الجينية لكونه نموذجا عربيا مثاليا للجهات المنوط بها دراسة التباينات الوراثية لدى الشعوب العربية، حيث قطع المركز شوطًا كبيرًا في هذا المجال بتأسيسه لقاعدة بيانات الإضطرابات الوراثية لدى العرب، والتي تعد الأولى عالميًا ضمن فئة القواعد البيانية الخاصة بالشعوب، وتسهم بفاعلية في خدمة مئات الآلاف من الأطباء والعلماء على مستوى كل دول العالم. وأضاف أن المركز يعمل حاليا لإتمام كافة الإجراءات اللازمة من أجل بدء تنفيذ مشروع الجينوم الإماراتي، والذي يهدف إلى رسم خريطة جينية لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وربطها بمشروعات الجينوم في بعض الدول العربية الأخرى، التي بدأت في تنفيذ مشروعات الجينوم الخاصة بها، كنواة لتأسيس المشروع العربي للفاريوم البشري. وأوضح أن تنفيذ مشروع الجينوم العربي سيساعد على وقف نزيف المليارات التي تنفقها القطاعات الصحية بالدول العربية على علاج الكثير من الأمراض المزمنة لدى العرب في الخارج، أو اللجوء للمختبرات الأجنبية لتشخيص تلك الأمراض وعلاجها. وناقش مؤتمر منظمة الفاريوم البشري العديد من الموضوعات الهامة منها القضايا المتعلقة ببناء قواعد بيانات الأمراض الوراثية، وتطوير بروتوكول عام لإنشائها وتطويرها، والقضايا المرتبطة بجمع البيانات مثل القضايا الأخلاقية ومشاكل البرمجيات الخاصة بها، بالإضافة إلى مناقشة العقبات التي تواجه الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة لدى تأسيسها قواعد البيانات الوراثية الخاصة بشعوبها.