الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقيت.. ينزل الأقوات ويقسم الأرزاق

المقيت.. ينزل الأقوات ويقسم الأرزاق
19 ديسمبر 2013 21:15
أحمد محمد (القاهرة) - «المقيت» هو الذي يعطي الأقوات، وقيل في معناه خالق الأقوات البدنية والروحانية، وقد تكفل رب العباد بقوت خلقه، برهم وفاجرهم، وهو الذي أحاط علماً بالعباد وأحوالهم، وما يحتاجون إليه، وأحاط بهم قدرة، فهو على كل شيء قدير، وتولى حفظهم ورزقهم وإمدادهم، يقيت الأبدان بالأطعمة والأرزاق، ويقيت قلوب من شاء من عباده بالعلم والإيمان. فالله عز وجل من فوق عرشه مقيت، له الكمال المطلق في إقاتة خلقه ورزقهم، يوفي كامل الرزق للناس. ورد هذا الأسم في موضع واحد في قول الله تعالى: «وكان الله على كل شيء مقيتاً»، «النساء: 85». وقال الإمام الغزالي في «شرح الأسماء الحسنى»، معنى المقيت خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة فيكون بمعنى الرازق إلا أنه أخص منه إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت والقوت ما يكتفى به في قوام البدن أو يكون معناه المستولي على الشيء القادر عليه والاستيلاء يتم بالقدرة والعلم وعليه يدل قوله تعالى: «وكان الله على كل شيء مقيتاً» أي مطلعاً قادراً فيكون معناه راجعاً إلى العلم والقدرة فوصفه بالمقيت أتم من وصفه بالقادر وحده وبالعالم وحده لأنه دال على اجتماع المعنيين. المقيت هو المقتدر قال السعدي المقيت: «الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده، وقال البيهقي، المقيت هو المقتدر فيرجع معناه إلى صفة القدرة». وقال ابن جرير، اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: «وكان الله على كل شيء مقيتاً»، فقال بعضهم معناها وكان الله على كل شيء حفيظاً وشهيداً، وقال آخرون معنى ذلك القائم على كل شيء بالتدبير، وقال آخرون هو القدير، والصواب من هذه الأقوال، قول من قال معنى المقيت القدير، وذلك فيما يذكر كذلك بلغة قريش، وقد قيل إن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقيت». وقال القرطبي، إن الله تعالى يعطي كل إنسان وحيوان قوته على مر الأوقات، شيئاً بعد شيء، فهو يمدها في كل وقت بما جعله قواماً لها، إلى أن يريد إبطال شيء منها فيحبس عنه ما جعله مادة لبقائه فيهلك. ينزل الأقوات للخلق وقال بعضهم، المقيت معناه خالق الأقوات، وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى الرزاق إلا أنه أخص منه إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت، والقوت ما يكتفي به في قوام البدن. وقال عبدالرحمن السعدي، المقيت الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقها، وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده. قال الأزهري إن «المقيت» بلغة قريش هو المقتدر، فيكون قوله تعالى «وكان الله على كل شيء مقيتا» وقوله: «وكان الله على كل شيء مقتدراً»، «الكهف: 45» قادراً مطلقاً. ويقال المقيت الشاهد على الشيء، الحافظ له، بيده الرزق وعليه قوت كل دابة، كقوله تعالى: «وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين»، «فصلت: 10». والمقيت سبحانه هو المقتدر الذي خلق الأقوات وتكفل بإيصالها إلى الخلق، وهو حفيظ عليها، فيعطي كل مخلوق قوته ورزقه على ما حدده سبحانه من زمان أو مكان أو كم أو كيف وبمقتضى المشيئة والحكمة، فربما يعطي المخلوق قوتا يكفيه لأمد طويل أو قصير كيوم أو شهر أو سنة، وربما يبتليه فلا يحصل عليه إلا بمشقة وكلفة، والله عز وجل خلق الأقوات على مختلف الأنواع والألوان ويسر أسباب نفعها للإنسان والحيوان قال تعالى: «وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، «الأنعام:141»، وكما أنه سبحانه المقيت الذي يوفي كامل الرزق للإنسان والحيوان، فإنه أيضاً مقيت القلوب بالمعرفة والإيمان، وهو الحافظ لأعمال العباد بلا نقصان ولا نسيان. وهو الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقه، وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده، أي انه سبحانه هو الذي ينزل الأقوات للخلق، ويقسم أرزاقهم صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، قال تعالى: «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين»، «هود: 6».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©