جنوب أفريقيا (رويترز) - يعتبر منتخب كوت ديفوار لكرة القدم مباراته في دور الثمانية بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم أمام نظيره النيجيري بمثابة نهائي للبطولة في ظل سعيه لإنهاء حرمان من اللقب استمر لنحو عشر سنوات.
وظهرت كوت ديفوار كمرشحة بارزة للفوز بلقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا لكن ماضي البطولة الإقليمية يقول إن حدوث مفاجآت لا يزال أمراً ممكناً. ومع وصول البطولة إلى دور الثمانية أولى مراحل خروج المغلوب خرجت نصف منتخبات البطولة بما في ذلك أسماء كبيرة منها زامبيا حاملة اللقب مع استمرار مسلسل المفاجآت الذي تضمن وصول جزر الرأس الأخضر وبوركينا فاسو وتوجو إلى دور الثمانية.
وتأهلت بوركينا فاسو لدور الثمانية متقدمة على نيجيريا كما إنها أخرجت زامبيا من البطولة في حين شقت توجو طريقها لمراحل خروج المغلوب للمرة الأولى في تاريخها رغم نقص الاعتمادات المالية.
وفي ظل هذه الظروف تبقى كوت ديفوار التي يدربها صيري لموشي مرشحة بارزة لإضافة اللقب الثاني لفوزها الأول بالبطولة والذي تحقق قبل 21 عاما.
وأظهرت غانا قوتها عندما تصدرت المجموعة الثانية إلا أن فريقها لا يزال شابا ويحتاج للمزيد من الخبرة. وسيلتقي منتخب غانا في دور الثمانية اليوم مع الرأس الأخضر وربما يواجه بوركينا فاسو أو توجو في قبل النهائي. وتصدر منتخب كوت ديفوار المجموعة الرابعة بينما أنهى المنتخب النيجيري منافسات المجموعة الثالثة في المركز الثاني. وقال كولو توريه مدافع “الأفيال”: “لقاء نيجيريا سيكون كمباراة نهائية”. وأضاف: “نيجيريا فريق كبير ولديه لاعبون رائعون، نعرف أنها ستكون مباراة صعبة جداً جداً. يجب أن نركز ونحاول عدم ارتكاب أخطاء”. وتابع قائلاً: “يجب أن نؤمن بقدراتنا وأعتقد أننا نستطيع تحقيق ذلك”.
وكوت ديفوار مرشحة لإحراز اللقب للمرة الخامسة على التوالي لكن الفريق فشل في تحقيق الفوز في النسخ الأربع الماضية، وقال توريه: “سوف نبذل قصارى جهدنا في الملعب مثلما فعلنا في المباريات الثلاث السابقة”.
ويتطلع ديدييه دروجبا قائد كوت ديفوار لمقابلة زميله سابقا في تشيلسي النيجيري جون أوبي ميكل عندما يلتقي الفريقان غداً.
ويعرف النيجيريون انهم سيخوضون مباراة مختلفة عن لقاءات المجموعة وقال ميكل إنه يتوقع لقاء قويا، وأضاف: “ستكون مباراة يتعرض خلالها الطرفان لضغوط ... ستكون صعبة وأعتقد إننا لو لعبنا جيدا فسوف نفوز”.
وبعيدا عن أي مشاكل يواجهها ديدييه دروجبا مهاجم كوت ديفوار خارج الملعب فإنه أظهر أنه لا يزال يركز بشكل كامل على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم وأنه يترك للمحامين أي جدل حول مستقبله مع الأندية.
وتوصل دروجبا يوم الاثنين الماضي لاتفاق للانتقال إلى جالطة سراي بعقد مدته 18 شهراً مقابل ستة ملايين يورو (ثمانية ملايين دولار) كرسوم انتقال و15 ألف يورو عن المباراة الواحدة بالإضافة لحصول اللاعب نفسه على أربعة ملايين يورو. لكن شنغهاي شينهوا قال إن الاتفاق يخالف عقد النادي مع دروجبا وإنهم مستعدون لرفع الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وقاد دروجبا البالغ من العمر 34 عاما منتخب بلاده لتعويض تأخره والتعادل مع الجزائر 2-2 في مباراته الأخيرة بالمجموعة الرابعة. وبعد التأخر بهدفين سجل دروجبا هدفا بضربة رأس قوية ليقلص الفارق قبل أن يضيف فريقه الهدف الثاني. وقال دروجبا لرويترز: “أنا الآن مستعد، في أول مباراتين (ضد توجو وتونس) كان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لي سواء ذهنيا أو بدنيا لأني لم ألعب على صعيد تنافسي منذ قرابة ثلاثة أشهر”.
وأضاف: “حين تبتعد عن الملاعب لفترة طويلة يصبح من الصعب بالنسبة لك العودة لمستواك لكني أبذل جهدا هائلا في التدريب وشاركت بشكل أفضل الليلة وساعدت فريقي. أنا سعيد فعلا”. كما قال دروجبا إنه لا يمكنه التعليق على الجدل الذي ثار بعد انتقاله من شنغهاي شينهوا إلى جالطة سراي التركي في وقت سابق هذا الأسبوع حيث قال النادي الصيني إن الصفقة تخالف بنود العقد.
وأضاف دروجبا: “أبلغني المحامون أنه لا يمكنني الحديث عن هذا الأمر، لا يمكنني ذلك وأنتم تعرفون المحامين، لكن بوسعي التحدث عن كأس الأمم الأفريقية”. وتابع: “لا أفكر سوى في كأس الأمم الأفريقية، خضنا مباراة جيدة الليلة، ليست جيدة تماما لكنها جيدة وكان هذا كافيا، مع سير المباراة شعرت بأن مستواي يتحسن وهذه بادرة جيدة جداً”.
ولم يشارك دروجبا (34 عاما) في المباراة الماضية لكنه سيعود إلى التشكيلة في لقاء نيجيريا. وقال دروجبا عن زميله السابق ميكل: “سوف تكون مباراة صعبة، يعرف الجميع انه لاعب متميز وما قام به مع تشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا، كان واحدا من أفضل لاعبي الفريق والآن ألعب ضده”. وأضاف: “سوف نتبادل الحديث قبل بداية اللقاء ثم نلعب بكل جدية أثناء المباراة ثم نتبادل الحديث مرة أخرى بعد المباراة لأننا أصدقاء، إنه كأخ لي”. وقال: “سيكون أمرا صعبا، الكل يعرف كم هو رائع وما قام به مع تشيلسي في نهائي دوري الأبطال، كان رائعا، كان أحد أفضل لاعبينا والآن سألعب ضده”. وتابع: “سنضحك سويا قبل المباراة وسنلعب بقوة ضد بعضنا البعض أثناء المباراة ثم سنضحك مرة أخرى بعدها لأننا أصدقاء جداً، إنه شقيقي”.
وشارك دروجبا من البداية في المباراة الأولى لكوت ديفوار في البطولة حين انتصرت على توجو 2-1 لكنه أصبح بديلا ضد تونس يوم السبت الماضي وشارك كبديل. وخاض دروجبا 90 دقيقة كاملة الأربعاء الماضي، وقال إن النتيجة كانت مهمة ضد الجزائر رغم تأكد خروجها من النهائيات. وقال دروجبا: “نعم كافحنا كفريق والآن نتطلع لمباراة نيجيريا، من المبكر للغاية الحديث عن الألقاب لكننا لا نزال نحلم”.
ورحل دروجبا عن تشيلسي في مايو الماضي بعدما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بالفوز بركلات الترجيح في النهائي على بايرن ميونيخ. وانتقل اللاعب المخضرم إلى الصين، لكن مسيرته ربما انتهت هناك بعد سبعة أشهر فقط من بدايتها.
عدد اليوم
