الشارقة أزهار البياتي:
لأن مرحلة الطفولة هي أهم مرحلة من عمر الإنسان، وفيها يبدأ تكوين شخصيته وذوقه، وبين جنباتها تبدأ بذور حب الحياة والجمال تتخلق في نفسه وتنمو معه، لا بد للوالدين من مراعاة الدقة في اختيارها وتأثيثها بما يناسب الطفل وينمي مواهبه ويتناسق مع رغباته وميوله· وربما يعتقد البعض أن هذا يؤدي إلى إرهاق ميزانية الأسرة، لكن هذا غير صحيح بالمرة، فكل ما يحتاجه الأمر شيء من الخيال والإبداع مع مراعاة عناصر محددة تبدأ من تأمين الراحة إلى الشعور بالأمان والسكينة·
خطأ شائع
في أشهره الأولى قد لا يحتاج طفلك إلى غرفة مستقلة، إنما أن ينعم بسريره الخاص المستقل، ومن الأخطاء الشائعة في بلداننا الشرقية أن ينام الصغير في حضن أمه في سرير الكبار لأن هذا يشكل خطراً على حياته· وينصح الخبراء باقتناء سرير للرضيع يكون مبطنا ذا جانبين يحميانه من السقوط، ولا تستعمل وسادة ناعمة طرية جدا للفراش، حتى لا يغوص الطفل فيها فيصعب عليه التنفس، لكن من الممكن أن يكون السرير هزازا لتهدئته ومساعدته على الاسترخاء والنوم·
طفلك صاحب القرار
بعد هذه المرحلة من المفضل أن يستقل الطفل بحجرته الخاصة، وهنا يجب أن نضع في الاعتبار أن للطفل ذوقه ورأيه الخاص، وكلما كبر ينبغي أن يكون قادراً على اتخاذ قراراته بنفسه، إذ سيكسبه ذلك العديد من فرص التعلم وقوة الشخصية، لذلك ناقشي اختيار كل شيء في الغرفة مع طفلك، وساعديه على إظهار ميوله الخاصه واهتماماته، واسأليه رأيه، وكيف يحب أن يكون تصميم غرفته، وهل يرغب بوجود مكان للألعاب، الرسم، الموسيقى، ومكان واسع لخزانة الكتب؟
إن تعليم الأطفال أن يكونوا مسؤولين عن اتخاذ قراراتهم هي تجربة كبيرة ومفيدة للنضج والتعلم، كما ان مشاركة الطفل في تزيين غرفته الخاصة تسعده، وتجعله أكثر حبا واستمتاعا بمكانه الخاص ومملكته الصغيرة، كما تكسبه مزيدا من الثقة بالنفس في عمر مبكر، وتعوده على اتخاذ القرارات·
اختيار اللون
يحب الأطفال الألوان المشرقة المفرحة، فالبنات عادة ينجذبن للألوان الرقيقة الناعمة مثل الزهري الفاتح (بيبي روز) والبنفسجي بدرجاته مع الوردي الفوشيا· أما الأولاد فهم أكثر ميلاً للألوان القوية النشطة مثل الأزرق بدرجاته والأصفر والأحمر والأخضر، وبالتالي يجب مراعاة أن غرفة البنت ليست كغرفة الولد، أما إذا كان لديك ابن وابنة يتشاركان في غرفة واحدة فلا بأس من اختيار ألوان محايدة تناسب الاثنين معا كالفستقي أو الليموني أو مزيج من السماوي مع الزهري·
الإكسسوارات
يمكنك إضافة المزيد من الحيوية على الحجرة من خلال إضافة بعض الاكسسوارات المميزة، كتعليق صور بإطارات ملونة وزاهية على الجدران، أو تزيينها بالفراشات والزهور، أو رسومات طفلك نفسه ضمن لوحة تعليق مرحة ومميزة، كما يمكنك وضع أباجورة على شكل سيارة أو حيوان ما وهكذا···
الستائر
إن وجود شبابيك في غرف الأطفال هو حاجة ضرورية لتجديد الهواء وإدخال الضوء الطبيعي للمكان· أما الستائر فهي جزء مكمل لديكور الحجرة، ولهذا، يجب الاهتمام باختيارها بحيث تكون منسجمة مع الجو العام لغرفة الطفل لناحية الألوان والخامات، وأن تكون مصنوعة من قماش جيد يمكن غسله بشكل دوري دون تلف، كما يمكن استخدام ستائر شفافة ناعمة الملمس تحت الستائر السميكة حتى تحجب هذه الستائر وهج الشمس، بينما تسمح للضوء بالدخول· ويمكن ابتكار ستارة بمزج عينات ونماذج مختلفة من عدة أقمشة وبأكثر من لون، مع تزيينها بالشرائط والأزرار الملونة التي ستضفي لمسة سحرية حقيقية على تصميم الغرفة، خاصة إذا كانت الجدران مطلية بألوان سادة· أما إذا كانت الجدران تحتوي على رسومات وزخرفة فيستحسن أن تبقى الستائر سادة·
أفكار تكسر الملل!
من المعروف أن الأطفال سريعو الملل، ويفقدون اهتمامهم بسرعة، كما أنهم يغيرون رأيهم وأذواقهم بسرعة أكبر··· ولكي تطردي الملل والسأم عن طفلك حاولي ابتكار أفكار جديدة تشد انتباهه وتحببه في غرفته، وذلك بإجراء بعض التغييرات الطفيفة هنا وهناك، كأن تقومي بين فترة وأخرى بتغيير مكان السرير أو الخزانة، أو تضيفي ألواناً أخرى فتغيري اغطية الفراش والوسائد بألوان جديدة ومختلفة أو تضيفي بعض إكسسوارات الأطفال كساعة حائط على شكل حيوان أو كرة أو الكائنات التي يميل إليها الأطفال مثل الشخصيات الكرتونية ورسومات الحيوانات، ولا مانع من أن تزيني جدران الغرفة بملصقات لمراكب تتهادى وأسماك تتقافز أو زهور جميلة وطيور وفراشات ملونة لتشعري طفلك بالسعادة، وتوحي إليه بخيالات مرحة تنمي أفكاره وتثري اهتماماته بعالم مليء بالحيوية يساعده على النمو بشكل سليم جسدياً ونفسياً ويحتضنه بكل الحب والرعاية·
عدد اليوم
