الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جيرارد.. قلب الجيش الأحمر

جيرارد.. قلب الجيش الأحمر
9 يونيو 2007 23:27
إعداد - أنور إبراهيم: في 8 يوليو عام 2005 جدد عقده مع ناديه لمدة 4 سنوات جديدة حتى عام ،2009 ومنذ أيام عاد فريقه ليفربول ليمدد عقده حتى عام 2011 ليقطع بذلك الطريق على كل الأندية التي كانت تأمل في ضمه الى صفوفها منذ سنوات طويلة وما زالت تتعلق بهذا الأمل مثل ريال مدريد الاسباني وتشيلسي الانجليزي وليتأكد بذلك وبما لا يدع مجالاً لأي شك هذا ''الزواج الكاثوليكي'' الذي لا انفصال فيه بين نجمنا وناديه·· أتحدث عن نجم خط الوسط الانجليزي ستيفن جيرارد الذي وصفته صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية بأنه ''قلب الجيش الأحمر'' الليفربولي ورمانة ميزانه وكابتن الفريق وأفردت ما يقرب من صفحة كاملة للحديث عنه ورصد أهم المحطات والأحداث المؤثرة في حياته كلاعب كرة وباعتباره واحدا من أفضل لاعبي العالم في السنوات الخمس الأخيرة· بداية درامية وكان مدخل الصحيفة للحديث عن جيرارد مدخلاً إنسانياً مأساوياً لا يمكن تجاهله فنجمنا اعتاد عند ذهابه الى ملعب انفيلد كل يوم ان ينزل من سيارته الـ''أودي ء4 توربو'' ليتوقف أمام النصب التذكاري لضحايا كارثة ستاد هيلسبوروه التي راح ضحيتها 96 شخصاً من مشجعي ليفربول يوم 15 أبريل عام 1989 والتي كانت بسبب تدافع الجماهير في المدرجات وسقوطهم أو اختناقهم وذلك خلال مباراة الدور قبل النهائي في كأس انجلترا ضد شيفيلد، والذي لا يعرفه الكثيرون ان احد ضحايا هذا الحادث كان طفلاً في العاشرة من عمره وكان رفيق نجمنا في صباه حيث كان يكبره بعام واحد فقط، وهو قبل كل ذلك ابن عمه ويدعي جون بول جيلهولي والذي كان أصغر الضحايا وقتها وكان مثله يشجع ليفربول بكل الفخر والحماس لقد تربيا سوياً وكبرا سوياً وأحبا ليفربول معاً ولهذا كان مصرعه مأساة لليفربول كلها ولعائلة جيرارد على وجه الخصوص· وأكثر ما يثير غضب جيرارد ويجعله يشعر بالاستياء والضجر انه رغم مرور 18 عاماً على هذه المأساة، فلم يعرف احد حتى الآن بالضبط من المسؤول عنها وهو أمر غير مقبول على حد قول جيرارد الذي يبدي تصميمه على معرفة لماذا قتل ابن عمه جون بول والآخرون، ومصمم ايضاً على ان تعيد الحكومة فتح ملف التحقيق في هذه الكارثة· فقط كرة القدم وستيفن جيرارد هو ابن من أبناء مدينة ليفربول وولد في هيوتون الضاحية الشعبية الشرقية بالمدينة والتي أخرجت الكثيرين من نجوم المنتخب الانجليزي على مر الأجيال مثل ديفيد نوجينت وجون بارتون وغيرهم والصبية في هيوتون لم يكونوا يعرفون شيئاً سوى كرة القدم وكان يوم الجمعة هو اليوم المفضل عند نجمنا جيرارد· وقد انقسم سكان ليفربول الى فريقين أحدهما يعشق ملعب انفيلد الخاص بفريق ليفربول والآخر يعشق ملعب جوديسون بارك ملعب ايفرتون· ويحكي جيرارد بنفسه عن حالة المنافسة الشديدة بين مشجعي الناديين ويقول كان عمي يصطحبني معه بشكل منتظم الى ملعب جوديسون بارك ولم يكن عندي الخيار أما والدي فقد كان شعاره ليفربول أو الموت· ووقتها لم يكن يعني نجمنا سوى كرة القدم ولا شيء غيرها·· فهو يلعب في الصباح قبل المدرسة وظهراً بين الحصص ومساء حتى حلول الليل·· وتقول ''ليكيب'' ان موهبة جيرارد المبكرة وما يتمتع به من مميزات ومهارات كروية كلها أمور ساعدته على الانضمام مبكراً الى احدى المدارس التي تخرج افضل تلاميذها في الكرة ليذهبوا مباشرة الى مركز التدريب الخاص بنادي ليفربول· أول عقد احتراف ولا ينسى جيرارد يوم توقيعه لأول عقد احتراف مع ليفربول في 5 نوفمبر 1997 وينفي بشدة ما كان يردده الفرنسي جيرار أولييه مدرب ليفربول السابق والذي قال وقتها انه اكتشف بالمصادفة البحتة هذا اللاعب في احدى مباريات الناشئين· ورداً على أولييه، يقول جيرارد: لا يمكن ان أقبل ما يقوله أولييه ومحاولته التلميح الى انه هو الذي اكتشفني وانني لم أكن شيئاً يذكر·· فهذا غير حقيقي والعالم كله يعرف انني كنت كابتن منتخب انجلترا تحت 18 سنة ولا أقبل ان يلمح أولييه الى انني بدونه كنت سأظل لاعباً مغموراً·· واستطرد قائلاً الذين يستحقون التحية هم أولئك الذين قاموا بتدريبي في الأكاديمية· نبوءة أولييه ورغم ذلك عاد جيرارد للحديث عن أولييه مدرب ليفربول الأسبق بلهجة افضل فقال: لقد كان أولييه مثل أب ولقد مات جزء مني عند رحيله من ليفربول وعندما اتصلت به لأودعه قال لي: لا تحزن فأنت في ناد رائع·· استمر في العمل وستكون واحداً من أفضل لاعبي العالم وها هي نبوءة أولييه قد تحققت بالفعل· أول مباراة كأساسي جيرارد لا ينسى أيضاً أول مباراة لعبها كأساسي مع ليفربول في ديسمبر عام 1998 وكانت في توتنهام وكان عمره وقتها 18 سنة عندما استدعاه أولييه وأخبره بأنه سيلعب ظهيراً أيمن لمراقبة اللاعب ديفيد جينولا الذي حصل في ذلك العام على لقب أحسن لاعب في انجلترا·· ولأن العلاقات لم تكن على ما يرام بين أولييه الذي سبق له تدريب منتخب فرنسا الأول وبين اللاعب جينولا فقد طلب أولييه من جيرارد ان يراقبه كظله ولا يترك له فرصة لمراوغته أو المرور منه· الطريف ان جيرارد كشف عن سر علاقة عدم الود بين أولييه وجينولا بقوله: كان أولييه يلقي على جينولا بمسؤولية خروج منتخب فرنسا من تصفيات كأس العالم ·1994 إلا الدوري الإنجليزي والكرة الذهبية ويدين جيرارد بالفضل أيضاً للفرنسي أولييه لأنه أعطاه شارة الكابتن اعتبارا من عام ،2003 وعلى امتداد مشواره الكروي فاز جيرارد بالكثير من الألقاب والبطولات·· دوري الأبطال الأوروبي 2005 وكأس الاتحاد الأوروبي 2001 والسوبر الأوروبي 2002 و2005 وكأس انجلترا 2001 و2006 وكأس الرابطة الانجليزية 2001 و2003 كما حصل على لقب أفضل لاعب ناشئ عام ·2001 والبطولة الوحيدة التي لم ينل جيرارد شرف الفوز بها مع ناديه الوحيد ليفربول هي بطولة الدوري الانجليزي كما انه لم يفز بعد بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في أوروبا وانما حل ثانياً في عام ·2005 وما زالت بطولة الدوري الانجليزي تسيطر على تفكيره ويحلم بتحقيقها في أقرب وقت ممكن· صيف مضطرب وبعد فوز ليفربول ببطولة دوري الأبطال الأوروبي 2005 شهد صيف هذه السنة حالة اضطراب بالنسبة له ويتذكر جيرارد هذه الفترة فيقول: كان زملائي يوقعون الواحد تلو الآخر لأندية أخرى بينما أنا لا أتلقى أي اتصال أو عرض رغم انني كنت أتصور ان المدرب الاسبالني رافائيل بينيتيز لم يعد يريدني في الفريق·· واستطرد جيرارد قائلاً وفجأة اوقفت شبكة تليفزيون سكاي نيوز برامجها يوم 4 يوليو 2005 لتذيع نبأ مفاده ان الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش صاحب نادي تشيلسي تقدم بعرض رسمي قدره خمسون مليون يورو لضمي بعد ان كانت مفاوضاتي مع ليفربول قد توقفت وأصبحت مهيئاً للاستجابة لرجل الأعمال والصناعة الروسي· ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ وماذا كان رد فعل الجماهير في ليفربول؟ توافدت جماهير ليفربول ومحبوه بالآلاف على مقر النادي وتعرض لتهديدات بالقتل وقام أحد المشجعين بحرق فانلة ''الخائن'' - هكذا وصفت الجماهير جيرارد - وكانت شبكة تليفزيون سكاي نيوز تنقل الأحداث على الهواء مباشرة من أمام النادي وبعدها أمام منزل جيرارد الذي كان يتابع ذلك تليفزيونياً وفرت الدموع من عينيه· وفجأة·· رن جرس التليفون فإذا بالمتحدث هو والده بول الذي قال له: إبق في ناديك ليفربول·· نادينا لو رحلت سترحل الأسرة كلها وسوف تمنعنا الجماهير من الاقامة هنا· وكان رد الفعل الطبيعي لهذا الموقف الدرامي ان عدل جيرارد عن رأيه وتراجع عن الانتقال الى تشيلسي وقال: لقد تفهمت وقتها جيداً انني لن أرحل مطلقاً من هذا النادي· ويبدو ان الأميركيين جورج جيليت وتوم هيكس الملاك الجدد لفريق ليفربول قد وعيا الدرس وتفهما الموقف فقاما بمد عقد جيرارد الذي كان ينتهي في عام 2009 الى 2011 ولم يمانع كابتن الفريق ستيفن جيرارد وكيف يمانع وهو سيقبض راتباً شهرياً قدره 760 ألف يورو، وهو رقم يعادل متوسط مرتب 600 مشجع لفريق ليفربول!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©