قاد محسن متولي ومحسن ياجور وفيفان مبيدي فريق الرجاء البيضاوي المغربي لتحقيق إنجاز تاريخي، بالتأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم، المقامة بالمغرب حالياً، بعدما تغلب بثلاثة أهداف مقابل هدف على أتليتكو مينيرو البرازيلي بطل كأس أميركا الجنوبية في الدور نصف النهائي أمس الأول على ملعب مراكش.
وكسر الرجاء قاعدة وجود ممثلي قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية في نهائي البطولة بعدما أصبح ثاني فريق أفريقي يصعد للنهائي، ليكرر إنجاز مازيمبي الكونجولي الديمقراطي الذي صعد لنهائي المسابقة عام 2010 بالإمارات، كما بات الرجاء أول ناد عربي يتأهل للنهائي ليتفوق على إنجازي الأهلي المصري والسد القطري اللذين اكتفيا بالتأهل إلى نصف النهائي والحصول على المركز الثالث عامي 2006 و2011 باليابان.
بادر محسن ياجور بالتسجيل لمصلحة الرجاء في الدقيقة 51، قبل أن يدرك النجم البرازيلي رونالدينيو التعادل لمصلحة أتليتكو مينيرو في الدقيقة 63 عبر ركلة حرة مباشرة نفذها نجم برشلونة وميلان السابق بمهارة فائقة، ولكن كان لمحسن متولي رأي آخر بعدما أحرز الهدف الثاني للرجاء في الدقيقة 83 من ركلة جزاء قبل أن يضيف فيفيان مبيدي الهدف الثالث للفريق المغربي في الوقت المحتسب بدل الضائع.
مباراة تاريخية
وقدم الرجاء مباراة تاريخية، وسط تشجيع جنوني من الجماهير المغربية التي احتشدت في ملعب مراكش، ونجح الفريق في التغلب على الإرهاق الذي ظهر واضحاً على لاعبيه بعدما لعبوا مباراتي الدورين الأول والثاني، على عكس الفريق البرازيلي الذي لعب أولى مبارياته في البطولة.
في المقابل، لم يقدم مينيرو المستوى المتوقع، وظهر جميع لاعبيه بما فيهم رونالدينيو بعيدين تماما عن مستواهم.
ويلتقي الرجاء في المباراة النهائية مع بايرن ميونيخ الألماني السبت المقبل، في حين يواجه أتليتكو مينيرو مع جوانزو إيفرجراند الصيني في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في نفس اليوم على ملعب مراكش.
بدأت المباراة بمرحلة جس النبض بين الفريقين، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب وازدادت التمريرات الخاطئة من اللاعبين إلى أن جاءت الدقيقة السابعة التي شهدت أول تسديدة عن طريق ماركوس روتشا لاعب مينيرو ولكنها ذهبت بعيدة عن المرمى.
حاول الرجاء أخذ زمام المبادرة في ظل مؤازرة عاملي الأرض والجمهور، ورفع لاعبوه من وتيرة اللعب لتشهد الدقيقة الحادية عشرة تمريرة عرضية من شمس الدين شطيبي الذي انطلق بالكرة من الناحية اليمنى لكن لم تجد من يتابعها سوى ليوناردو سيلفا مدافع مينيرو الذي أعاد الكرة إلى حارس مرماه فيكتور، قبل أن تحتسب ركلة ركنية لمصلحة الفريق المغربي في الدقيقة 13 لعبها عصام الراقي عرضية على رأس شطيبي الذي سددها بعيدة عن المرمى.
واحتسب حكم المباراة الأسباني كارلوس فيلاسكو ركلة حرة مباشرة لمصلحة مينيرو في الدقيقة 18 لعبها رونالدينيو على رأس ليوناردو الذي سددها برأسه بعيدة عن المرمى. وشهدت الدقيقة 22 فرصة مؤكدة لمينيرو بعدما مرر لوكاس كرة عرضية من الناحية اليسرى تخطت جميع مدافعي الرجاء لتجد جو الذي لم يبعد سوى خطوات قليلة عن المرمى ليسدد كرة قوية في ظل مزاحمة من عصام الراقي مدافع الرجاء ابتعدت عن القائم الأيمن لمرمى خالد العسكري حارس مرمى الفريق المغربي بقليل.
وبمرور الوقت دانت السيطرة لمصلحة مينيرو الذي تناقل لاعبوه الكرة بثقة وشهدت الدقيقة 33 تسديدة قوية من فيرناندينيو الذي تلقى كرة عرضية من الناحية اليمنى داخل منطقة الجزاء وهو خال من الرقابة ولكن جاءت التسديدة غير متقنة لتخرج بعيدة عن القائم الأيسر بسنتيمترات.
فرصة مؤكدة
واستشعر الرجاء بالخطورة وبادل مينيرو الهجمات وأهدر محسن متولي نجم الفريق المغربي فرصة مؤكدة في الدقيقة 36 بعدما تلقى كرة عرضية من الناحية اليسرى مررها له عادل الكروشي ليسدد متولي الكرة مباشرة بقدمه اليسرى نحو المرمى نجح فيكتور في إبعادها ببراعة عن مرماه. وواصل محسن متولي مسلسل إهدار الفرص بعدما تلقى تمريرة بينية من محسن ياجور لينفرد متولي بالمرمى بعدما توغل داخل منطقة الجزاء من الناحية اليمنى وسدد كرة قوية، ولكنها جاءت بدون تركيز ليطيح بها بعيدة عن القائم الأيمن وسط دهشة الجميع.
في المقابل أضاع مينيرو فرصة أخرى في الدقيقة 44 عن طريق مهاجمه جو الذي تسلم الكرة من الناحية اليسرى لمنطقة الجزاء لكنه سدد الكرة ضعيفة في يد خالد العسكري، رد عليها الرجاء بهجمة مرتدة قادها محسن ياجور الذي انطلق بالكرة في الناحية اليسرى ولكنها جاءت بعيدة عن المرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعدما فشل الفريقان في ترجمة الفرص التي أتيحت لهم إلى أهداف. وفاجأ الرجاء الجميع في بداية الشوط الثاني بعدما أحرز محسن ياجور الهدف الأول للفريق المغربي في الدقيقة 51 عندما تسلم كرة عرضية لعبها له شطيبي من الناحية اليسرى لينفرد ياجور بالمرمى ويسدد كرة قوية سكنت الزاوية اليسرى للحارس فيكتور ليشعل الفرحة في نفوس الجماهير المغربية التي ملأت مدرجات ملعب مراكش.
وشدد أتليتكو مينيرو هجماته بعد الهدف وسدد لاعبه دييجو تارديللي كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 57 بعدما تسلم الكرة من النجم الغائب الحاضر رونالدينيو لكنه أطاح بالكرة بعيدا عن المرمى، بعدها حاول الرجاء استغلال اندفاع لاعبي مينيرو للهجوم بعدما تركوا مساحات شاغرة في الدفاع ليعتمد أبناء المدرب التونسي فوزي البنزرتي على سلاح الهجمات المرتدة وكاد محسن ياجور أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 60 بعدما انطلق بالكرة مراوغا دفاع الفريق البرازيلي الذي نجح في استخلاص الكرة منه قبل أن يصل إلى مرمى فيكتور.
ركلة حرة بمهارة فائقة
وجاءت الدقيقة 63 لتشهد إعلان النجم البرازيلي رونالدينيو عن نفسه بعدما أحرز هدف التعادل لأتليتكو مينيرو عن طريق ضربة حرة مباشرة سددها بمهارة فائقة ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى خالد العسكري قبل أن تسكن شباكه، بعدها ارتفعت معنويات لاعبي مينيرو بعد نجاحهم في إحراز هدف التعادل وسيطر الفريق البرازيلي على مجريات المباراة وشهدت الدقيقة 66 تسديدة من فيرناندينيو الذي راوغ أكثر من لاعب من مدافعي الرجاء لكن كرته جاءت ضعيفة في يد العسكري في الدقيقة 66 قبل أن تشهد الدقيقة 74 فرصة مؤكدة من جو الذي تسلم كرة داخل منطقة الجزاء لكنه سددها برأسه ضعيفة في يد العسكري.
وحاول محسن ياجور مجددا في الدقيقة 80، بعدما تسلم الكرة على حدود منطقة الجزاء وراوغ مدافعي مينيرو قبل أن يسدد كرة قوية بقدمه اليسرى ذهبت بعيدا عن القائم الأيمن لمرمى فيكتور. وجاءت الدقيقة 83 لتشهد احتساب الحكم الإسباني ركلة جزاء لمصلحة الرجاء إثر عرقلة ريفر مدافع مينيرو لمحسن ياجور داخل منطقة الجزاء تصدى لها محسن متولي بنجاح بعدما أسكن الكرة على يسار الحارس ليعلن عن الهدف الثاني لأصحاب الأرض. وحاول لاعبو مينيرو إحراز هدف التعادل في الوقت المتبقي من المباراة، في الوقت الذي استمر فيه الرجاء في شن الهجمات المرتدة في ظل السرعة التي يتمتع بها لاعبو الفريق المغربي الذي نجح في إحراز الهدف الثالث عن طريق فيفان مبيدي في الوقت المحتسب بدل الضائع بعدما تابع تسديدة محسن ياجور التي ارتطمت في العارضة ليسكنها مبيدي بسهولة داخل الشباك محرزا هدف الاطمئنان لتنتهي المباراة بفوز تاريخي لبطل الدوري المغربي في الموسم الماضي بثلاثة أهداف مقابل هدف.
عدد اليوم
