الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سوالف

9 يونيو 2007 23:41
"وداعاً أكرم وداعاً رأفت".. بطبعي·· لا أحب الوداع ولا أجد الكلمات المناسبة التي يمكن أن تسعفني في مثل هذه المواقف خاصة إذا كنت بصدد توديع زميلين عملت معهما سنوات طويلة وتشاركت معهما في العديد من المواقف والأحداث·· وبطبع الوداع أنه من الأصل صعب، ولا تعرف درجة صعوبته إلا عندما تقترب منه، وللأسف الليلة في ''الاتحاد الرياضي'' موعدنا مع واحدة من هذه اللحظات التي لم نكن نتمنى لها أن تحدث· الليلة سنودع الزميلين رأفت الشيخ وأكرم يوسف بعد أن قرّرا العودة إلى أرض الكنانة خلال الأيام القادمة، وإنها مسيرة مليئة بالنجاح والذكريات والمواقف التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة·· ولاشك أن ابتعادهما خسارة، خاصة أن مسيرتهما ارتبطت بالمبادرات وبحس مهني وأخلاقي عال وإخلاص وتفان وحرص دائم على ضمان تفوق ''الاتحاد الرياضي'' وتقديمه خدمة تحوز على ثقة القارئ· أكرم يوسف صحفي الجوائز، حصل مع ''الاتحاد الرياضي'' على جائزة الصحافة العربية، وقدم رائعته كتاب ''لغة الشعوب'' والذي استند إلى سلسلة حلقات مائة سنة في مائة يوم والتي حصلت على إشادة شخصية من جوزيف بلاتر في رسالة خاصة وجهها إلى ''الاتحاد الرياضي''· سنذكر لأكرم نتاجه الرائع وسيذكر له التاريخ أنه أول صحفي عربي أدخل اللغة العربية ضمن أرشيف ''الفيفا'' بعدما طلب الاتحاد الدولي الكتاب والسلسلة ليدخلها ضمن الأعمال التي توثق مسيرة الكرة وتاريخ الفيفا·· برحيله سنفقد رؤيته التحليلية في 90 دقيقة وسنفقد صحفياً يدهشك بكثرة مبادراته وأفكاره· ورأفت الشيخ من الصحفيين الذين يرتبطون بحبل سري مع البطولات، منذ انضمامه إلى القسم قبل حوالي أربعة مواسم وهو يتذوق في كل موسم حلاوة الانتصار والبطولات مع النادي الذي يغطيه بصورة لم نشاهدها تحصل مع أي زميل آخر· في أول موسم له في دار الزين حقق العين دوري المجموعتين وفي الموسم الثاني حصل على الكأس وفي الموسم الثالث جمع بين كأس الاتحاد وكأس الرئيس، والبطولات الثنائية استمرت مع رأفت في موسمه الرابع بينما غابت عن العين!!· عندما انتقل إلى القسم في دبي اختار الوصل، وكلنا يعرف كيف تغيرت أحوال الوصل هذا الموسم·· قد تكون مسألة صدفة أوتكون مسألة حظ، لكن في كل الأحوال المواسم الأربعة التي قضاها رأفت تؤكد أن ''وجهه حلو'' على كل ناد يغطيه· هناك أشخاص يمرون في حياة الإنسان ويرحلون دون أن يشعر بهم، وهناك أشخاص يمرون ويتركون أثراً وبصمة في نفسك لا يمكن أن تنساها·· ويا رأفت ويا أكرم، نقول لكما: وداعاً بكل ما تحمله الكلمة واللحظة من صعوبة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©