اشتباكات "البارد": مقتل 5 جنود لبنانيين وإصابة 21

بيروت - الاتحاد ووكالات الانباء: تجددت المواجهات العنيفة أمس بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد شمال لبنان، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش عن مقتل 5 جنود وإصابة 21 آخرين بجروح معظمهم بنيران القناصة الكامنين داخل المخيم، مما استدعى الرد بقصفهم بالأسلحة الرشاشة والمفعية الثقيلة لا سيما عند المدخلين الشمالي والشرقي· وأظهرت لقطات تلفزيونية أعمدة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من العديد من المباني في المخيم وبعضها عليه آثار أعيرة نارية أو آثار إصابات بالقذائف، وقال مصدر عسكري أن الجيش يحاول السيطرة على المواقع التي يستهدف المسلحون من خلالها الجيش، واضاف ''المسلحون احيانا يستجمعون قواهم ويقومون بهجمات اقوى واحيانا يلجأون الى القنص''، مشيرا الى ان بين المصابين العسكريين 4 في حالة الخطر· واقر ضابط لبناني ان الجيش حاول التقدم صباحا في اتجاه مواقع ''فتح الاسلام'' في الجهة الشمالية الشرقية من المخيم غير أنه واجه مقاومة شديدة، وقال ''أن جنودنا يقاتلون من بناية لبناية غير أنهم يواجهون مقاومة شرسة من قبل المتطرفين الذين فخخوا المنازل بالمتفجرات''، لكنه أضاف أن الجيش يتقدم ببطء ولكن بثبات وأن الهجوم الذي نفذ يشكل خطوة اضافية في اتجاه الحل العسكري· فيما قال المتحدث باسم ''فتح الاسلام'' شاهين شاهين ان الجيش نفذ تحت غطاء من المدفعية هجوما على مواقع في الجزء الشمالي لكن تم صده· فيما قال ابو هريرة وهو أحد قياديي ''فتح الاسلام'' ان القتال سيستمر حتى لو بقي أشهرا''· ودك الجيش بمدفعية الميدان البعيدة المدى ومدفعية الدبابات بمعدل 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة محيط مدارس ''اونروا'' التي تحصن داخلها عناصر ''فتح الاسلام''· كما دارت مواجهات عنيفة على محور ناجي العلي- التعاونية ومحور مسجد القدس ومسجد الصحابة ومحيط مسجد الصفوري وسعسع التي باتت تعرف بالمربع الامني· فيما ذكرت مصادر امنية ان الجيش اصبح على مسافة امتار من مركز صامد، بعد ان استولى على استراحة النورس وبعض المباني المتاخمة، وحقق اصابات مباشرة في صفوف المسلحين· ودارت اشتباكات ايضا عند الجهة الشرقية الشمالية للمخيم وعند مفرق بلدة المحمرة، كما حصلت اشتباكات متقطعة عند المدخل الشرقي وقام الجيش بتمشيط المنطقة بالمضادات الارضية والمدفعية، حيث سقطت القذائف عند المدخل الجنوبي- الشرقي· وتسببت قذائف المعارك في أضرار فادحة بالطريق الدولي الرابط مع سوريا الذي لم يعد صالحا للاستخدام، كما تسببت في اشتعال حرائق وتصاعدت اعمدة الدخان من المواقع التي تم قصفها· وقال احد سكان المخيم عبر الهاتف ''لا يوجد عملية تنقل ما بين الاحياء لأن بعض القذائف تتساقط على الاماكن المدنية ولا يوجد اي مقومات للحياة في المخيم انها مأساة''· وفشلت مجددا وساطة ''جبهة العمل الاسلامي'' التي تضم سياسيين ورجال دين، إضافة إلى مجموعة من الفلسطينيين في إقناع المسلحين بتسليم أنفسهم وإن كانت مصادرها أكدت أنها سوف تستمر في محاولاتها لإيجاد حل للصراع· وقال رئيس الجبهة الداعية فتحي يكن '' هؤلاء الناس لديهم اصرار ان لا يستسلموا، ونحن ليس امامنا إلا هذا الأمر هذا هو المخرج الوحيد''، وأضاف أن الخطة تتضمن استسلام اللبنانيين من هذه المجموعة كخطوة أولى، وقال ''نحاول بشتى الطرق حتى بالاقناع الفكري والشرعي أن نقنعهم بأن هذا ليس طريق الصح''· واضاف ''مؤخرا يبدو ان امرا ما حصل مما جعل قيادات فتح الاسلام لا تظهر ولا تفاوض وبات المنفذ الوحيد للمفاوضة عبر المسؤولين الضغار مثل شاهين شاهين، ولهذا السبب باتت القضية معقدة؛ لأنك لا تلتقي ولا تسمع من المسؤول الاول شاكر العبسي، اما شاهين فلا تدري موضعه من التنظيم والصلاحيات المعطاة له في بت الامور''· من جهة ثانية، نجحت الاجهزة الامنية في تفكيك عدد من الخلايا الارهابية النائمة التي تنتمي الى تنظيمي ''القاعدة'' و''فتح الاسلام'' بعدما امسكت بخيوط رئيسة يمكن ان تمكنها من القضاء على ظاهرة الارهاب المتنقل على الساحة· وأكدت مصادر الشرطة أن عمليات الدهم والمطاردة مستمرة في البقاعين الاوسط والغربي بعد الكشف عن خلية ''القاعدة'' في بلدة بر الياس وتفكيك ثلاثة سيارات ملغومة· فيما اتخذت اجراءات استثنائية لتشديد الرقابة على الحركة الحدودية بين معبري المصنع وجديدة يابوس المؤديين الى سوريا، خشية فرار عناصر ملاحقة او دخول عناصر لدعم ''الخلايا النائمة''· وداهمت استخبارات الجيش اللبناني عشرات المنازل في بلدات غزة، المنصورة، سعدنايل وحي العمرية في بر الياس، اسفرت عن توقيفات جديدة ومنها 3 اشخاص من التابعية السورية و3 اشخاص من المجنسين وشخص رابع لم تعرف هويته· وعلمت ''الاتحاد'' ان الاجهزة الامنية ضبطت كمية كبيرة من المتفجرات والذخائر والاسلحة والقذائف الصاروخية المتنوعة في منزل عبدالله بركات في بلدة غزة· كما داهمت وحدة من الجيش شقة سكنية مستأجرة من قبل فلسطينية على اوتوستراد زغرتا - طرابلس شمال لبنان والقت القبض على 11 شخصاً يشتبه بانتمائهم الى تنظيم ''فتح الاسلام'' بينهم 9 فلسطينيين وسوريان· في وقت لم يستبعد وزير الاتصالات مروان حمادة استمرار عمليات التفجير والاغتيالات عشية دخول قرار انشاء المحكمة الدولية حيز التنفيذ، وقال ان السلطة اللبنانية ستعجل ترشيح 12 قاضيا لبنانيا كى يختار مجلس الأمن منهم أربعة للمحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف·