دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية امس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد”. وقال في كلمة افتتاحية لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون بقصر الدرعية في الرياض “إن أمن دول المجلس مستهدف وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا”.
وترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وفد الدولة المشارك في القمة التي تستمر حتى اليوم الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الذي رحب في بداية كلمته بقادة ورؤساء دول مجلس التعاون، وقال “لقد علمنا التاريخ والتجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في أخر القافلة ويواجه الضياع وهذا أمر لا نقبله جميعا لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا، لذلك اطلب منكم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر”.
وأضاف “نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة ولا شك أنكم جميعا تعلمون باننا مستهدفون بأمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا”، وأضاف “من الواجب علينا مساعدة أشقائنا في كل ما من شأنه حقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الأحداث والصراعات ومخاطر التدخلات”.
وعقد قادة دول مجلس التعاون جلسة مغلقة لمناقشة جدول أعمال القمة. وقال وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله في وقت سباق “إن القمة ستتطرق إلى كثير من الأوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع إيران والأوضاع في اليمن وسوريا اضافة إلى عدد من القضايا مثل الاتحاد الجمركي والتعاون الاقتصادي”.
وأكد سلطان عمان قابوس بن سعيد في بيان لدى وصوله إلى الرياض سعي قادة دول مجلس التعاون لتحقيق المزيد من أعمال وتطلعات شعوب المنطقة في الرقي والازدهار. وقال “في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة والعالم يتوجب علينا مواصلة العمل الدؤوب والجهود المشتركة بتعزيز أواصر التعاون القائم ما بيننا لما يعود بالخير والمنفعة على الجميع”. وأضاف “إننا نقدر ما تحقق خلال مسيرة عمل المجلس في الفترة الماضية ونسعى لتحقيق المزيد من أعمال وتطلعات شعوبنا في الرقي والتقدم والإزهار”.
وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين “إن الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون وما سوف يتم التوصل إليه من قرارات ونتائج يؤكدان أننا أكثر إصرارا على المضي قدما في توثيق عرى التلاحم بين دولنا لحياة متعاونة آمنة تقوم على أساس وحدتنا الخليجية”.
وأضاف في تصريح أدلى به لدى وصوله للمشاركة في أعمال القمة “إن هذه الوحدة التي تجسدت في صيغ عملية وإجراءات واقعية قمنا بها ويشهدها العيان وتتحقق بالممارسة وهذا يؤكد أننا جميعا نسير ونبحث جادين وبعمق عن تحقيق طموحات شعوبنا نحو مستقبل أفضل وصولا إلى الوحدة بيننا”.
وأضاف ملك البحرين “إن تجدد اجتماعاتنا هو تعبير صادق عن إرادتنا وصياغة عملية للروابط الثابتة بيننا ومن ثم فإن هذا الاجتماع ونتائجه وغاياته هو لأبنائنا في مجلس التعاون وهو الأمل الذي تطمح إليه قلوبهم والتطلعات التي تستشفه نفوسهم في مزيد من روابط أوثق ووشائج أصفى وأعمق وحياة كريمة حرة تقوم على العدالة وتهدف إلى الرخاء وتسودها الثقة في مستقبل آمن لأجيال لا يتهددها الخوف وإنما ترفع رايات الأمل والعزة والمجد”.
وقال الملك حمد بن عيسى “إنه لمن دواعي سعادتنا الغامرة وشعورنا الدائم أن ننعم بكريم الإخاء والمودة من أخينا خادم الحرمين الشريفين الذي يجمعنا في مدينة الرياض في هذا اليوم المبارك..يوم يتجدد فيه السرور والاعتزاز ويأتي استجابة للمسؤوليات التاريخية المشتركة التي نحملها وما نتطلع إليه من التفاهم والتطابق في تحقيق الأهداف والآمال التي ستعزز الثقة والطمأنينة في قلوب شعوبنا”. وأضاف “أن أفكار ورؤى ومشورة أخي خادم الحرمين سوف تزيد من تماسكنا وتلاحمنا وتعمق علاقاتنا وثوابتنا الخليجية القائمة على أسس التعاون والسلام وذلك من أجل مستقبل أفضل يليق بطموحات شعوب دول مجلس التعاون والاهتمام بقضاياه الحضارية في بناء اقتصاد منتج وقاعدة علمية راسخة تساهم في بناء مستقبل زاهر”.
وختم قائلا “وفقنا الله جميعا ليكون مستقبل مجلس التعاون أكثر ازدهارا داعيا المولى العلي القدير أن يجمع قلوبنا على الخير دائما إنه نعم المولى ونعم النصير”.
عدد اليوم
