بغداد - حمزة مصطفى، عواصم - وكالات:
اتجه الخلاف بين حكومة كردستان العراق وأنقرة على خلفية التمرد الكردي التركي، لتصعيد خطير حيث اتهمت وزارة الخارجية العراقية الجيش التركي أمس بقصف مركز لشمال العراق الأسبوع الماضي وسلمت مبعوث تركيا في بغداد رسالة احتجاج، فيما خرج آلاف الأتراك في بلدة سيرناك الحدودية في تظاهرة احتجاج رعتها الدولة لتنديد بأعمال العنف التي ينفذها مسلحو حزب العمال الكردستاني المحظور· وكانت واشنطن قد أعربت عن قلقها ازاء التحركات التركية على حدود العراق وحذرت علنا أنقرة في الأيام الأخيرة من القيام بـ''عملية عسكرية واسعة النطاق'' في العراق لملاحقة الانفصاليين· وذكر بيان الخارجية أن القصف أحدث ''أضرارا بالغة'' في المنطقة بين محافظتي دهوك وأربيل· وقال متحدث باسم الوزارة إن القصف استمر ثلاث ساعات مساء الأربعاء وصباح الخميس الماضيين· وجاء في بيان وزارة الخارجية إن الهجوم ''أدى إلى إحداث حرائق واسعة وأضرار بالغة وإلى بث الرعب بين المواطنين''· ونفت أنقرة قيامها بأي توغل لكن مصدرا عسكريا قال إن القوات التركية نفذت عملية محدودة في توغل نادر بشمال العراق· وسلم وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود رسالة الاحتجاج التي دعت إلى إجراء محادثات بين حكومتي البلدين إلى القائم بالأعمال التركي في بغداد· وأضاف البيان ''مثل هذه النشاطات تقوض الثقة بين البلدين وتؤثر على أجواء الصداقة بينهما''· ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني مرارا إلى إجراء حوار مع تركيا في الأيام الأخيرة لنزع فتيل التوتر المتزايد· غير ان رئيس حكومة كردستان العراق مسعود بارزاني أكد مؤخرا رفض الشروط التركية للحوار لجهة ملاحقة الانفصاليين الأتراك· وسلمت رسالة الاحتجاج في الوقت الذي خرج فيه آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية أمس في مظاهرة ترعاها الدولة ضد أعمال العنف التي ينفذها انفصاليون في بلدة سيرناك على الحدود العراقية· وتزايد غضب تركيا بسبب الهجمات التي ينفذها حزب العمال الكردستاني على أراضيها وبسبب فشل القوات الأميركية في التصدي لمتمردي الحزب· في غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة لقوات البشمرجة بشمال العراق ان ''المدفعية التركية قصفت فجر أمس مجموعة قرى حدودية تابعة لمحافظة دهوك''· وأضاف ''تعرضت قرى تابعة لقضائي زاخو والعمادية في محافظة دهوك الى قصف مدفعي من قبل القوات التركية''، مشيرا إلى إن القرى هي باتوفا وكشان بالقرب من نهر هزل وملا خان تيلي وكيسته ونزوري وسهل نخي عند الحدود مع تركيا· وتابعت الخارجية العراقية ان ''موقف الحكومة من حزب العمال التركي واضح وصريح وتعتبره وجوده غير شرعي ومرفوض وموقفنا تجاه تركيا يستند إلى أحكام الدستور الذي يرعى مبادئ حسن الجوار ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية''·
وشددت على ''توضيح أن العراق رفض ويرفض دائما القيام بالحروب بالنيابة على عكس ما كان يقوم به النظام السابق· وأن موقفنا من المنظمات الإرهابية المسلحة محكوم'' بنصوص دستورية· وختمت مؤكدة ان ''العراق يعلن حرصه الكامل على التعاون مع السلطات التركية لإزالة المخاوف التركية المشروعة من خلال الحوار البناء والتعاون الإيجابي''· إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان التركي بولنت أرينج بأنهم لم يتسلموا أي طلب من الحكومة حول الموافقة على قيام القوات العسكرية التركية بعمليات عسكرية في شمال العراق·
عدد اليوم
