بغداد - رويترز: يُطْرق سعد (10 أعوام) برأسه مفكراً في السؤال الذي طرح عليه عن مصدر ثروة العراق· وقال وسط ضحكات زملائه وأهاليهم والمعلمين: ''العراق غني بالنفط، لكن أمس كنت أبحث عن زجاجة زيت لأعيد ملء المصباح، ولم أعثر على واحدة''· ويشارك سعد في عرض مدرسي يهدف إلى التلطيف من مصاعب الحياة في بلد مزقته أربعة أعوام من الحرب·· بلد يشهد انقطاعاً في الكهرباء، ونقصاً في الوقود بشكل مستمر، وتخيم عليه سحابة الموت بشكل دائم· وأبرز سمات العرض المسرحي كان عمر الأطفال المشاركين فيه إذ لم يتجاوز أكبرهم سن العاشرة· ويعتقد المعلمون في المدرسة الخاصة ببغداد أنه بدلاً من عزل الأطفال بعيداً عن واقع الحياة في العراق ينبغي مساعدتهم في التعامل مع صدمة العنف اليومي الذي أجبر نحو مليوني شخص على النزوح من البلاد وأودى بحياة عشرات الآلاف· وينتزع سعد الضحكات ثانية من الجمهور الذي يجلس على مقاعد بلاستيكية في الحديقة الخلفية للمدرسة عندما يسأل عن عدد سكان العراق·
وقال: ''كنا نعلم أن العدد 27 مليون عراقي، لكن الآن لا نستطيع تحديد العدد الفعلي''· وحذر صندوق ''اليونيسيف'' الأسبوع الماضي من أن عدداً قليلاً من الأطفال يتلقون المساعدة التي يحتاجونها للتكيف مع الحياة في العراق·