باريس- وكالات الأنباء: يتوجه الناخبون الفرنسيون اليوم إلى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية،وسط توقعات بهزيمة قاسية للاشتراكيين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى حصول حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' وحلفائه من يمين الوسط على اغلبية ما بين 370 إلى 400 مقعد في الجمعية الوطنية (البرلمان) البالغ عدد مقاعدها نحو 577 مقعداً· فيما لن يتجاوز نصيب الحزب الاشتراكي 155 إلى 170 مقعداً·
وتشير كل استطلاعات الرأي الى توقع حدوث ''موجة زرقاء''، نسبة الى لون ''الاتحاد من اجل حركة شعبية'' بزعامة ساركوزي الذي انتخب في 6 مايو بحصوله على اكثر من 53% من الاصوات في مواجهة الاشتراكية سيجولين روايال·
ويخوض الانتخابات التشريعية الفرنسية 7639 مرشحاً، من بينهم أكثر من 41% من النساء، ولن يحتاج المرشحون الذين يحصلون في تصويت اليوم على أكثر من 50 % من الأصوات إلى خوض الجولة الثانية في 17 يونيو الحالي·
ورغم هذا الانتصار المتوقع والاحساس بان الامور محسومة سلفا، يخشى اليمين المتأكد من فوزه، من تشتت قسم من ناخبيه في حين يطالب ساركوزي ''باغلبية واسعة'' لتطبيق برنامجه الذي يتخذ من ''القطيعة مع الماضي'' شعاراً·
وبالنسبة لليسار الفرنسي ''الأحمر''، فان طموح الحزب الاشتراكي يقتصر على الحد من الخسائر وتجنب نكسة العام 1993 عندما حصل الاشتراكيون وحلفاؤهم على 70 نائبا فقط في الجمعية الوطنية· على أي حال الأزمة عميقة إذ أن الحزب الاشتراكي فقد تدريجا اتصاله بالطبقات المتوسطة والطبقات الشعبية على ما يرى خبراء· واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اخيراً أن أكثر من نصف الفرنسيين يعتبرون أن الحزب الاشتراكي ''لم يتكيف مع تطورات العالم'' في حين رأى 55% ''أن اسباب الهزيمة غير واضحة بالنسبة له'' في الانتخابات الرئاسية· وترغب غالبية كبرى من الناخبين الذين صوتوا لصالح سيجولين روايال (63%) ان يعدل الحزب الاشتراكي ''قسما من برنامجه ومرجعياته''· ويعتبر خبير الشؤون السياسية هنري ريي ان المسألة لا تقتصر على ''انظمة تحالف'' بين الجناح اليساري واولئك الذين يؤيدون نهج اليسار الوسط بل ''القيام باقتراحات موجهة الى كل فئات المجتمع'' كما فعل ساركوزي· وفي حال مني الاشتراكيون بهزيمة نكراء فان الصراع الداخلي الذي وضع جانبا مع اقتراب الانتخابات التشريعية قد يتحول سريعا الى حرب معلنة·
عدد اليوم
