السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مستشفى الشيخ خليفة.. أول مستشفى تخصصي لأهالي جنوب لبنان

مستشفى الشيخ خليفة.. أول مستشفى تخصصي لأهالي جنوب لبنان
10 يونيو 2007 00:51
جنوب لبنان - ''وام'': امتدت يد الخير الإماراتية هذه المرة إلى قرى جنوب لبنان لتقيم أول مستشفى تخصصي فيها يخدم أكثر من 35 ألف نسمة حرموا لسنين طويلة من مرافق الخدمات الأساسية والبنى التحتية بسبب ظروف الاحتلال والحروب التي مرت عليهم· واليوم في لبنان يلتمس أبناء الإمارات الخيرون مواقع حاجات السكان، كما التمسوها في كوسوفا، والصومال، وفلسطين، وإندونيسيا، وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة ليقدموا لهم ما يستطيعون من أعمال الخير لمساعدتهم على تسيير حياتهم، وتوفير سبل العيش الكريم· وشاهد مندوب ''وكالة أنباء الإمارات'' في مواقع مشاريع الإعمار الإماراتية ضمن المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان بقرى الجنوب التي شهدت أحداثاً وحروباً مستمرة خلال العقود الماضية، جرافات ضخمة تحفر في باطن أحد الجبال اللبنانية بالقرب من بلدة شبعا على الحدود مع فلسطين المحتلة لتقيم أول مستشفى تخصصي لأهالي المنطقة هو ''مستشفى الشيخ خليفة بن زايد''· المشاريع الإنشائية والإعمار وفي إطار المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان الذي انطلق قبل نحو عشرة أشهر، حقق هذا المشروع الكبير العديد من الإنجازات على الإرض لصالح الشعب اللبناني· فمن إزالة الألغام إلى بناء المدارس، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإقامة المشاريع الإنشائية والإعمار التي تعطي فوائد أعم وأشمل على المدى البعيد يتمتع بها المواطن اللبناني على الدوام· وضمن سلسلة هذه الإنجازات يأتي مشروع مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، ذلك المستشفى الذي تم توقيع عقد إنشائه قبل أقل من شهر، وبدأ الآن ينطلق نحو النهوض ليقف بنيانه شامخاً يدل على عظمة العطاء الإماراتي· نزع الألغام والقنابل والمستشفى كما يقول سعادة محمد خلفان الرميثي مدير عام المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان هو واحد من سلسلة من مشاريع الإعمار بدأتها الإمارات لتعم بخيرها الفئات الأشد حاجة من المجتمع اللبناني· وأضاف الرميثي: ''ان مستشفى الشيخ خليفة في بلدة شبعا اللبنانية الجنوبية يعد أكبر شاهد على النجاح الذي حققه المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان بعد النجاح الكبير الذي تحقق في مجالات المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، ونزع الألغام والقنابل العنقودية''· وقال الرميثي: ''إن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت وراء تحقيق إنجازات كبيرة في مجال إعادة الإعمار في جمهورية لبنان سواء على مستوى المستشفيات أو المدارس أو المرافئ والبنى الأساسية''· تجهيز المدارس من جانبه، قال المهندس خالد النقبي عضو لجنة إعادة الإعمار والمشرف على تنفيذ مشروع مستشفى الشيخ خليفة ومشاريع الإعمار الأخرى: ''إن الإنجاز الكبير لهذا المشروع كان في تجهيز 268 مدرسة خلال أقل من ثلاثة أشهر، حيث كان الفريق الإماراتي المشرف على التنفيذ بالتعاون مع مهندسين لبنانيين يعمل ليل نهار، وبلا كلل لإنجاز هذا المشروع الإنساني الكبير''· وأكد المهندس النقبي أن جميع المسؤولين اللبنانيين يتعاونون مع المشروع الإماراتي لتحقيق أهدافه الإنسانية بما يعود بالخير عليهم وعلى شعبهم· وقدم عبد الله الغفلي مدير الشؤون الإعلامية للمشروع الإماراتي نبذة عن مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا، فقال: ''انطلقنا في تصميم المشروع واختيار الأرض فاعتمدنا في الاختيار، والتصميم على أهمية الموقع والوضع الديموغرافي، حيث تقع الأرض التي سيبنى عليها المستشفى على طريق عام (شبعا الهبارية)، ويخدم حوالي 35 ألف نسمة، وقدرت دوائر النفوس متوسط الزيادة السنوية بنحو 9ر2 في المائة، وعليه فإن عدد السكان سيكون حوالي 65 ألفاً و500 شخص في السنوات المقبلة في منطقة شبعا والمناطق المحيطة بها، ويخدم المستشفى المناطق المحيطة بمسافة من10 كلم إلى 15 كلم، ومنها: الهبارية والفرديس، وراشيا الفخار، وكفرحمام، وغيرها، وإن عدد الوحدات السكنية في هذه المناطق يبلغ حوالي 3725 وحدة سكنية''· وأوضح أنه بعد دراسة الجدوى العملية للمشروع، وأهمية وجوده في هذه المنطقة، وبعد الاطلاع على الخدمات الموجودة من مراكز تعليمية، ومراكز صحية تبين أنه لا وجود لمستشفيات في هذه المناطق، ومن هذا المنطلق تنبع أهمية اختيار الموقع· التصميم المعماري وأضاف الغفلي: ''ان مساحة الأرض التي يقام عليها المستشفى تبلغ 12 ألفاً و590 متراً مربعاً بمنطقة غير ممسوحة، ومناطق غير منظمة، وعند إنجاز الدراسة تم احترام معدلات الاستثمار السطحي والعام والتراجعات والارتفاعات الحرة المسموح بها، وكانت دراسة القانون منطلقاً أساسياً في تصميم المستشفى، وإعداد المساحات، وتوزيع العناصر المطلوبة للتصميم''· وأشار إلى أنه في التصميم المعماري تمت مراعاة أن يكون شكل المستشفى مبسطاً يعكس راحة واتساعاً في الفراغات الداخلية تراه جميلاً من الخارج وسهل الحركة من الداخل، وتم اعتماد التصميم بدمج الحداثة مع التراث باستعمال المواد الحديثة مع الحجر، وتناغم المبنى مع الطبيعة· فيما تم تركيز المبنى في الموقع بما يتماشى مع طبيعة الأرض والمناظر واتجاهات الشمس والرياح وقرب المبنى إلى الطريق، وتم مراعاة وجود الخدمات المطلوبة من مواقف سيارات وأماكن وحدائق لتخدم المشروع· العيادات الخارجية وبالنسبة للخدمة الطبية وأقسام المستشفى فقد تم إعداد الدراسات حول نوعية الخدمة الطبية في هذا المستشفى، وبعد إعداد عناصر المشروع حسب متطلبات وزارة الصحة اللبنانية وموافقتها على إقامة هذا المستشفى الذي يتسع لـ40 سريراً، تم تقسيم المستشفى إلى أربعة طوابق بأقسام مختلفة والعنصر الأهم الملحق بالمستشفى هي العيادات الخارجية· وأوضح الغفلي أنه تم إعداد ملفات الخرائط، والمواصفات لجميع الأعمال المدنية، والمعدات الطبية بمواصفات عالية الجودة· وسيتكون المستشفى من 4 طوابق منها طابقان تحت الأرض وطابقان فوقها· فالطابق الأرضي الثاني ومساحته ألف و722 متراً مربعاً يحتوي على ملجأ وورشة عمل ومشرحة وغرف الغسيل والمطبخ والمستودعات الطبية · أما الطابق الأرضي الأول فمساحته ألفان و953 متراً مربعاً سيحتوي على أقسام المختبرات والأشعة وقسم الطوارئ وأقسام العمليات والتعقيم· في حين أن الطابق الأول مساحته ألفان و385 متراً مربعاً وسيحتوي على العيادات الخارجية والصيدلية ووحدة غسيل الكلى ووحدة العلاج الفيزيائي، إضافة إلى مكاتب الإدارة والكافيتيريا· أما الطابق الثاني فمساحته ألفان و208 أمتار مربعة وسيحتوي على 40 سريراً موزعة على أقسام الجراحة والأطفال والباطنية وقسم الولادة· شبعا الحرمان والخصوبة وعلى الجانب اللبناني قال عمر الزهيري رئيس بلدية شبعا الللبنانية الحدودية: ''إن شعب الجنوب خاصة واللبناني عامة لن ينسى هذه الوقفة الإنسانية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وولي عهده الأمين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان''· وأوضح عمر الزهيري أن بلدة شبعا التي يبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة محرومة من كل مقومات الحياة نظراً لاحتلال إسرائيل لمزارعها التي تقدر بعشر مساحة لبنان أي ألف كيلومتر مربع، وتعد أخصب منطقة في لبنان، وثاني أكبر مخزون للمياه في المنطقة، وتستولي عليها إسرائيل وترفض الانسحاب منها لتظل تسيطر على أرضها ومياهها مما حرم أهل البلدة من مصدر رزقهم الوحيد من الزراعة· وأوضح أن بناء هذا المستشفى جاء في وقته ومكانه المناسبين ليساعد الأهالي على تلقي العلاج بأسهل الطرق وأيسرها، وليخفف عنهم عناء التنقل، وكلفة الوصول إلى المستشفيات اللبنانية التي يبعد أقرب واحد عنها مسافة 70 كيلومتراً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©