آباء سبب انحراف الأبناء

إن من نعمة الله على الآباء أن يرزقهم الله أبناء صالحين، ولكن بعض الآباء قد لا يشعرون بهذه النعمة وقد يغفلون عنها، بل قد يكون سبباً في ضياع ابنه وعودته إلى الذنوب السابقة· فيا ترى متى يكون الأب سبباً في انحراف ابنه؟ يكون ذلك بالحالات عديدة، من بينها: الاستهزاء بالابن بحجة توجيهه، فليعلم الأب أنه عندما يسخر من ولده أنه بذلك يضع عقبة كبيرة في استمرار استقامة الابن على الدين· ويحدث ذلك عندما يمنع ابنه من مجالس الخير مثل: حلقات التحفيظ، الدروس العلمية والمحاضرات، والطلعات البرية والخروج والاستراحات· وعندما يعامله بالقسوة والغلظة والشدة، فذلك الابن لا يسمع من أبيه إلا ألفاظ السب والشتم، ولا يرى من والده إلا العبوس والجفاء، فحينها يصاب الابن بأزمة نفسية ويصبح يكره البيت ويكره والده، ويحاول الهروب من البيت، ويبدأ في البحث عن البديل لذلك البيت بيت الجحيم، فيا ترى أين سيذهب؟ ومع من سيجلس؟· كما أن بعض الآباء يبالغون في حرمان أبنائهم من المال، مما يترتب عليه أن يبحث عن المال بطرق غير شرعية· وبعض الآباء يريد من ابنه أن يبقى ملازماً للبيت لا يخرج للترفيه عن نفسه، ولا لحضور مجالس الخير، مما يترتب على ذلك الاكتئاب والملل وبعد ذلك الانحراف التدريجي· وأحياناً يريد الأب من الابن أن يسلك وظيفة معينة أو دراسة جامعية معينة، والابن لا يريد ذلك التخصص ولا تلك الوظيفة، بل قد تكون في تلك الدراسة أو تلك الوظيفة بعض المنكرات التي تكون سبباً في الضياع والانحراف· وبعض الآباء يأتي بالمنكرات إلى البيت مثل اضافة قنوات فضائية غير هادفة تركز على برامج مفسدة ويسمح بالنظر لها بدون ضوابط وبلا رقيب· فيبدأ ذلك الابن بالتساهل في النظر للقنوات ويبدأ في التراجع عن مبادئ الاستقامة وتظهر عليه علامات الفتور، والسبب في تلك القنوات الفاسدة· وقد يكون الأب سبباً لانحراف الابن عندما ينصب كل تركيز الأب على البحث عن الرزق والغفلة عن البيت بسبب ذلك، فالأب عنده عمل في النهار وفي الليل ويغيب عن البيت ساعات طويلة، مما يكون سباً للانحراف التدريجي عند الأبناء والبنات· والحل هنا: هو التوازن في الحضور إلى البيت وعدم الغياب الدائم، والحرص على تكوين علاقة مودة ورحمة مع الأسرة، والحرص على تفقد الأبناء والنظر في دينهم ودنياهم· كما أن الجهل بطرق التربية الصحيحة من أكبر أسباب انحراف الأبناء، والحل هنا هو القراءة والثقافة في أمور التربية· واعلم أيها الأب أن ذلك ليس عيباً فيك بل هذا والله من الكمال؛ لأن بعض الآباء ناجح في أمور دينه أو دنياه وتجارته، ولكنه فاشل في إدارة بيته وتربية أسرته· مسعود عبدالله