الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اوكسفام» تحذر من أزمة إنسانية خطيرة في اليمن

3 فبراير 2012
(صنعاء) - حذرت منظمة “أوكسفام” الإنسانية من خطر نشوب أزمة إنسانية خطيرة في اليمن، خصوصا مع تعثر الجهود الدولية في إعالة 3,7 مليون محتاج في هذا البلد، وقد أعلنت روسيا عن إرسال معونة رابعة من المساعدات الإنسانية للنازحين من المعارك بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة في جنوب البلاد، فيما توعد التنظيم المتطرف بالثأر لمقتل أحد قادته في اليمن في غارة جوية أميركية استهدفته، قبل عدة أيام، في محافظة أبين جنوبي البلاد. وجاء تحذير “اوكسفام” على على لسان مديرة المنظمة غير الحكومية في اليمن، كوليت فيرسون. وقالت فيرسون، لوكالة فرانس برس، إن الجهود الدولية لتفادي حصول أزمة إنسانية في اليمن تعاني نقصا كبيرا في التمويل، مشيرة إلى أن النداء الذي وجهته ابرز المنظمات الإنسانية العاملة في هذا البلد، لجمع الأموال في عام 2012 أسفر عن “عائدات لا تتيح حتى الآن تمويل إلا 12% من الحاجات”. وأوضحت أن المنظمات غير الإنسانية كانت تأمل من هذا النداء الحصول على “نصف مليار دولار (...) لإعالة 3,7 مليون شخص”، ولكن هذا الأمر لا يتطابق إلا مع نصف الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدة إنسانية، حسب تقديرات المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن. وتتوقع المنظمات الإنسانية أن يسوء الوضع خلال العام الجاري، إلا إذا تلقت تمويلا مناسبا. وقالت:”إذا لم تصل المساعدة الإنسانية (إلى اليمن) ستكون هناك أزمة خطيرة”، مشيرة إلى انه حتى ذلك الوقت “سيكون المستوى الغذائي للناس قد تدنى كثيرا وبشكل لا يعود معه ممكنا الخروج من الأزمة”. وفي سياق متصل، أعلنت روسيا، أمس الخميس، إرسال “مساعدات إنسانية عاجلة” لإغاثة النازحين من المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم القاعدة في محافظة أبين. وقال السفير الروسي لدى صنعاء، سيرجي كوزلوف، لصحيفة “26 سبتمبر”، الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية، إن المساعدات، التي ستصل الثلاثاء المقبل على متن طائرة نقل روسية، عبارة عن 30 طنا من القمح والسكر والبطانيات والخيام، موضحا أن هذه المعونة تعد الدفعة الرابعة من المساعدات الروسية للنازحين اليمنيين. من جانب آخر، توعد تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” بالثأر لمقتل القيادي البارز في التنظيم، فرع اليمن، عبدالمنعم الفطحاني، في غارة جوية أميركية استهدفته، قبل عدة أيام، في محافظة أبين جنوبي البلاد. وقُتل خمسة من مقاتلي تنظيم القاعدة، أحدهم أفغاني الجنسية، في قصف صاروخي للقوات الحكومية استهدف، ليل الأربعاء الخميس، سيارة كانت تقل مسلحين متشددين، عند مشارف مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين. وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ”الاتحاد” إن القوات الحكومية المرابطة في شمال وشرق زنجبار، تصدت صباح أمس الخميس، لهجوم شنه مسلحو “القاعدة”، مؤكدة أن القوات الحكومية كثفت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع يتمركز فيها المسلحون، الذين أصيب بعضهم جراء هذا القصف. وكان ما لا يقل عن 15 مسلحا من تنظيم القاعدة، بينهم ستة من القيادات المحلية البارزة، قتلوا في غارات جوية أميركية استهدفت، ليل الاثنين الثلاثاء، مناطق متفرقة في محافظة أبين، جنوبي اليمن. وقد توفي فجر الأربعاء، أمير تنظيم القاعدة في بلدة مودية، عبدالمنعم الفطحاني، متأثرا بجروحه جراء إصابته في غارة جوية استهدفت موقعا مفترضا للمسلحين المتشددين في هذه البلدة الواقعة شمال أبين. وقالت مصادر مقربة من المسلحين المتشددين لـ”الاتحاد”، إن زعيم “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” ناصر الوحيشي، توعد بالثأر لمقتل الفطحاني، المطلوب للسلطات اليمنية والأميركية، بتهمتي المشاركة في الهجوم على المدمرة الأميركية “يو إس إس كول”، قبالة سواحل مدينة عدن، في عام 2000، والهجوم على ناقلة النفط الفرنسية “ليمبيرج”، قبالة سواحل محافظة حضرموت (جنوب شرق)، في عام 2002. وكان المئات من مقاتلي تنظيم القاعدة شاركوا، ظهر الأربعاء، في تشييع جثمان الفطحاني في مسقط رأسه بمنطقة “أم بغيرة”، في بلدة مودية، وذلك بعد ساعات من وفاته في مستشفى في بلدة “عزان” بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن. وقالت المصادر السابقة إن الوحيشي أوقف موكب التشييع الذي انطلق من المستشفى في بلدة “عزان” باتجاه بلدة “مودية”، وأصر على رؤية جثمان الفطحاني وتقبيل رأسه. وكان الوحيشي، الذي يتزعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، منذ تشكيله عام 2009، قد نجا من 4 غارات جوية استهدفت تجمعات للمسلحين المتشددين، في شمال أبين، الخاضعة أغلب مناطقها لسيطرة هذا التنظيم. وقد دانت جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، التي تسيطر على مناطق واسعة شمال اليمن، هذه الغارات، واعتبرتها “عملاً عدائياً ضد الشعب (اليمني) أياً كانت المبررات”. ودعت الجماعة في بيان، أمس الخميس، تلقت “الاتحاد” نسخة منه، “كل القوى السياسية” إلى “تبني موقف حازم لمنع تكرار تلك الاعتداءات” التي قالت إنها تستهدف “النيل من كرامة الشعب اليمني بغية تطويعه”. واستنكرت جماعة الحوثي، التي هي على خلاف عقائدي مع تنظيم القاعدة، ما وصفته بـ”صمت” الحكومة اليمنية الانتقالية، إزاء “تلك الانتهاكات الصارخة”، معتبرة هذا الصمت “بمثابة تصريح للأميركيين يسمح لهم بارتكاب المزيد من الانتهاكات والتفريط في سيادة البلد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©