الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خادمات المنازل «محطة إذاعة» تنقل الأخبار وتفشي الأسرار

خادمات المنازل «محطة إذاعة» تنقل الأخبار وتفشي الأسرار
21 ديسمبر 2011 14:35
حينما يعلو الصراخ في البيت من الزوج أو الزوجة تحت أي مسمى ولأي ظرف كان، فاعلم أن التواصل والحوار مفقودٌ، والمشكلة هنا ليست في وجود هذه الخلافات، ولكن في تركها تتمدد وتستفحل إلى أن تُضيق الخناق على الزوجين وتحولهما إلى جزيرتين منفصلتين. فالشجار بين الزوجين ظاهرة طبيعية وقد تكون صحية طالما التزم الطرفان بقواعده وأصوله، لكن ما يحدث بعد ذلك هو أن يكون خدم المنازل شاهد عيان لكل ما يحدث ما بين الزوجين من مشاكل زوجية وصراخ وتشابك بالأيدي في بعض الأحيان . أصبح وجود الخادمة في المنزل ضرورياً جداً، ولا غنى عنها في ظل تسارع وتيرة الحياة، في مقابل ذلك، مع تواجدها الدائم في المنزل، ومعرفتها بكل أسراره ومشاكله، بات الزوج لا يستطيع التصرف بحرية، فيشعر وكأنه مراقب في كل حركة وكلمة، الأمر الذي يقيّد العائلة بعض الشيء، خاصة حين تحصل تلك الخلافات والمشاجرات بين الزوجين، وتكون الخادمة في أحيان كثيرة العين التي ترصد وتنقل كل ما يحدث من توتر ومشاحنات بين الجيران ولأهل الزوج أو الزوجة• إلى ذلك قالت نبيلة السيد موظفة، إن الخادمة تسرب إلى معارفها وصديقاتها كل ما يحدث في جدران منزلي من مشاجرات، تنقلها بالحرف والحركة وفي بعض الأحيان تزيد من بهارات النزاع، رغم معاملتها الحسنة معها، موضحة أن تلك الخادمة تعمل لديها منذ أكثر من 6 سنوات، لكن فضولها لمعرفة ما يحدث في البيت، بالإضافة إلى تحريض صديقات السوء أهم الأسباب للقيام بمراقبة كل ما يتعلق بأسرارها المنزلية، التي أصبح الجيران على علم بها، من خلال نقل الخادمات لتلك الأسرار من بين بيت لآخر. إغلاق الباب الأمر يختلف بالنسبة لعبير مسعود، ربة بيت، وأم لثلاث بنات لأنها في حال حدوث أي مشكلة بينها وبين زوجها، تحرص على أن يكون الحوار في الغرفة، حتى لا تنفضح مشاكلها للجيران والمقربين، وتتناقلها ألسن خادمات البيوت من سائقين ومربيات. وأضافت أنها مرتاحة لما تفعله، ذاكرة أنها تسمح لخادمتها بالحديث لثوان عدة كل ثلاثة شهور مع أسرتها في بلدها، وتحرص على عدم تدخلها في الأمور الخاصة، لدرجة أنها لا تعرف اسم المنطقة التي تعيش بها الأسرة، بل لا تقابل أي أحد غير أبنائها وبناتها، وعلى حد قولها إنها سلمت بذلك من «وجع الرأس»، مبينة أن الخادمة تأكل مما يأكلون، وتلبس مما يلبسون، وليس لها علاقة بأي شأن آخر. الجميع في وقتنا الحاضر يعاني مشكلة ضيق الوقت، خاصة المرأة العاملة، لذا فإن الخادمة ضرورة ملحة في المنزل، وتحديداً عندما يكون هناك أطفال، وهو ما أشارت إليه مروة الخطيب، موظفة، بقولها، الخادمات عامل رئيسي في الكثير من المشاكل الأسرية، بسبب تدخلهن فيما لا يعنيهن، خاصة حين يكن شاهد إثبات على ما يحدث من خلافات ومشاجرات بين الأزواج. وتتابع، الكثير من النساء يضعن تلك الخادمات، مثل شاهد عيان بأن تقول الحق في حال كان زوجها سبب المشاكل، أو تطلب منها أحياناً أن تكذب وتميل لنصرتها فيما دار من معركة حامية بين الطرفين،، وأحياناً أخرى نجد الخادمات يتجلى فضولهن، بكثرة أسئلتهن وتدخلهن، ويكن سبباً في التوتر بالمنزل• مشكلة داخل البيت وأشار نادر فكري 36عاما، إلى أنه لا يوجد بيت يخلو من مشاكل وخلافات زوجية، ما يدفع هؤلاء الخادمات إلى مراقبة تصرفات الأسرة، مؤكداً أهمية الخصوصية في المنزل، خاصة أمام تلك الجنسيات الغريبة من الخدم باعتبارهم من بلد آخر وبيئة مختلفة، وأكثر الأحيان من دين مختلف. ونصح الزوجة بالتأقلم شيئاً فشيئاً مع وجود هذا الشخص الغريب واحتمال تصرفاته، مع مراقبته ومحاولة تصحيحه بالتي هي أحسن، وعدم إعطائه مجالاً لمراقبة تصرفات الأسرة، وما يحدث داخل أسوار البيت من خلافات، بحيث لا يتم نقل تلك الأسرار للآخرين، لأن الأمر قد يتطور إلى استغلال الخادمة لأي مشكلة مع ربة البيت وتهددها بفضح أسرار بيتها. وتعتبر ندى رزاق، ربة بيت، الخادمة مشكلة في البيت وليست حلاً يساهم في تدعيم أسس الحياة المستقرة، إذ أن وجود شخص غريب في المنزل يؤدي الى تقييد الحرية الشخصية، فضلا عن ذلك فإن الخادمة إنسانه لا تعرف عادات وتقاليد البلد، موضحة أن الضيق يصيبها كثيرا من تطفل خادمتها في كل شؤون البيت، فهي تتدخل فيما لا يعنيها، وغالبا من باب الفضول، وحين يحدث خلاف بينها وبين زوجها، تجدها تسأل هل تصالحتما أم لا؟ ويكون ردي لها في إنني سأقطع لسانها إن سألت مرة أخرى، علامة على أني لا أرغب في تدخلها مرة أخرى. رأي الخادمات إن كانت هذه ردود الأزواج فإن الخادمة روينا سويا تقول، كثيرا ما تحدث خلافات زوجية في بيت مخدومتي، وأنا من النوع الذي أحب الحديث مع صديقاتي، فأجدني نقلت كل ما يحدث في البيت من مشاكل للمقربات لي، فهن يقلن كذلك ما ينشب من خلاف في البيوت الأخرى. وتضيف: رب البيت يحسن معاملتي، لكن زوجته من النوع العصبي وترفض تلبية طلباتي من حيث التحدث مع الصديقات عبر الموبايل، فهي لا يعجبها أنني متعلمة وأجيد اللغة الإنجليزية وهي لا. وتتابع روينا: كثرة صراخ «المدام» في وجهي وتعددت طلباتها المنزلية، التي لا تنتهي، وبالتالي أتعمد نقل أسرار البيت إلى الخارج من باب الانتقام منها. كثيراً ما نجتمع عند باب المنزل، هذه تضحك، والأخرى تتحدث عن الأرباب، والثالثة تقول «المدام يسوي مشكلة حق أنا»، هذا ما تؤكده الخادمة سونيا بيات، مشيرة إلى أنها في الصباح الباكر كثيرا ما ترى صديقاتها أمام البيت، هذه ترمي القمامة، والأخرى تنظف باب المنزل، والثالثة تغسل السيارة، وذلك في الوقت الذي تكون فيه الزوجة نائمة، والزوج قد خرج إلى عمله، فيقفن بعض الوقت يتحدثن عن مشاكلهن، فيأخذهن الحديث إلى كل ما يدور في البيت، وطبعا قبل أن تنصرفن تكون كل واحدة، قد حصلت على معلومات كثيـرة ومثيـرة عن البيـت الآخر ومشاكلـه. في المقابل لا تتفق ميري سوان مع كلام سونيا وتنفي أن كل الخادمات يقمن بهذا التصرف، لكن من تقوم بنشر أخبار البيت الذي تعمل فيه، لديها بالتأكيد صديقات يؤثرن عليها، فتنقل إليهن كل صغيرة وكبيرة، تدور بين جدران بيت كفلائها، وأن ذلك يكون أحياناً من باب الغيرة من الزوجة أو انتقاماً من الكفيل، مشددة على ضرورة الانتباه للعمل وليس نقل الأخبار والمشاكل التي تدور في البيت. تصرفات عدوانية وقالت غادة الشيخ استشارية اجتماعية وأسرية إن الخادمات أصبحن عند البعض الآخر، ضربا من الرفاهية، وربما لمجرد المباهاة والتقليد، غير أن الأمر في كل الحالات لا يخلو من حوادث تسجل ضد الخدم، وهذه الحوادث قد تكون لمجرد الانتقام من قسوة الكفيل في تعامله معهم أو سوء فهم من المكفول أو لظروف محيطة به، دعته للملل والضجر، فيرتكب لذلك أعمالاً تنفيسية له ومضرة للأسرة الكافلة. عدوانية مكتسبة تصف غادة الشيخ استشارية اجتماعية وأسرية هؤلاء الخدم بأنهم أتوا من بيئة فقيرة تخلو من أساسيات الحياة، إضافة الى أن تنشئتهم تفتقر إلى تعليم القيم والسلوك القويم، وبالتالي اكتسبوا هذه العدوانية والتصرفات غير السليمة. وأشارت إلى أنه يمكن في حالات أن تكتسب الخادمة العنف من المنزل الذي تعمل به، من خلال المعاملة السيئة التي تتلقاها من ربة ورب المنزل، فحينها لا تجد أمامها وسيلة للانتقام سوى بنقل الأسرار خارج المنزل. مما يولد مشكلات جمة من أهمها وأخطرها الطلاق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©