الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخاطر خفية في استخدامات المنظفات الصناعية

مخاطر خفية في استخدامات المنظفات الصناعية
20 ديسمبر 2011 21:45
لا يخلو بيت من المنظفات الصناعية بكافة أنواعها وصنوفها، وباتت كثير من المساحيق أو المحاليل والمركبات الكيميائية ضرورة نعتمد عليها في كثير من متطلبات الغسيل والتطهير والنظافة والتعقيم، أو غسيل الملابس، أو تلميع الأثاِث والأرضيات، أو حتى تلك المركبات التي يستعين بها البعض في تعطير الجو، وغير ذلك من حاجات الاستعمال اليومية.كثيرون لا يهتمون بسوء استخدام هذه المواد، وقد يجهلون مخاطرها لو أسيء استخدامها، والبعض قد يجهل مصائبها الصحية المباشرة أو على الأمد الطويل، إن تعامل معها دون حذر أو ضوابط أو عدم اكتراث. إن معظم هذه المواد، باختلاف مسمياتها التجارية، وأشكالها، وفوائد استعمالها، ببساطة ما هي إلاسموم مميتة، أومواد حارقة أو مستحضرات قاتلة، نحاول هنا أن نتناول الطرق المثلى لاستخداماتها، وكيفية التعامل معها، وحفظها، وتجنب مشاكلها ومخاطرها الصحية ما أمكن لنا ذلك. الدكتورة مناهل الخزرجي أخصائية طب الأسرة، تشير إلى أن المنظفات الصناعية عبارة عن مركبات كيميائية، ولكل مركب دور معين للتنظيف، أو لتسهيل عملية التنظيف، وتعتبر من المنتجات الأساسية بالنسبة للمستهلك فهي تؤمن حاجة من أهم حاجاته، وهي الناحية الصحية التي تتعلق بحياته، ومن هنا تبرز أهميتها وضرورة إنتاجها بالمواصفات المطلوبة وعدم السماح بتجاوز هذه المواصفات بأي حال من الأحوال، من اجل المحافظة على سلامة وصحة المستهلك. ويمكن تصنيف هذه المواد حسب طبيعة استعمالها إلى: منظفات حبيبية، كمساحيق الغسيل المستخدمة في تنظيف الأقمشة، والمنظفات السائلة التي تستخدم كمنظفات سائلة لتنظيف الأواني المنزلية، أو للأحواض والحمامات. وهناك منظفات سائلة تستخدم كمبيضات ومعقمات ومطهرات، وكلها تختلف في تركيباتها الصناعية تبعاً للغرض من استعمالها، ونظراً لخطورة هذه المواد على الإنسان والصحة العامة والبيئة، فتصنيعها وطرحها في الأسواق يخضع لمواصفات ومقاييس معينة، لحماية المستهلك”. مخاطر صحية تشير الدكتورة الخزرجي، إلى مخاطر أشهر هذه المواد المنزلية، وتقول:” لعل “البوتاس”، أشهر هذه المواد، وهو يشبه إلى حد كبير اللبن الحليب، وهو مادة كاوية خطيرة، فإذا ما تم تناولها بالخطأ، فإنها تسبب التهاباً حاداً في القناة الهضمية، وتآكلاً في الغشاء المخاطي قد يؤدي إلى انسداد في البلعوم أو قرح شديدة في المعدة لاحتوائه على هيدروكسيد البوتاسيوم، وتسبب إعاقة مزمنة. وهناك أيضاً مواد التبيض، التي تستخدم في تبييض الملابس، وهي تحتوي على الكلور، أو حمض الاكساليك، مثل الكلوركس وهي أيضا تسبب التهاباً حاداً في القناة الهضمية عند بلعها، كما تسبب التهاباً بالجلد عند ملامستها. كذلك مواد تلميع المعادن، وهي تحتوى على حمض الإكساليك، وخطرها لا يقتصر على بلعها، لكنه يمكن أن يصيب الجلد عند ملامستها، لذا يجب استخدام القفاز أو الفرشاة للحماية منها. هناك أيضاً المواد المطهرة والمعقمة مثل الفينيك، والديتول، وهذه المواد تخدع المستخدم لها برائحتها المقبولة، وفي تركيزها القليل، وكثرة التعرض لهذه المواد سواء باللمس أو الاستنشاق لمدة طويلة قد يؤدي إلى حالات التسمم، مثل خلل الجهاز التنفسي واحتباس البول والفشل الكلوي، بالإضافة إلى الالتهابات الجلدية، لذا يجب الحرص على تهوية المكان جيداً، عند استخدام هذه المواد”. التسمم المنزلي تضيف الدكتورة الخزرجي:” الإحصاءات تشير إلى أن في كندا وحدها تحدث مليون حالة تسمم سنوياً بسبب ابتلاع المنظفات المنزلية، وينتهي بعضها بوفاة الضحايا. وتعد سوائل تنظيف الأطباق من أهم أسباب التسمم المنزلي، ففي كل مرة نغسل فيها الأطباق تلتصق بعض الكيماويات بها، وتتراكم مع تكرار الغسيل، ويلتقط الطعام جزءاً من هذه المواد المتخلفة وبخاصة إذا كانت الوجبة ساخنة! وتحتوي معظم المنظفات المنزلية على مادة النشادر وهذه المادة قد تكون مميتة إذا اتحدت مع الكلور الذي يُستخدم في التبييض، حيث ينتج اتحادهما مادة “الكلورامين” السامة. وسوائل الغسالات الأوتوماتيكية معظمها يحتوي على مادة مسكنة للجهاز العصبي المركزي، ومسببة لتسمم الكبد، بالإضافة إلى مواد أخرى عالية السمية، كما تحتوي منظفات الغسيل أيضا على الفوسفور والأنزيمات والنشادر والنفتالين والفينول ومواد أخرى لا يمكن حصرها. ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية أعراضاً مرضية، كالطفح الجلدي والحساسية وغيرهما. وفضلا عن التعرض المباشر لهذه المواد، يمتص الجسم عن طريق الجلد المواد الكيميائية المتخلفة من عمليات الغسيل في الملابس وفي ملاءات الأسِرّة”. مخاطر صحية تكمل الخزرجي:” من الأهمية أن نعي أن مواد التنظيف مهمة جداً في كل بيت، وكيمياء النظافة تتمثل في فصل المواد الدهنية والقاذورات عن الملابس والأدوات ثم التخلص منها بالماء، ولزيادة فاعلية المواد يضاف إليها “الفوسفات” وهي المادة التي تساعد على تكوين الرغوة، لكن الفوسفات مادة كيماوية وعندما تزيد عن الحد، فإنها تكون ضارة بالبيئة. ولاننسى المبيدات الحشرية، ومعطر الجو، ومنظفات الحمامات، ومنظفات الأثاث ومنظفات الزجاج والنوافذ، وبخاخات الشعر، ومساحيق التنظيف، وهذه المواد الكيماوية الموجودة تدخل أجسامنا من خلال تناول الأطعمة الملوثة بالمبيدات، وامن خلال تناولنا للفواكه والخضراوات المرشوشة بها دون أن ننتبه أومن خلال التعرض المباشر لها أثناء الرش والاستعمال، وكل هذه المواد تضر بصحتنا وتؤثر فينا، وتسبب الحساسية، والتهاب البشرة وتقشرها، والتهاب العيون والمجاري التنفسية وأمراض الصدر، والحساسية، بل قد يمتد تأثيرها إلى الجهاز العصبي المركزي، والكبد والكلى، وبعضها يسبب مرض السرطان على المدى الطويل”. بعيداً عن الأطفال تنصح الدكتورة الخزرجي بتقليل استعمال المواد الكيماوية المستعملة في المنزل قدر الإمكان، خاصة المواد التي يمكن الاستغناء عنها واستبدالها بمواد طبيعية مثل معطرات الجو، وملمعات الأثاث، والعطور المعتمدة على العبوات المضغوطة، ومراعاة طريقة الحفظ أو التخزين الآمن داخل البيت بعيداً عن متناول الأطفال، وينصح باستعمال “القفازات”عند القيام بعملية الغسيل تجنباً لإمكانية حدوث تقشر أو جفاف للجلد، ويجب استخدام كمامات خاصة بالأنف عند استخدام المنظفات السائلة كالكلوركس تجنباً لاستنشاق الأبخرة الضارة، وفي حالة وجود مشكلة يجب الغسيل بالماء بسرعة واستدعاء الطبيب فوراً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©