الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا...هل تتأثر بــ «الربيع العربي»؟

20 ديسمبر 2011 21:41
ينظر مواطنو دول أفريقية إلى الصحوة العربية بكافة ثوراتها المُلهِمة وانتخاباتها التاريخية (وآخرها في تونس ومصر) على أنها نموذج لكيفية التحفيز على التغيير. وقد أطلقت هذه الصحوة حتى الآن مطالبات شعبية لإصلاحات مماثلة في دول أفريقية عديدة، مثل السنغال وملاوي وأوغندا وسوازيلاند. في الوقت نفسه تصبح الحكومات الأفريقية وبشكل متزايد خائفة من تأثير ثورات شمال أفريقيا المحتمل على دولها. يشار إلى أنه في أعقاب الثورتين التونسية والمصرية، اعتقلت حكومة زيمبابوي ما يقارب 45 ناشطاً واتهمتهم بشكل مبدئي بالخيانة لأنهم كانوا يشاهدون أشرطة فيديو حول ثورات مصر، ويبحثون المعاني الضمنية لهذه الأحداث على الأفريقيين. وقد تم إبراز تجارب مماثلة في ملاوي والجابون وأوغندا وغيرها من الدول الأفريقية. هناك درس واضح، بغض النظر عن مدى قمع النظام ودكتاتوريته، إلا أنه يمكن إسقاطه من قبل مواطنين ملتزمين. ومن الدروس الأخرى للثورات العربية لأفريقيا أن الناس من كافة الانتماءات السياسية والدينية يستطيعون الاجتماع معاً من أجل قضية مشتركة: المطالبة بإصلاحات هناك حاجة ماسة لها. يمكن لقادة جدد تكرار تعاون كهذا على المستوى الوطني من خلال إيجاد حكومات تضم مواطنين من مجالات مختلفة بهدف تحسين التعاون والمساءلة والأسلوب الذي يتم فيه انتخاب قادة المستقبل. وفي الوقت الذي تقترب فيه زيمبابوي من انتخاباتها المقبلة، نجد زيادة في أعمال القمع ضد المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان وهؤلاء الملتحقين بالمعارضة السياسية. إلا أن الانتخابات توفر كذلك فرصة للمواطنين ليقرروا من الذي يجب أن يقود الدولة، مستخدمين صندوق الاقتراع بدلاً من احتجاجات الشوارع العنفية. يمكن للانتخابات الحرة والعادلة والشفافة أن توفّر بديلاً للعنف وتحوّلا سلساً نحو ترتيبات سياسية جديدة. ما هو واضح جداً من الثورات في ليبيا ومصر وتونس أن مصير القادة الذين اعتبروا في السابق "لا يمكن قهرهم" يوفر فرصاً وتحديات فريدة. وتظهر الفرص في مساحات ديمقراطية افتتحت حديثاً، بعد عقود من مجتمع مدني يعمل في بيئات مقيّدة تكون فيها الانتخابات، حين يُعلن عنها، مجرد واجهة لإضفاء الشرعية على الأنظمة الحاكمة. وتضم التحديات، إعادة بناء البنى الهيكلية الأساسية التي تم تدميرها أثناء الثورات وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية ومنع عبور أعداد كبيرة من اللاعبين غير المرغوب فيهم إلى هذه المساحات السياسية، التي فُتِحَت حديثاً، بما فيها الجيش، أو هؤلاء الذين يحملون أجندات مخفية. وكما شاهدنا في "الربيع العربي"، فإن الإعلام الاجتماعي والإدراك الجماعي بأن الإصلاحات الديمقراطية والسياسية طال أمد انتظارها كثيراً، قد تمثّل فرصاً واضحة لشراكات بين الحكومة والمواطن. ولكن بينما يتم التغيير، يتوجب علينا أن نكون واعين من تكرار تجارب أفريقيا السابقة. يجب علينا ألا ننسى القادة الجدد الذين تسلموا زمام الحكم عندما تم استبدال حكومات قديمة، ونسوا بسرعة القصص التي تنبّه، والتي قدمها زملاؤهم ورفاقهم، وأصبحوا اليوم لا يختلفون عن الأنظمة التي أطاحوا بها. لقد حان الوقت لنا، مستخدمين حكمة المعرفة التاريخية، لأن نحول نظاماً جديداً بشكل كامل من الحوكمة. وسينطوي ذلك على تمكين المواطنين وتقديم المزيد من المسؤوليات لهم، باستخدام نموذج تعمل فيه الحكومة مع المجتمع المدني كشركاء، يحاسب كل منهما فيه الآخر. فإحدى الأمور التي تستحق الثناء في النضال المصري أنه في خضم فوضى الثورة، تم توفير خدمات الأمن والخدمات الأخرى الأساسية للمواطنين من قبل مواطنين آخرين. لقد صوّر "الربيع العربي" بوضوح الحاجة لتحول في النظام، يتم فيه جعل السلطة لا مركزية ويسمح للمواطنين بالمشاركة بنشاط في تشكيل مصيرهم. ديفيد كود محلل سياسي بشبكة المجتمع الدولي العالمية سيفيكاس (CIVICUS). ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©