بقلم - أندرو ريتمان:
توقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس تخطي المنطقة الأوروبية العام الجاري الولايات المتحدة في معدلات النمو، باعتبار الأخيرة المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي العالمي، وتتوقع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن تشهد دول الاتحاد الأوروبي الثلاثة عشر الأقوى من حيث إجمالي الناتج المحلي والبالغ نسبة النمو به 2,7 في المائة، مقارنة بإجمالي الناتج المحلي الأميركي الذي يبلغ 2,1 في المائة·
واعتبر جون فيليب الخبير الاقتصادي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن أوروبا تمكنت من خطف راية التفوق الاقتصادي من الولايات المتحدة، وذلك بدعم من الانتعاش الاقتصادي الألماني، وتحسن الاقتصاد الايطالي، مستندا على نتائج الدراسة التي أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والتي اشارت إلى الزيادة التدريجية في معدل إنفاق الأسر الأوروبية، والشركات، وقوة الصادرات الأوروبية، إلى جانب انخفاض معدل البطالة من 7,8 في المائة تم تسجيلها في العام الماضي الى 7,1 في المائة هذا العام، شكلت عوامل مهمة وفعالة في دعم الاقتصاد الأوروبي·
وعلى النقيض من ذلك، واجهت النتائج الاقتصادية الأميركية مشاكل تعيق عملية دفع عجلة تقدم الاقتصاد الأميركي، ومن تلك المشاكل الضعف الذي تتميز به أسواق الإسكان الأميركية، والتي تعاني من فائض في العرض، وبالرغم من ذلك، تتوقع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن تعود الولايات المتحدة الى وضعها الاقتصادي الطبيعي تدريجيا، الأمر الذي سيساعد الولايات المتحدة على التفوق على دول المنطقة الأوروبية مجددا، وبالتالي تصدّر قائمة الدول المتقدمة اقتصاديا مرة أخرى العام المقبل ·2008
وسيعود التحسّن الاقتصادي الأوروبي بالنفع على المشاريع السياسية الأوروبية، كمحاولة ألمانيا لإحياء دستور الاتحاد الأوروبي، ورغم ذلك فإن الصورة الأوروبية ليست مكتملة تماما، فلايزال معدل البطالة الأوروبية أعلى عن الولايات المتحدة، كما أن مخاطر التضخم المالي قد تجبر البنك المركزي الأوروبي على رفع المعدلات مرة أخرى هذا العام، الى جانب ارتفاع عدد السكان من كبار السن ممن يساهمون في زيادة الضغط على الخزانة العامة·
ووفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن مخاطر التضخم المالي تتجه للأعلى، كما أنها توصي بزيادة إضافية قدرها 0,5 في المائة على تكاليف الاقتراض في شريحتين تقدران بـ 0,25 في المائة، وذلك بحلول نهاية العام الجاري، وبالنظر الى المخاطر الاقتصادية للشيخوخة، وتتوقع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن كلا من بلجيكا، واليونان، وايرلندا، ولوكسمبورغ، والبرتغال، وإسبانيا ستنفق ما يزيد عن 10 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي على معاشات الشيخوخة المتقاعدة، وعلى الرعاية الصحية بحلول عام ·2050
نقلا عن مجلة بزينس ويك
عدد اليوم
