الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«كليات التقنية» تعدّل مناهجها الدراسية وتخفّض نسبة المواد النظرية وترفع ساعات التدريب العملي

«كليات التقنية» تعدّل مناهجها الدراسية وتخفّض نسبة المواد النظرية وترفع ساعات التدريب العملي
9 ديسمبر 2012
دينا جوني (دبي) كشف الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، أن فريق عمل متخصصاً من الهيئة الأكاديمية للكليات يقوم بتعديل وتحديث المناهج والبرامج الدراسية في كافة الكليات، بما يتماشى مع أسلوب “التعلم بالممارسة” الذي اعتمدته “التقنية” كأرضية أساسية تقوم عليها كامل العملية التعليمية، وجميع ما يرافقها من تطبيقات وأنشطة. وبناء على ذلك، ستبدأ كليات التقنية بتخفيض عدد الساعات التي يتواجد فيها الطالب داخل الصف الدراسي، وتخفيض نسبة المنهج والمواد الدراسية النظرية، واستبدالها بأخرى عملية، وزيادة عدد ساعات التدريب العملي التي قد تصل إلى فصل دراسي كامل. واعتبر الدكتور كمالي في حوار مع “الاتحاد” أن اعتماد هذا الأسلوب الذي جاء بناء على توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا يجهّز الخريجين بالخبرة الأساسية الضرورية والمطلوبة في سوق العمل في مختلف القطاعات. إذ أكد معاليه في كلمته خلال احتفال الكليات، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها “أن كافة الخطط والبرامج في كليات التقنية العليا سوف تركز وأكثرَ من أيّ وقت مضى، على تأكيد الطابَع التطبيقي والعملي في التعليم ـ سوف نركز على منهج التعليم في الكليات الذي يعتمد بشكلٍ أساسي على مبدأ “التعلم بالممارسة” ـ هذا المبدأ الذي يلازمُه بالضرورة التحامٌ قويّ مع قطاعات الأعمال والإنتاج ومؤسسات الدولة، ومع المجتمع بشكلٍ عام ـ لدينا التزامٌ قوي من خلال ذلك كله، بأن يكون التعليم في كليات التقنية العليا وسيلة أكيدة لإعداد الطالب لحياة منتجة في خدمة وطنه ومجتمعه”. وأكد الدكتور طيب الكمالي أن أسلوب “التعلم بالممارسة” يعطي الطالب خبرة عملية تجعله أكثر إنتاجية منذ اليوم الأول لتسلمه العمل. ولفت إلى أن سوق العمل في عصرنا الحالي لا يطلب إلا خريجاً متكامل الأبعاد الدراسية والعملية والخبراتية، وهو خريج يملك حظوظاً كبيرة في الحصول على الوظيفة التي تناسب طموحه وخبرته. وأفاد بأن قطاعات الغاز والبترول على سبيل المثال أصبح تبحث عن موظفين، أو خريجين لديهم ممارسة مسبقة في سوق العمل. وقال إن “التعلم بالممارسة” يهدف إلى تعزيز عملية التعليم والتعلم، وتطوير المحصلات التعليمية، وتلبية احتياجات القوة العاملة الحالية والمستقبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويشمل “التعلم بالممارسة” الذي يشارك فيه طلبة كليات التقنية العليا 4 أنواع، هي التعليم بالخبرة، والتعليم الذي يعتمد على حل المشاكل، والتعليم المرتبط ببيئة العمل، والمساقات الختامية المقدمة في السنة الدراسية الأخيرة، وغيرها من طرائق التدريس المتصلة. علماً أن هذه السياسة تضمن أن تتماشى كافة البرامج الدراسية والممارسات في كليات التقنية العليا مع فلسفة التعلم بالممارسة. نماذج «التعلم بالممارسة» وشرح الدكتور كمالي النماذج الأربعة الأساسية لـ”التعلم بالممارسة”. فالتعليم بالخبرة هي فلسفة تعليمية تحث على اكتساب الخبرة، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة التعليمية المختلفة، مثل الخبرة العملية، والتدريب العملي، والعمل في المختبر، والخدمة المجتمعية، وغيرها. فيما يعتبر نموذج التعليم الذي يعتمد على حل المشاكل طريقة حيوية تتم عبر عرض المشاكل المحددة من قبل مدرس المساق ليعمل الطلبة كأفراد، أو ضمن فريق عمل على حلها. ويسعى الطلبة لاكتساب المعارف والمهارات، من خلال عملية تحقيق يقومون بإجرائها بأنفسهم، وتتمحور حول المشاكل أو الأسئلة، أو المشاريع المعقدة. أما نموذج التعليم المرتبط ببيئة العمل، فهو يعطي خبرة تعليمية للطالب في بيئة العمل الفعلية. ويتطلب ذلك التزام الشركاء، وجهات العمل بتوفير الخبرات التعليمية المتطورة التي تسهم في إثراء حياة الطالب على الصعيدين المهني والشخصي. بالإضافة إلى ذلك، تأتي المساقات الختامية المقدمة في السنة الدراسية الأخيرة لكل برامج الكليات كشكل متطور من التعلم بالممارسة، والتي تؤدي إلى نتائج إيجابية جداً تدمج بين المضمون والكفاءات والمحصلات التعليمية في تنفيذ المشروع النهائي. ويعمل الطلبة على تطبيق المفاهيم والنظريات الخاصة بالحقل الدراسي ذي الصلة على مشروع عملي. اتخذت كليات التقنية العليا “التعلم بالممارسة” كطريقة تعليمية تُكسب الطلبة المعارف والمهارات الأساسية والمتقدمة، من خلال المشاركة الفاعلة داخل الفصل الدراسي وخارجه، ما يسهم في تنمية قدرات الطلبة على تعلم وتذكر، وتطبيق المفاهيم في مواقف وبيئات مختلفة. ويمكن تطبيق “التعلم بالممارسة” في حالات ومواقف عديدة هي العمل الجماعي، والأندية، والأوراق والمشاريع البحثية، والتدريب العملي، والمشاريع التي يتم تنفيذها أثناء السنة الدراسية الأخيرة، والعمل في المختبر، والخطابات والعروض التقديمية، والمؤتمرات، والمناظرات، والمشاريع المجتمعية، والتدريب العملي الميداني، والدراسة خارج الدولة، والمسابقات، ومشاريع التصميم، والكتابة الإنشائية الخلاقة، ومشاريع الإنشاء، ومشاريع الفنون الجميلة. وأشار الدكتور كمالي إلى انه من السمات الهامة التي يوفرها التعلم بالممارسة اعتبار الخبرة العملية مادة أساسية في كافة البرامج الدراسية التي تقدمها كليات التقنية العليا، بالإضافة إلى برنامج التدريب العملي العالي الذي تنظمه الكليات لطلابها في التخصصات المختلفة. إذ يقوم الطلاب من خلال هذا البرنامج الخاص بقضاء فترة تدريب عملي كل حسب تخصصه في دول مختلفة، لاكتساب خبرة عملية بمعايير مطبقة في الدول المتقدمة، تؤهل الطلاب للتعامل مع أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على المستوى العالمي. كما يتم إرسال طلبة الكلية في رحلات عملية تتيح لهم فرصة الاطلاع على خبرات عالمية في مجال تخصصهم، ما يؤدي إلى تطوير مهارات وقدرات الطالب، ويصبح مستواه مواكباً للتطور الهائل في عصر المعلومات الذي نعيشه. وأكد أن تجربة الكلية مع التطبيق العملي عالمياً تعدّ رائدة ومميزة، وحصدت نتائج إيجابية جدا ومشجعة للاستمرار. واعتبر أن هذا التوجه يعبّر عن التزام كليات التقنية بشكل مستمر في تطوير وسائل نقل المعلومة والمعرفة لطلابها. ومن السمات الهامة والتي يجب توافرها لفلسفة “التعلم بالممارسة” ضرورة أن تشتمل كافة البرامج الدراسية المقدمة في كليات التقنية العليا على المساقات الدراسية التي تعتمد على هذا الأسلوب. كما يجب أن تكون مقومات “التعلم بالممارسة” مرتبطة مع المحصلات التعليمية، وتشمل تلك المحصلات الوعي العولمي، والمواطنة، والتفكير الناقد والمبدع، والثقافة التقنية، ومهارات الاتصال والمعلومات، ومهارات الرياضيات، والإدارة الذاتية، والتعليم المستقل، والعمل الجماعي، والمهارات القيادية، والكفاءات المهنية، والتنمية المستدامة. كما ويجب أن تتوافق ممارسات “التعلم بالممارسة” مع النموذج التعليمي لكليات التقنية العليا الذي يتميز بوجود خطة استراتيجية تركز على التجدد والحيوية في إعداد البرامج الدراسية الجديدة وفق أرقى المستويات العالمية، ومنح المؤهلات والدرجات التعليمية المتقدمة، وتحديث التقنيات المستخدمة بالكليات، وتهيئة الكليات لمواكبة آخر التطورات العالمية في مجالي التدريس والتكنولوجيا، وكذلك تشجيع الإبداع، وخلق بيئة تعزز الإحساس بالمسؤولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©