غزة-الاتحاد ووكالات الانباء: تجددت الاشتباكات العنيفة بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' في قطاع غزة أمس بأبشع صورة ممكنة اذ تجاوزت القتال بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية حيث سقط قتيلان و40 جريحا الى التصفية المتعمدة حيث خطف مسلحون من ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لـ''حماس'' احد عناصر حرس الرئاسة التابع لـ''فتح'' واقتادوه الى برج وألقوه من الطابق الثامن عشر حيث سقط قتيلا· فيما ردت حركة فتح باقتحام منزل عنصر من حماس وقتله·
ووقع اعنف قتال بين الحركتين في مدينة رفح جنوب غزة حيث اتخذ مئات المسلحين المتناحرين مواقع عند نواصي الشوارع وأسطح المباني، وقال شهود عيان لزموا منازلهم أثناء القتال ان كلا من ''حماس'' و''فتح'' تبادلا قصف المواقع بقذائف صاروخية ومدافع رشاشة· فيما قال مسؤولو مستشفيات ان عنصرين من ''فتح'' وثالثا من ''حماس'' قتلوا، وان 40 آخرين اصيبوا بجروح بينهم تسعة على الاقل حالتهم خطيرة·
وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أن مسلحين تابعين لـ''كتائب القسام'' اختطفوا محمد السويركي أحد عناصر حرس الرئاسة من قوات الـ17 التابعة للرئيس محمود عباس وألقوا به من الطابق الثامن عشر في برج الغفري غرب مدينة غزة بعد أن احتجزوه مع زميل آخر مما أدى إلى مقتله على الفور· فيما اتهمت اتهمت القوة التنفيذية المحسوبة على ''حماس'' عناصر من ''فتح'' باختطاف أحد عناصرها ويدعى علي دبور في مدينة دير البلح وسط القطاع، وقالت ان القتال بدأ عندما قتل مسلحون من ''فتح'' قائدا محليا للحركة بالرصاص في رفح· فيما قالت ''فتح'' ان القتال بدأ عندما استخدمت ''حماس'' قذائف صاروخية ومتفجرات لتدمير منزلي ناشطين تابعين لها·
وتركزت الاشتباكات في حي تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة، وقال شهود عيان إن الاشتباكات المسلحة اندلعت في الحي المذكور عندما ''اختلفوا'' (حماس وفتح) على تنفيذ اتفاق لوقف اطلاق النار بينهم تم التوصل إليه قبل يومين برعاية اعضاء الوفد الأمني المصري· وكالعادة، تبادل الجانبان الاتهامات بأن كل طرف منهما هو المسؤول عن انهيار اتفاق التهدئة، وقال شهود عيان ان عددا من المسلحين اعتلوا اسطح المنازل واشتبكوا مع مسلحين آخرين في الشوارع· وقال سكان محليون ان كلا من ''حماس'' و''فتح'' قصفت مواقع الاخرى بقذائف صاروخية ومدافع رشاشة·
وأضاف الشهود أن هناك عددا آخر من الجرحى في الحي المذكور في المدينة، وانه بسبب كثافة اطلاق النار بين المتحاربين، لم تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول الى الاماكن المتواجدين فيها لنقلهم الى المستشفى· وفاق عدد الجرحى طاقة المستشفى المحلي مما اضطر المسؤولين الى ارسال الناس الى بلدات مجاورات للعلاج·وقال الشهود ايضا أن هدوءا ساد حي تل السلطان لاحقا لكن اشتباكات متقطعة جرت في حي الشابورا في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، كما وقعت اشتباكات في محيط مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار شرق المدينة، الأمر الذي اعاق الطواقم الطبية من اداء مهامها·
وكان الاتفاق الجديد بين الحركتين الذي جاء بعد تدخل الوفد الأمني المصري وممثلي الفصائل الفلسطينية في المدينة، قضى بسحب المسلحين من الشوارع وإزالة الحواجز التي نصبت في كل المدينة بعد أن امتدت الاشتباكات إلى حي الشابورة شمال رفح، وإلى محيط مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الذي وصل إليه الجرحى والقتلى·وقتل في الاشتباكات قيادي ميداني في ''كتائب القسام'' هو احمد فؤاد ابو حرب ( 24 عاما) وحمد جميل النحال ( 24 عاما) من قوات الامن الوطني واصيب نحو اربعين فلسطينيا بجروح بينهم عدد من مقاتلي ''فتح'' و''حماس'' ·واقدم مسلحون من الجانبين على احراق عدد من منازل كوادر في الحركتين، وتفجير عبوات ناسفة داخلها قبل ان يدخل اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ·
وباتت رفح مجددا مدينة أشباح نتيجة تلك الأحداث حيث أضحت الشوارع مرتعاً لمئات المسلحين المقنعين الذين شرعوا بإقامة الحواجز وامتد نشاطهم إلى إحراق عدة منازل سكنية، بينما وجه عدد من أئمة المساجد نداءات بوقف تلك الاشتباكات· وأثناء تنفيذ الاتفاق الأول بين الحركتين على إزالة السواتر الترابية من الشوارع وسحب المسلحين داهمت مجموعة من حركة ''فتح'' منزل أحد قيادي حركة ''حماس'' في حي تل السلطان الأمر الذي أدى إلى إصابة خمسة مواطنين بينهم عنصران من ''القسام''·
عدد اليوم
