الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2» يفسح مجال استكشاف مفردات التراث أمام الناشئة

«الوطني الربيعي 2» يفسح مجال استكشاف مفردات التراث أمام الناشئة
21 ديسمبر 2013 00:31
أسبوع كامل أمضاه زوار السمالية الصغار في أحضانها الساحرة للاستزادة من أنشطة الملتقى الوطني الثاني الربيعي، الذي تعددت فعالياته برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وعلى الرغم من أن الطقس خلال الأسبوع الأول لانطلاق الملتقى كان مائلاً إلى البرودة قليلاً أثناء النهار فإن ذلك لم يمنع توافد طلاب المدارس بكثرة على جزيرة السمالية للمشاركة في جميع المناشط التراثية التي ارتدت حلة وطنية خالصة. حفل الأسبوع الأول للملتقى الوطني الثاني الربيعي، الذي يستمر حتى الخامس من شهر يناير المقبل، بالعديد من المفاجآت، حيث اعتمد على تنشيط ملكات الإبداع الفردي لدى الطلاب، وترك لهم مساحة واسعة من أجل أن يكتشفوا المفردات التراثية من خلال ذائقتهم الفردية، وهو ما شجعهم على إظهار مواهبهم الخاصة في كل الأنشطة، التي شاركوا فيها، لكن ختام الأسبوع الأول من الملتقى شهد مسيرة ضخمة لطلاب المدارس جابت أرجاء السمالية، وعبّر خلالها هؤلاء الصغار عن ولائهم التام لقيادتهم الرشيدة، وتمسكهم بالقيم والعادات والتقاليد، التي يتوارثونها جيلاً من بعد جيل أجل الحفاظ عليها، ولكونها من أهم ما يميز الشخصية الإماراتية. أنشطة تراثية حول ختام فعاليات الأسبوع الأول للملتقى الوطني الربيعي الثاني يقول مشرفه وخبير التراث أحمد مرشد «منذ انطلاق فعاليات الملتقى والحضور الطلابي يزداد يوماً بعد يوم بكثافة حيث توافدت أعداد كبيرة على جزيرة الأحلام «السمالية»، التي فتحت أبوابها وميادينها المختلفة أمامهم لممارسة الأنشطة التراثية والثقافية والرياضات بأشكالها كافة، حيث استمتع الطلاب بالأوقات التي قضوها في أجواء تراثية خالصة بعيداً عن مقاعد الدراسة، حيث إجازة نصف العام الدراسي، واستقبلت القرية التراثية في الجزيرة بأجنحتها المختلفة جميع المشاركين بالملتقى، وأطلعناهم على المفردات التراثية، وكيفية ممارسة أنشطة الألعاب الشعبية، وفتحنا لهم المجال من أجل مشاهدة مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تصور مسيرة البناء والتحديث في الدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله». ويتابع مرشد: «الملتقى أسهم في أن يتعرف الطلاب على مفاهيم المواطنة الفاعلة التي تتلخص مفاهيمها حول معرفة حقوق المواطن وواجباته التي تكفلها له الدساتير والقوانين، التي تنظم العلاقة بين الوطن والمواطن وتردع المخالفات والتجاوزات، التي تهدد سلامة الأمن وتروع الآمنين، بالإضافة إلى أن الطلاب خضعوا لدورات تدريبية في ركوب الخيل عبر ركن الفروسية، الذي يتمتع بمدربين تراثيين على درجة عالية من الكفاءة، ومما لاشك فيه أن هؤلاء المدربين قاموا بتدريب أبنائنا الصغار على القيم التي تتعلق بالخيول، وأفاضوا في غرس قيم الشجاعة التي ترتبط بالفروسية، وبثوا في نفوسهم أن الفروسية تعلم الصبر والجلد وتعزز الثقة بالنفس، فضلاً على أن الخيل العربية الأصيلة لها صفات خاصة ولديها نخوة، وهي جند من جنود الله في الأرض». مسيرة ضخمة حول فعاليات الأسبوع الأول من الملتقى، الذي أقيم تحت شعار «الإمارات وطن الريادة والتميز»، يقول مرشد إنه شهد أنشطة كثيرة من مركز سويحان، التي تبلورت في تنظيم بطولة لرياضة الهجن ومسابقة عتاد المطية، فضلاً على المسيرة التراثية الضخمة، التي شارك فيها ما يقرب من 350 طالباً منهم من كان راكباً، ومنهم من كان راجلاً، وهم جميعاً يرتدون الزي الوطني، ويرفعون أعلام الدولة، ويتقدمهم مسيرة كبيرة تضم مواكب للهجن والخيول والصقارة، وكانوا يرددون في صوت واحد النشيد الوطني والأهازيج الشعبية القديمة وانطلقت المسيرة في الجزيرة بمسافة 5 كيلو مترات، إلى أن وصلت لأرض المخيم، وحرص الطلبة منذ صباح أمس على الانضمام إلى زملائهم والتزموا بقواعد السير، التي أطلعهم عليها مشرفو ومديرو المراكز، الذين تابعوا هذه المسيرة، والتي بدورها عمّقت فيهم روح الولاء والانتماء، وكوّنت لديهم نظرة لماهية المواطنة الصالحة حتى يشبوا في المستقبل على القيم والتقاليد، التي درج عليها الآباء والأجداد. ويؤكد مرشد أن البرنامج، الذي تم وضعه خلال الجزء الأول من الملتقى قد تم تنفيذه بالكامل، وحقق أهدافه بفضل تفاعل طلاب المدارس مع الأنشطة التي شاركوا فيها جميعاً، والتي أعدتها إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات. ومن ضمن المدربين التراثيين، الذين حرصوا على تغذية الطلاب بالمفاهيم الخاصة بصيد الصقور مدرب الصقور بمركز الوثبة سالم المنصوري الذي يورد أن الهدف من عمل ورشات ومحاضرات للطلاب من عمر 6 سنوات حتى 15 سنة في كيفية الصيد بالصقور، هو تدريبهم على نشاط كان ذائع الصيت في الماضي وهو «القنص». ويلفت إلى أنه أطلع العديد من زوار السمالية في ختام الأسبوع الأول للملتقى على كيفية ترويض الصقر، ومعاملته بطريقة خاصة حتى يرتبط بصاحبه، فالصقر لابد من أن يحمله الفرد على يده ويطعمه بيديه، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق تجويعه ومنعه من الطعام ثم تقديم وجبة إليه، ومن هنا يشعر أن هناك شخصاً بعينه هو الذي يرعاه ويقدم له ما يقيم أوده. ويبين المنصوري أن برنامج الصيد بالصقور «المقناص»، الذي ننفذه عبر المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات من الفعاليات، التي تستقطب الناشئة لكونه رياضة تراثية تجسد قيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي كان يؤمن بأن الصيد بالصقور رياضة مهمة ووسيلة من الوسائل، التي تعلم الصبر والجلد والقوة، كما أنها تعتبر لوناً من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة، وكيف أن هذه الرياضة تُظهر ابن البادية بما وهبه الله من فطرة ومقدرة على تأنيس هذا الطير الجارح وتأديبه «يأمره فيطيعه ويناديه فيحضر مسرعاً». أدوات تدريبية يلفت المنصوري إلى أن برنامج الصيد بالصقور «المقناص» تضمن التعريف برياضة صيد الصقور وأنواعها، وأدوات التدريب التي من شأنها أن تُكسب الطلاب مهارات خاصة عبر تطبيق عملي، حيث إن للصقور عدة أنواع منها الصقر الحر الذي هو على ثلاثة أنواع الحر الكامل والقرموشة والوكري الحرّار، ويعتبر هذا النوع من الصقور من أفرسها، وأكثرها صبراً على الجوع والتحمل سواء على الأرض أو في الجو، ونوع آخر هو الشاهين، الذي هو من جنس الصقر الذي يفضل العيش على الشواطئ، ويتغذى على طيور الماء وهو من أسرع الصقور في أثناء الصيد لذا فهو مفضل دون غيره ومن أهم أنواعه الشاهين الكامل، الشاهين الخميس، الشاهين التبع. ويذكر المنصوري أن من أدوات التدريب «المخلاة» التي هي عبارة عن كيس من القماش الأبيض مصنوعة من القطن ولها حمّالة من نوع القماش نفسه، ويحتفظ الصقار في داخلها بما يقتضيه الصقر من الفرائس بالإضافة إلى الحمام الحي واللحم الطري وخيط طويل وسكين نصله حاد وقاطع كي يذبح به صيده ذبحاً حلالاً بالإضافة إلى احتفاظه بالأدوات الخاصة، وكذلك هناك أنواع أخرى من أدوات التدريب مثل البرقع الذي هو عبارة عن غطاء صغير بحجم وجه الطير له فتحة صغيرة في منتصفه يخرج منها منقار الصقر والبرقع من الجلد اللين الملون ويزخرفه الصانع من الخارج بأشكال جميلة بالإضافة إلى المنقلة «المنجلة»، وهي الدرع الواقية للصقار من مخالب الصقر، ثم «السبوق» الذي هو عبارة عن خيط رفيع ملون يُصنع من البلاستيك الطري أو القوي مروراً إلى جانب آخر من التدريب وهو المرسل الذي يعد الجزء الثاني المُكمل لأحكام القبض على الصقر من الوثوب أو الهرب، وهو عبارة عن خيط سميك وطوله من 60 إلى 80 سم وهذا الخيط من ثلاث قطع، إلى أن وصلنا في آخر التدريب إلى الوكر وهو مجسم الصقر الذي يربطه صقّاره فيه للراحة أو النوم وهو عبارة عن وتد من الحديد مكسو في وسطه بالخشب المزخرف. طفلان يستكشفان «الطوي» أثناء ممارسة الأنشطة الطلابية في جزيرة السمالية في ختام الأسبوع الأول للملتقى الوطني الثاني الربيعي أصر سيف عبدالله الذي يبلغ من العمر 8 سنوات على أن يُعلم طفل يصغره بأربع سنوات، وهو محمد العلي على كيفية جلب الماء من البئر «الطوي»، إذ تجمّع حوله عدد كبير من الطلاب المشاركين في الفعاليات، وحاولوا أن يقلِّدوه بشكل فردي، وهو ما أضفى جواً من المرح والسعادة على الحضور. أرض المخيم حول ساحة المخيم بجزيرة السمالية، التي استقبلت الطلاب طوال الأسبوع الأول من الملتقى، يذكر المشرف الرئيس في مركز أبوظبي بدر محمد أن أرض المخيم تضم عدداً كبيراً من الخيم، التي تتوسطها ساحة كبيرة يمارس فيها النشء الألعاب الشعبية ورياضة الهجن والفروسية، وعلى أطراف أرض المخيم كانت هناك خيمة الحظيرة، التي تعلّم الطلاب فيها القيم والعادات الخاصة بصناعة القهوة العربية، وتعلموا أيضاً أدب المجالس، كما حفلت ساحة أرض المخيم بممارسة الطلاب العديد من الألعاب الشعبية مثل الكرابي، وهي لعبة ثنائية يشارك فيها فريقان، وتعتمد على قوة عضلات الساعد، إلى جانب القدرة على التوازن وحفظ الجسم معلقاً على ساق واحدة للدفاع عن القلعة والماء، ومن قواعد اللعبة أن يتقابل لاعبان وجهاً لوجه في الحلبة، وأن يشبك كلاً منهما أصابع يده اليسرى من الخلف وأصابع يده اليمنى أو العكس وفي أثناء ذلك تجري حواريه أشبه بالأهزوجة الشعبية فيقول الأول أثناء حركته ألعب كرابي فيرد عليه الثاني بقوله وأشرب من عين الحاقول ويُقصد بالحاقول السمكة، التي من نوع الحاقول. دلات قهوة تجمع عدد من الطلاب حول دلات القهوة الموجودة بخيمة الحظيرة الموجودة بساحة أرض المخيم، وطلبوا من المشرف بمركز سويحان راكان العرياني بأن يطلعهم على إعداد القهوة العربية، وأن يسمح لهم بأن يتلمسوا دلال القهوة وأدب المجالس في الحظيرة، وقد استجاب لهم وأجلسهم على الرمال، وظل يحدثهم عن ماهية المجالس العربية القديمة، التي كانت تتصدرها القهوة وما تحمله من دلالات على أنها من المشروبات المفضلة لدى الأجداد، ولا تزال تتمتع بحضور قوي حتى في هذا العصر الذي نعيش فيه. بطل صغير من الطلاب الذين حازوا المركز الثاني في مزاينة سلطان للإبل العام الماضي في سويحان الطالب ناصر الكربي، الذي يبلغ من العمر 12 عاماً. ويلفت إلى أنه من هواة ركوب الإبل. ويقول: «شاركت في مسابقة عتاد المطية لكوني تدربت بشكل فردي عليها في منطقة سويحان حيث إن عائلتي من هواة اقتناء الإبل، ودائماً يدفعونني إلى ممارسة رياضتها بشكل مستمر في المزارع المنتشرة في المنطقة التي نعيش فيها، حيث إن والدي يمتلك العديد من قطعان الإبل»، مضيفاً: «حرصت على الدخول في مسابقة عتاد المطية وكنت آمل بالحصول على المركز الأول، لكنني سوف أحقق هذا النصر في الملتقى المقبل وسأعد نفسي جيداً لهذه المسابقة». عتاد المطية يشير أحمد مرشد إلى أن ساحة أرض المخيم بفضائها الواسع استقبلت الطلاب، الذين لديهم شغف دائم لممارسة أنشطتهم التراثية بها تحت مظلة «الوطن الغالي»، حيث تجمعوا على محبة الموروث الشعبي، واللافت أنهم كانوا يرددون الأهازيج الشعبية بشكل تلقائي ومارسوا ألعابهم الشعبية بمحبة خالصة تحت إشراف مجموعة من المدربين التراثيين الأكفاء، ثم انضموا لمسابقة عتاد المطية، التي كانت من أبرز أنشطة ختام الأسبوع الأول للملتقى الوطني الثاني الربيعي التي تربطهم بميراث الأجداد، وتعلمهم كيف كان المواطن الإماراتي في السابق يحتفي بمطيته ويهتم بها ويرعاها ويجهز مطيته، وفي الوقت نفسه يعرف ماهية هذا العتاد وكيفية ترتيبه، وقد خضع الطلاب إلى دورات تدريبية مكثفة قبل المشاركة في هذه البطولة التي تم اختيار طالب واحد من المراكز التابعة لنادي التراث الإمارات. واللافت إلى أن المشاركين في مسابقة إعداد المطية أظهروا براعة منقطعة النظير في إعداد وترتيب العتاد ووضعه بشكل متناسق على ظهر المطية إلى أن تم اختيار أسرع طالب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©