السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

336 طالباً وطالبة يثبتون أقدامهم على طريق التميز الدراسي

336 طالباً وطالبة يثبتون أقدامهم على طريق التميز الدراسي
10 ديسمبر 2012
لم يكن محمد يوسف الشرهان يفكر في استكمال دراسته العليا، بل كان يحلم بعمل بعد حصوله على البكالوريوس من الجامعة الأميركية بالشارقة، لكن تعرفه على معهد مصدر من خلال العرض الذي قدمه المعهد بالجامعة، وحضوره بعد ذلك ليوم مفتوح نظم قبل سنتين جعله يغير مسار طريقه، حيث التحق بالمعهد، ويعتزم الشرهان اليوم دراسة الدكتوراه من خلال بحث حول خريطة المواصلات في أبوظبي من خلال بنيتها التحتية. (أبوظبي) - تعرف محمد يوسف الشرهان على معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” وهو جامعة أكاديمية بحثية تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، حيث يعتبر أول مؤسسة دراسات عليا في العالم تختص في بحوث الطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة، من خلال اليوم المفتوح الذي تنظمه كل سنة، إذ تفتح أبوابها لطلاب بعض الجامعات والمعاهد والكليات للحصول على المعلومات عن برامجها المختلفة وإجراءات القبول والتقديم والحياة الطلابية وفرص البحث والمرافق المتطورة في الحرم الجامعي، والتعرف على الفرص المهنية المتاحة بعد التخرج، كما قدم اليوم المفتوح الذي تم تنظيمه بالمعهد السبت الماضي، فرصة للطلاب الراغبين في الالتحاق بالمعهد للالتقاء مباشرة مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب المسجلين والموظفين، كما استفاد الطلبة الزوار من جولات في مرافق حرم المعهد، الذي يضم 336 طالباً وطالبة. وتعرف الطلبة على قاعات الدراسة والمختبرات وطريقة التنقل في سيارات صديقة للبيئة، والمكتبة، حيث يضم الحرم الجامعي أرقى المباني الصديقة للبيئة وأكثرها تطورا واستدامة على مستوى العالم والذي يضم جملة من المختبرات والمساكن الطلابية والقاعات الدراسية ومكاتب أعضاء هيئة التدريس. ويعتبر معهد مصدر المكان الأمثل لدراسة مبادئ التنمية المستدامة، والعيش وفق أساليب الحياة المستدامة، حيث تقوم كل ركيزة من ركائز الحرم الجامعي للمعهد على التقنيات النظيفة المستدامة، حيث يتعلم الطالب التقليل من استهلاك الكهرباء بنسبة 50%، إذ صمم المكان بطريقة متفردة، تشكل رؤية المستقبل في ترشيد الطاقة. جولات وسمح للطلبة الزوار خلال اليوم المفتوح، بالاطلاع على هذا الصرح، الذي يعد مثالاً في خلق البيئة النظيفة، ومن أجل تسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات، لدعم وتعزيز مبادئ الاستدامة والنهوض بالمجتمع نحو الأفضل، إذ تعمل «مصدر» عبر خمس وحدات متكاملة، بما فيها معهد مصدر، الذي يعد جامعة مستقلة للدراسات العليا تركز على الأبحاث، ومن خلال هذه الهيكلية، تسعى إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة رائدة لتحويل طموحات الطاقة المتجددة إلى واقع فعلي للأعمال المجدية اقتصادياً، فضلاً عن الارتقاء بمكانة أبوظبي كمركز عالمي للجودة والتميز في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وقام الطلبة في جولة للتعرف على الحرم الجامعي، واطلعوا على جميع مرافقه، وأذهل التصميم جميع الحضور، لأنه يناسب البيئة المحلية بطريقة عصرية، فقد صمم «برج الريح» على شكل البراجيل قديما، ليشكل الوقوف أسفله انتعاشة كبيرة وبرودة توحي للزائر بأن الجو ممطر، حيث يحتوي على صفيحة ترتفع للأعلى وتشفط الهواء وتسحبه للأسفل مع رشات من الماء، أما المباني وشرفاتها وشبابيكها فهي مصممة لتحافظ على الخصوصية تماما، كما روعي في تصميمها طريقة لا تعكس أشعة الشمس بشكل مباشر إلى داخلها لتظل الأماكن مبردة. المواصلات النظيفة عن الرسائل البحثية باختلاف توجه الطلبة واهتماماتهم بالمعهد، يقول محمد يوسف المطروشي إنه يدرس هندسة وإدارة النظم والتحق بمعهد مصدر، نظرا للفرص التي يوفرها في مجال الدراسة، وهو بالسنة الثانية من برنامج الماجستير، تمهيداً لدراسة الدكتوراه. ويضيف: لم أفكر في البداية في الدكتوراه، لكن تفتحت عيناي على الكثير من الأمور في معهد مصدر الذي يعد فرصة لكل مبدع، وبالتالي فإنني أرغب في إنجاز بحث يتعلق بمجال المواصلات النظيفة في أبوظبي، وبالتحديد في وسائل النقل العام، وذلك من خلال تطوير البنى التحتية لوسائل النقل العام، من خلال إيجاد حلول وتشريعات تساعد المجتمع على استخدام وسائل النقل المتوافرة والاستغناء على وسائل النقل الخاصة بهدف تقليل معدل البصمة الكربونية للفرد الواحد، ويرى الباحث الشرهان في هذا الإطار أن ضرورة إقناع الناس وتشجيعهم على استعمال هذه الوسائل الجديدة الصديقة للبيئة من خلال بعض التحفيزات. وفي سياق آخر لفت المطروشي إلى أن معهد مصدر يقدم فرصة للطلاب سواء من حيث جودة الدراسة أو مستوى الهيئة التدريسية” كما أن مصدر أتاح لنا العيش في بيئة مستدامة خالية من الكربون مما سيساهم في تغيير حياتي للأفضل، من خلال وسائل النقل الصديقة للبيئة، ومن خلال العادات اليومية التي نستعمل فيها أسلوب حياة مستداما. توليد الطاقة من جهتها تقول ندى عبد الكريم العوضي سنة أولى ماجستير هندسة وإدارة النظم إنها التحقت بمعهد مصدر بعد تخرجها وعملها كموظفة في شركة بترولية، وتؤكد أنها سعيدة بالتحاقها بالمعهد الذي يوفر بيئة محفزة وتنافسية لتقديم الأفضل. وتضيف في ذات السياق: كنت أدرس بالمعهد البترولي سابقا، وحصلت على بكالوريوس هندسة كهربائية، وعملت سنة كاملة في مجال البترول، وبعد ذلك خاطبني معهد مصدر من خلال المعهد البترولي، ثم حضرت اليوم المفتوح الذي تم تنظيمه قبل سنتين، وبعد ما تعرفت على كل مرافق معهد مصدر، وعلى مستوى التدريس وكل الفرص المتاحة فيه أدركت أن الوظيفة لا ترضي طموحي، وفعلا عندما بدأت الدراسة والتي قضيت فيها إلى الآن 4 أشهر أحسست أن المعهد سيقدم لي فرصة أكثر من توقعاتي، بحيث لازلنا في طور التأقلم، ولم نبدأ البحوث بعد، ولكن كونت جملة من المعطيات التي أوضحت لي أن «معهد مصدر» به من التحديات ما يجعل الفرد يعطي أقصى ما لديه ليكون في المستوى المطلوب، فهناك معايير عالية للدراسة وتنافس إيجابي بين الأساتذة الباحثين، فهو يرقى إلى معايير الجامعات العالمية، بل يرقى إلى صدارتها” وتوضح العوضي أنها ستدرس خلال سنتين8 مواد بالإضافة إلى البحث. وتضيف: يقضي الطالب هنا أكثر من 50? من وقته في البحث العلمي الذي سيقدمه، بحيث ندرس ونبحث في خط متواز، وهذا مختلف عن بعض الجامعات التي تجعل البحث في آخر سلم الترتيب، وهذا ما يميز معهد مصدر الذي يضعك في محك مع الواقع، مشيرة إلى أن بحثها سيكون حول مجال توليد الكهرباء، وكيفية التحكم فيه، وترشيد الطلب على الكهرباء، وأنها تنوي استكمال دراستها والحصول على الدكتوراه. خلايا الهيدروجين يعمل معهد مصدر على استقطاب خريجي الجامعات من كل أنحاء العالم، وفي هذا الصدد يقول ألبرتو جوميث سنة أولى هندسة ميكانيكية، إنه درس بجامعة مدريد وتعرف على معهد مصدر من خلال مكتب الخريجين بالجامعة التي درس فيها، حيث درس هندسة تقنيات متعددة، موضحا أن المعهد يشكل بالنسبة له فرصة كبيرة نظراً لما يتيحه من تعليم جيد، وأن الدراسة بالمعهد تختلف عن بعض الجامعات حول العالم، لأنه يوفر بيئة بحثية جيدة. وقال إن الدراسة هنا تشكل تحديا بالنسبة لأي طالب يريد أن يطور في مجال الطاقة المتجددة، وبالنسبة لمجال البحث الذي أعمل عليه فإنني أجري بحوثي في مجال تحويل خلايا الهيدروجين إلى كهرباء وهي طاقة نظيفة” وأشاد جوميث بما وصلت إليه الإمارات من تقدم وازدهار موضحا أن معهد مصدر يشكل فرصة كبيرة لكل باحث لتطوير بحثه. البرامج الأكاديمية ويقدم معهد مصدر 8 برامج ماجستير وفقا لنظام الدراسات العليا في الولايات المتحدة وتستغرق الدراسة في كل برنامج لغاية سنتين دراسيتين وهي: ماجستير علوم الحوسبة والمعلومات، ماجستير هندسة القوى الكهربائية، ماجستير هندسة المياه والبيئة، ماجستير هندسة وإدارة النظم، ماجستير هندسة النظم الدقيقة، ماجستير الهندسة الميكانيكية، ماجستير علوم وهندسة المواد، ماجستير الهندسة الكيميائية، وإلى ذلك تقول سارة المهيري مديرة إدارة الموارد البشرية بمعهد مصدر عن اليوم المفتوح: استدعينا كل الجامعات ذات التخصصات الهندسية والعلمية وتقنية المعلومات كما وجهنا دعوات لكل الطلاب من خلال وسائل الإعلام ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا الصدد وجهنا دعوتنا لجامعة الإمارات، والجامعة الأميركية بالشارقة، وكليات التقنية، وجامعة زايد، موضحة أن الهدف هو تعريف بخريجي الجامعات بمعهد مصدر الذي تأسس كجامعة مستقلة للدراسات العليا ولا تهدف للربح، وتختص بالتعليم العالي والأبحاث العلمية الرائدة في مجالات الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وتضيف: إن معهد مصدر يرتبط بعلاقات تعاون وثيقة مع هذه المؤسسة العريقة، بهدف بناء القدرات في مجال البحث والتطوير في أبوظبي ومعالجة القضايا ذات الأهمية الحيوية لدولة الإمارات والمنطقة، وإن البحوث تروم التحديات التي تواجه المنطقة في مجال الطاقة، حيث يسعى المعهد لدعم جهود الإمارة الرامية لتنويع مصادر الاقتصاد عبر إعداد ورعاية رأس المال البشري والفكري المتميز وبناء علاقات التعاون والشراكة مع كبرى المؤسسات من أجل الإسهام في تحويل اقتصاد الإمارة إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار تماشيا مع الرؤية الاقتصادية 2030، كما يسعى المعهد ليكون مركزا للابتكار ومصدرا للكفاءات البشرية من خلال إتاحة الفرصة أمام الطلبة من ذوي المؤهلات المناسبة لمتابعة دراساتهم العليا وأبحاثهم في عدد من المجالات الحيوية. أهداف وإنجازات وتوضح سارة المهيري أن المعهد عمل على تخريج دفعتين منذ انطلاقه، الدفعة الأولى من العلماء والمهندسين72 خريجاً في خمسة برامج أكاديمية للعام الماضي، كما تخرج في مايو الماضي خمسة وخمسون شخصا في سبعة برامج ماجستير، موضحة أن المعهد يهدف بلوغ مكانة مرموقة في طليعة الجامعات البحثية الرائدة المتخصصة في مجال الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة، توفير برامج دراسات عليا وأبحاث علمية على درجة عالية من التطور، بناء القدرات البشرية في مجال الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة، الإسهام في بناء اقتصاد متنوع المصادر وقائم على المعرفة، إرساء ثقافة الابتكار وروح المبادرة وتعزيزها على المدى البعيد، تعزيز مكانة أبوظبي كمركز حيوي للعلوم والتقنيات على الصعيد العالمي. تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري لأبوظبي حول البحوث التي في طور التطبيق بالمعهد، أوضح حمزة كاظم نائب الرئيس للعمليات والشؤون المالية في معهد مصدر أن اليوم المفتوح يسلط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المعهد في تعزيز المعرفة والاستثمار في رأس المال البشري في إمارة أبوظبي. ورداً على سؤال حول التخصصات الموجودة في المعهد وإمكانية إضافة تخصص جديد وهو عن فن العمارة بالطريقة ذاتها المتبعة في معهد مصدر قال إن هناك العديد من الأفكار الإبداعية الكبيرة في المكان فيما يخص مجال العمارة، حيث يشكل رهان التقليل من استعمال أجهزة التكييف تحديا بالنسبة للمنطقة ككل، وبهذه الطريقة فإنه يجب أن ننظر للمعادلة بشموليتها، إذ ننظر لهندسة المواد، وللمياه وطريقة ترشيدها، البنية التحتية، توفير الطاقة. وأضاف: في هذا الإطار إذا نظرنا إلى الاستهلاك اليومي للطاقة خاصة في فصل الصيف، ننظر إلى أرضيات لا تعكس حرارة ولا تحتفظ بها، والزجاج على المباني وهو أكبر عاكس للشمس، وهكذا فإن مسألة إيجاد ماجستير لفن العمارة الطريقة المتواجدة في مدينة مصدر فهو تحد، ونعمل على تطبيق كل الدراسات المتعلقة به، وبالتالي سيكون هو مجال الدراسة مستقبلا بعد إجراء كل البحوث المتعلقة به، فهو حلقة من الحلقات الموجودة في معهد مصدر من حيث الدراسة والبحوث. وعن مدى تطبيق البحوث التي تم إجراؤها في معهد مصدر في الدورتين الأولى والثانية ومدى تطبيقها على أرض الواقع أوضح كاظم أنها كلها في طور التطبيق، وهناك من البحوث ما يتم اقتراحه من طرف الطلبة، وهناك من البحوث الأخرى ما يتم اقتراحه بما يتلاءم مع رؤية الشركات والمؤسسات الكبرى في الدولة بما يتوافق مع احتياجاتها في مجال الطاقة المستدامة، مؤكدا أن العديد من البحوث في طورها للتطبيق في إطار التعاقد مع العديد من المؤسسات الكبرى في الدولة. 311 ورقة بحثية لفتت سارة المهيري مديرة إدارة الموارد البشرية بمعهد مصدر إلى أن العدد الإجمالي للأوراق البحثية التي قدمها معهد مصدر تصل إلى 311 ورقة تمت مراجعتها من قبل مجلات علمية مرموقة، و330 مشاركة في مؤتمرات، بالإضافة إلى كتابين كاملين و37 كشفا إبداعيا، موضحة أنه تم حتى الآن إصدار براءة اختراع واحدة، وهناك طلب آخر لبراءات اختراع قيد الانتظار، ومن المنجزات الأخرى التي قدمها معهد مصدر إطلاق أطلس الإمارات للطاقة الشمسية خلال قمة الأرض ريو +20 في البرازيل، بالإضافة إلى تقديم براءة اختراع في الولايات المتحدة بخصوص تكنولوجيا جديدة في مجال طاقة الرياح، وتم تقديم طلب براءة اختراع مؤقتة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة لتكنولوجيا جديدة خاصة ببطارية الليثون آيون، بالإضافة لعدة إنجازات أخرى مميزة. نسبة التوطين يقدم المعهد فرص عمل للمواطنين، حيث وصلت نسبة التوطين 47 ? بين موظفيه الإداريين، ويهدف إلى استقطاب ذوي الكفاءات والخبرات في المجالات الإدارية المختلفة، سواء في مجال الموارد البشرية أو المالية أو في مجال نظم المعلومات، ويوظف كل عام خريجين جددا، وتم توظيف 12 شخصاً هذا العام، وتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي في كافة الأقسام، من تسويق وإعلام موارد بشرية نظم معلومات وكل ما يتعلق بالإدارة، وسط توجهات لرفع نسبة التوطين إلى ما بين 50 و60 ? العام المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©