دبي- سامي عبدالرؤوف:
رفعت الجهات المختصة مذكرة إلى مجلس الوزراء بشأن إنشاء مجلس أعلى للطوارئ، يختص بالتعامل مع حالات الطوارئ ''الأعاصير والتلوث والزلازل وحوادث السفن'' يضم في عضويته الجهات ذات العلاقة على المستوى الاتحادي والمحلي وعلى رأسها وزارات الداخلية والصحة وهيئات الطيران المدني بالإضافة إلى الشرطة المحلية·
صرح بذلك لـ ''الاتحاد'' معالي سلطان المنصوري وزير التطوير الحكومي رئيس الهيئة الوطنية للمواصلات، مشيراً إلى أن المجلس المقترح سيكون جهة الاختصاص في التحدث عن الطوارئ والتصريحات الإعلامية، وكذلك سيكون هو الجهة المتخذة للقرارات، منوهاً بأن المجلس سيقدم فور صدوره استراتيجية واضحة تشمل كل الجوانب خصوصا الإجراءات الواجب الأخذ بها للتعامل مع حالات الطوارئ·
وأكد المنصوري على أن إنشاء هذا المجلس أصبح ضرورة ملحة في ظل التغيرات المناخية الكبيرة موضحاً بأن المنطقة بشكل عام يمكن أن تتعرض لتغيرات مناخية كبيرة، مدللاً على ذلك باعصار ''جونو''، لافتا إلى أن الإمارات قد تكون بعيدة عن مركز الأعاصير ولكن من المهم اتخاذ كافة الاجراءات الاحتياطية· وقال إن هناك تغيرات مناخية في العالم، قد تؤثر علينا ولابد أن يكون هناك استعداد كامل حسب الطوارئ التي قد تتعرض لها الدولة خصوصا منطقة الساحل الشرقي ·
وطالب رئيس الهيئة الوطنية للمواصلات أن تستفيد الجهات المختصة من تجارب الدول المتقدمة في مجال تقليل الخسائر في حالة الكوارث، ليتماشي ذلك في خط موازي مع الاستعدادات الداخلية·
خلط الأدوار
وأتهم وزير التطوير الحكومي بعض وسائل الإعلام بالخلط بين أدوار الجهات المختصة في مسألة الأرصاد الجوية، لافتاً إلى أن البعض هاجم الأرصاد وكان من الواجب أن تعطى الأرصاد فرصة للدفاع عن نفسها، مشدداً على أن الإعلاميين كان من الواجب عليهم أن يتفهموا أن هناك أمورا يجب أن يتم التعامل معها بعقلانية·وقال: نحن كمسؤولين في الحكومة يجب أن نتعامل مع تلك الأمور ''الزلازل أو الاعاصير ''بتوازن وليس بشكل عشوائي حتى لا تؤثر على اقتصاد الدولة·
وشدد رئيس الهيئة الوطنية للمواصلات على أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي علاقة بين الأرصاد الجوية وهيئة المواصلات، فالأرصاد ليس من اختصاص الهيئة، موضحاً أن المجلس الوزاري للخدمات أصدر قراراً في شهر مارس الماضي بانشاء هيئة عامة للأرصاد الجوية والزلازل، وبالتالي فإن الاشخاص الذين صبوا اتهاماتهم على الهيئة الوطنية للمواصلات جانبهم الصواب، مؤكداً أن الهيئة تتقبل النقد ولكن يجب أن يكون في محله·
ودعا المنصوري الصحافيين إلى الإطلاع أولاً قبل الحكم، مؤكداً أن بعض وسائل الإعلام لم تتناول موضوع الأرصاد في أزمة الأعصار بالطريقة الصحيحة، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للأرصاد وهي الجهة المسؤولة ماتزال في طور التكوين لاسيما أنه لم يمض على قرار أنشائها إلا 3 أشهر، مشيراً إلى أن البيانات التي اعطيت في موضوع الإعصار كانت من إدارة الارصاد التابعة لهيئة الارصاد·
20 ألف مكالمة
وذكر رئيس الهيئة الوطنية للمواصلات، أن الهيئة كان لديها الاستعداد الكامل للقيام بدورها في الاعصار، كاشفاً أنها تلقت 20 ألف مكالمة خلال أربعة أيام ودخل الموقع الإلكتروني لهيئة 15 ألف زائر في يوم واحد رغم أنه في العادة لا يزيد عدد الزائرين عن 200 شخص، مؤكداً أن الهيئة قامت بدور جبار في موضوع الاعصار·
ولفت المنصوري إلى أن المعلومات المغلوطة التي قدمتها بعض الصحف أثارت بلبلة وكان من الممكن أن تؤثر سلباً على اقتصاد دولة الإمارات، لاسيما أن الدولة لها مكانة عالمية في مجال السلامة الجوية والنقل البري، مؤكداً أن الخسائر كان يمكن أن تكون بالمليارات وذلك لو انسقنا خلف التحذيرات غير المنطقية·
وقال وزير التطوير الحكومي: إن التعامل مع اعصار ''جونو'' أظهر بعض السلبيات مثل معالجة بعض المناطق المنخفضة عن سطح البحر والتصاميم المنفذة في البيوت القريبة من البحر، وبالتالي المطلوب الاستفادة من ذلك بطريقة ايجابية وليس النقد غير البناء، مشدداً على ضرورة تحاشي الاشكاليات التي تم افرازها·
عدد اليوم
