الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: استمرار الأسهم المحلية في صعودها يتوقف على تدفق السيولة الأجنبية

محللون: استمرار الأسهم المحلية في صعودها يتوقف على تدفق السيولة الأجنبية
20 ديسمبر 2013 21:08
يربط محللون ماليون استكمال أسواق الأسهم المحلية مسارها الصاعد لأسبوع جديد، باستمرار تدفق السيولة الأجنبية التي يتوقع تراجع وتيرتها مع بدء موسم عطلة رأس السنة الميلادية لدى مديري محافظ الاستثمار الأجنبية. وأكد هؤلاء أن الأسواق سجلت الأسبوع الماضي أعلى مستوياتها خلال 5 سنوات، وبمستويات سيولة هي الأكبر أسبوعية، بيد أن أسهم عدة أعظت إشارات خروج بعد ارتفاعات قياسية، مما يرجح معه تعرض الأسواق لعملية تصحيح باتت ضرورية ومطلوبة لتخفيف حرارة الأسواق. وحصدت الأسهم خلال تعاملات الأسبوع الماضي مكاسب قياسية جديدة بقيمة 18,7 مليار درهم، جراء ارتفاع مؤشر سوق الإمارات المالي بأكثر من 3%، محصلة صعود سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 3,4%، وسوق دبي المالي بنسبة 2,7%. جني أرباح وسندات إعمار وقال نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، إن الأسواق تابعت موجة الصعود للأسبوع الخامس على التوالي، مستمدة الدعم من تحسن أسعار اسهم البنوك والعقار، مشيراً إلى محاولات جني الأرباح شهدتها الأسواق خلال الأسبوع، مما خفف من حدة الفقاعة السعرية من الناحية الفنية، غير أن السيولة الجديدة أدت إلي استيعاب عمليات جني الأرباح مع تحسن المؤشرات القياسية. وأوضح أنه لوحظ أن أية تخارج من سهم أو من سوق معين، يتبعه إعادة استثمار السيولة في أسهم أو سوق آخر محلي، ويوحي ذلك على أن ثقة المستثمرين لا تزال مرتفعة، ويتم إعادة تدوير السيولة المتوفرة في الأسواق المحلية. وأكد أن الأمور لا تزال إيجابية وتؤشر على استمرار تحسن أسعار الأسهم مستقبلاً، ولكن من الناحية الفنية دخلت أسهم عدة في المنطقة الحمراء، مما يرفع من احتمالات عمليات التصحيح على بعض الأسهم، وخصوصا الأسهم التي شهدت تحسناً كبيراً خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وأضاف: «نظرا لحجم السيولة التي تدخل الأسواق فانه من المتوقع أن تكون طبيعة التصحيح محتملة. وقال فرحات إن من الأخبار التي قد يكون لها تأثير على أسعار بعض الشركات المدرجة موافقة مجلس إدارة إعمار العقارية على طلب تحويل لسندات إلى اسهم بعدد 18,7 مليون سهم من اصل 387 مليون سهم بتكلفة 4,38 درهم للسهم الواحد تشكل حوالي 6% من رأس المال. وأوضح أنه بالرغم من تخوف المستثمرين من قيام حاملي السندات ببيع الأسهم على هذه الأسعار، والضغط على سعر السهم إلا أنها من منظور آخر فانه من الأفضل بيع هذه الأسهم على هذه الأسعار عوضاً عن بيعها على أسعار مرتفعة، حيث أن تقييم السعر العادل للسهم يتراوح ما بين 8,5 إلي 9 دراهم من دون تأثير طرح الأسهم الجديدة ومن تأثير انخفاض تكلفة أعباء فوائد الـ 7,5% على الشركة، مع العلم أن هذه التقييمات لا تأخذ بعين الاعتبار المشاريع الجديدة التي أفصحت عنها الشركة مؤخرا وخصوصا بعد فوز دبي بإكسبو 2020. وبين أن عمليات تحويل السندات إلى اسهم ستتم تدريجياً، بحيث أن تأثيرها لن يكون لها سوى تأثير مؤقت على سعر السهم. وأشار فرحات أيضا إلى إعلان هيئة التأمين اعتزامها دراسة حزمة من الإجراءات التحفيزية لتشجيع شركات التأمين على الاندماج، الأمر الذي يفسر ارتفاع أسعار شركات التأمين الصغيرة، وخصوصا شركات التأمين الإسلامية خلال الفترة الماضية. وقال إن من الأخبار المتداولة غير المؤكدة بين المستثمرين، تتعلق بفوز إحدى الشركات العقارية الكبرى في أبوظبي بعقد بقيمة 5 مليار درهم، سوف يتم الإعلان عنه قريباً، فضلاً عن خبر آخر تعلق بإعلان شركة الواحة كابيتال عن استحواذ شركة إيركاب التابعة لها على شركة التمويل التأجيري الدولية من المجموعة العالمية الأميركية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع كبير في سعر سهم الواحة. وأضاف أن سعر شركة ايركاب المدرجة في سوق نيويورك المالي اغلق على سعر 35 دولار للسهم الواحد يوم الأربعاء بارتفاع قدره 15,57 دولار أو حوالي 80% عن إغلاقه نهاية الربع الثالث، محققة ربح ورقي غير معلن في الميزانية يصل إلي 1,71 مليار درهم. حرارة الأسواق ومن جانبه، قال المحلل المالي محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن الأسواق تخالف كافة التوقعات التي كانت مع بدء مرحلة تصحيح بعد الارتفاعات المتتالية منذ الفوز باستضافة معرض أكسبو، ويعود ذلك إلى قوة السوق وزخم السيولة المتجهة إلى أسهم منتقاة في مقدمتها سهم شركة إعمار العقارية. وأضاف أن شريحة من المستثمرين قامت بعمليات جني أرباح وتسييل جزء من أصولها قبل الإعلان عن الفائز باستضافة أكسبو 2020، وعادوا للشراء بعدما اتضحت الرؤية أمامهم بأن اكسبو في دبي سيكون المحفز للأسواق خلال المرحلة المقبلة، الأمر الذي أوجد قوة دفع للأسواق في توقيت غير معتاد في نهاية العام. وأوضح أنه في مثل هذا الوقت من نهاية العام، عادة ما يلجأ مدراء محافظ وصناديق الاستثمار إلى تسييل أصولهم بهدف تعظيم مكاسبهم قبل إغلاق دفاترها المالية للعام، لكن ما حدث أن دخول مشترين جدد للاستفادة من التوزيعات النقدية المتوقع أن تكون أفضل عن العام الحالي، وبناء مراكز جديدة عند مستويات الأسعار الحالية قناعة بأنها ستشهد قفزات جديدة في الربع الأول، ساهم في إبقاء الأسواق على نشاطها القوي. وقال ياسين:» ما يخيف الآن أن حرارة الأسواق ارتفعت بدرجة كبيرة، يخشى معها أن تصل إلى مستويات سعرية تكون قد استبقت بها نتائج الشركات وتوزيعات أرباحها، وتصبح أسعار بعض الأسهم أعلى من أرباحها». وأضاف أن استمرار دخول سيولة جديدة في ظل عدم وجود شركات جديدة، سيؤدي إما إلى اضطرار المستثمرين إلى الشراء الأسهم بمستويات قياسية غالية أو تعرض الأسواق لموجة من التصحيحات القاسية، موضحاً أن أسعار اسهم بعض الشركات أخذت أرباح عامين مقبلين، الأمر الذي يعني أنه من الصعب الاستمرار في هذه الارتفاعات. وتوقع أن تدخل الأسواق بدءاً من الأسبوع الحالي مرحلة من التقاط الأنفاس مع دخول موسم عطلات رأس السنة، الأمر الذي ربما تتراجع معه قوة الشراء الأجنبي الذي يقف وراء الارتفاعات الحالية للأسواق، لكن بمقدور السيولة المحلية أن تحافظ على المستويات السعرية الحالي خصوصاً لأسهم لا يتداول المستثمرون الأجانب بها. وأكد ياسين أن أسواق الإمارات ستنهي العام الحالي بنسب نمو قياسية تقترب من 100% في سوق دبي المالي، مما يجعلها في مقدمة الأسواق المالية الأفضل أداءً ليس في المنطقة فقط بل بين مؤشرات البورصات العالمية. عوامل مؤثرة الأمر ذاته أكده المحلل المالي وضاح الطه، مضيفاً أن العام 2013 يعتبر استثناءا لأسواق الأسهم الإماراتية التي تعتبر أفضل الأسواق أداءً عالميا، حيث تتجاوز ارتفاعات سوق دبي المالي 90% وسوق أبوظبي للأوراق المالية 60%. وأضاف أن الأسواق المحلية تأثرت بمجموعتين من العوامل، الأولى حقيقية موجودة على أرض الواقع، وتتعلق بالاقتصاد الكلي وحالة النمو التي تسجلها القطاعات الاقتصادية المختلفة، فضلاً عن أرباح الشركات، والمجموعة الثانية استباقية لعدد من الأحداث منها الاندماج المرتقب بين سوقي أبوظبي ودبي الماليين، والانضمام إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة في مايو المقبل، واستضافة دبي لمعرض أكسبو 2020. وأضاف أن الأسواق المالية عادة ما تستبق حركة الاقتصاد والأحداث المهمة وتخصمها من الأسعار، لكن رغم الارتفاعات لا تزال الأسواق غير متضخمة، ويرجع ذلك إلى أننا نمر بمرحلة موسمية في نهاية العام المالي، تكون فيها عمليات جني الأرباح نشطة من قبل محافظ وصناديق الاستثمار التي تعمل على تحويل الأرباح غير المحققة إلى أرباح محققة في دفاترها المالية. وأوضح أنه من الطبيعي أن تلجأ محافظ الاستثمار إلى البيع في هذا التوقيت بعد مكاسب قياسية على مدار العام المالي، وفي ذات الوقت يحاولون الدخول مجدداً عند مستويات سعرية أقل، لكن في المقابل هناك شريحة من المستثمرين تعاود الدخول للأسواق بالشراء، بهدف الاستفادة من التوزيعات النقدية المتوقعة من الشركات في الربع الأول، وهو ما يبقي الأسواق على نشاطها. وأضاف الطه، إن وزن المحافظ في التداولات اليومية للأسواق محدود للغاية، حيث يسيطر المستثمرون الأفراد على حركة التداولات، لكن يتوقع في الفترة المقبلة ومع الانضمام إلى مؤشرات مورجان ستانلي أن ترتفع حصة المحافظ الاستثمارية، خصوصاً مع توقعات دخول محافظ مؤسساتية أجنبية. وقال ، إنه من المتوقع أن تكون توزيعات الأرباح على المساهمين عن العام المالي الحالي أفضل ومجزية مقارنة بتوزيعات العام الماضي، ولهذا السبب نشهد دخولاً قويا من جانب شريحة من المستثمرين تتطلع إلى التوزيعات التي ستكون محفزة للأسواق خلال الربع الأول من العام. وأشار إلى المكاسب المحققة من وراء الاستثمار في الأسهم مقارنة بالاستثمار في مجالات أخرى، حيث يصل العائد على القيمة السوقية في سوق دبي المالي 6,2% ومكرر ربحية 17 مرة لسنة كاملة، ويصل العائد في سوق أبوظبي للأوراق المالية 8%، ومكرر ربحية 12,7%. وأضاف:» هذه المؤشرات تعد إيجابية للغاية، وتعتبر جاذبة عند التقييم، وإن كانت في حالة سوق دبي المالي أعلى نسبياً، لكن إذا ارتفعت الأرباح بشكل مناسب لن تسمح للسعر بالتأثير على القيمة السوقية». ومن جانبه، ارجع المحلل المالي حسام الحسيني، النشاط المستمر للأسواق إلى عمليات الشراء المؤسساتية للأجانب والتي استهدفت سهم شركة إعمار العقارية على مراحل استهدفت دفع السهم من مستوى 6,15 درهم إلى مستوى الدراهم السبعة، وعندها نفذت المؤسسات الأجنبية عملية جني أرباح، وعادت بعدها لمرحلة جديدة دفعت السهم إلى مستويات سعرية جديدة. وأضاف أن كثير من المستثمرين ممن لديهم سيولة وتحفظوا على دخول الأسواق في مرحلة قبل الإعلان عن حسم ملف أكسبو اندفعوا بالشراء بعد إعلان فوز دبي باستضافة المعرض الدولي، الأمر الذي ساهم في موجة جديدة من الارتفاعات غير المعتادة في مثل هذا التوقيت من العام والذي عادة ما يتسم بجني الأرباح أكثر من الشراء. وأشار إلى أن الارتفاعات التي شهدتها الأسواق تركزت على أسهم محددة في مقدمتها سهم إعمار العقارية وبنك دبي الإسلامي، واستهدفت في الأساس من قبل المستثمرين الأجانب الذين لديهم معلومات غير معلنة بشأن شركة إعمار، موضحاً أن جني الأرباح متوقف على سلوك المستثمرين الأجانب في الأساس، وما إذا كانوا سيواصلون الشراء أم يقوموا بعمليات تسييل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©