مجلس أبوظبي- سنغافورة بداية حقيقية لتعميق الشراكة الاقتصادية

جاء إطلاق مجلس أبوظبي - سنغافورة في منتصف العام الماضي في سنغافورة ليدشن البداية الحقيقية لتعميق الشراكة الاقتصادية بين ابوظبي وسنغافورة على المستويين الرسمي والخاص، لاسيما وإن هناك الكثير الذي يجمع بين البلدين، فكلاهما يؤمن بحرية التجارة ولديه اقتصاد حديث يتسم بالديناميكية، إلى جانب ما يتمتعان به من إرساء معايير جديدة فيما يتعلق بالاستثمار العالمي في القطاعين العام والخاص· وتعكس الاتفاقات العديدة التي وقعت خلال أعمال المجلس الرغبة الشديدة لدى الجانبين للاستفادة من الفرص والامكانات المتوفرة لدى كل منهما في المجالات المختلفة، خاصة وان الإمارات تعتبر ثاني اكبر مستثمر في سنغافورة من منطقة الشرق الاوسط· وشهد المجلس الذي اطلق في يونيو ،2007 توقيع مذكرة تفاهم بين ابوظبي وسنغافورة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين، إلى جانب توقيع شركة الدار العقارية لاتفاقية شراكة مع شركة كيبال السنغافورية للتطوير، وتنص الاتفاقية على أن تقوم الشركة السنغافورية بتطوير بعض قطع الأراضي لحساب شركة الدار في مشروع شاطئ الراحة في أبوظبي، حيث ستقوم الشركة السنغافورية بتوفير التمويل اللازم· وكما وقعت شركتا ''مبادلة للتنمية''، و''كابيتالاند'' اتفاقية شراكة لإنشاء مشروع عقاري متكامل، حيث تنص هذه الشراكة على تبادل الخبرات والمصادر لإدارة وتطوير هذا المشروع في وسط أبوظبي، الذي سيتم بناؤه في المنطقة المحيطة باستاد مدينة زايد الرياضية، ويضم وحدات سكنية، ومحلات ومرافق ترفيه· وعلى هامش اجتماع المجلس أعلن بنك الخليج الأول عن تدشين مكتب تمثيل إقليمي له في سنغافورة، وذلك للمساعدة في دعم المشاريع المشتركة بين رجال الأعمال في كل من أبوظبي وسنغافورة· كما وقعت دائرة الخدمة المدنية اتفاقية تعاون مع الجانب السنغافوري، تهدف إلى الاستفادة من التجربة السنغافورية ونقل الخبرة والتدريب للكوادر الإماراتية في مجال التنمية البشرية، وتطوير وإعادة تأهيل الكوادر الوطنية، وتنمية مهارات وكفاءات العاملين في مجالات التنمية والقطاع الحكومي بشكل خاص· وخلال فعاليات مجلس أبوظبي - سنغافورة الاقتصادي، أعلنت شركة الاتحاد للطيران الناقل الوطني لدولة الإمارات عن تدشين خط طيران مباشر من أبوظبي إلى سنغافورة، فيما شهد المجلس لقاءات ثنائية مكثفة بين رجال الأعمال الإماراتيين ونظرائهم السنغافوريين للتباحث معهم في آليات شراكة ثنائية، والدخول معهم في إقامة مشاريع استثمارية مشتركة سواء داخل أبوظبي أو في سنغافورة· وتتمثل الأهداف الرئيسية للمجلس في تحديد مجالات التعاون بين الشركات في أبوظبي وسنغافورة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الأعمال في أبوظبي وسنغافورة من أجل استكشاف فرص الاستثمار المشترك في البلدين أو في بلدان ومناطق أخرى، بالإضافة إلى توفير منبر لتبادل المعلومات بين قطاعي الأعمال في كل من أبوظبي وسنغافورة بشأن الشؤون الاقتصادية وفرص الأعمال· ويرى الجانب السنغافوري أن هناك عدة مجالات متاحة للشراكة والتي تشمل العقارات والتعليم والرعاية الصحية وخدمات الحكومة الإلكترونية، ففي مجال التعليم مثلاً تعمل الهيئة الوطنية للتعليم السنغافورية على تقديم خدمات استشارية لمجلس أبوظبي للتعليم فيما يتعلق بإنشاء معهد لتدريب المعلمين، وهناك فرص جيدة للاستفادة من الإمكانات الكبيرة لسنغافورة في تطبيق أنظمة تقنية معلومات من أجل الارتقاء بنظم التعليم بما في ذلك نظم التقييم الأكاديمي·