شراكة استراتيجية بين الإمارات وسنغافورة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة

حافظت الإمارات خلال العام الماضي على المرتبة الثامنة عشرة بين أكبر الشركاء التجاريين بالنسبة لسنغافورة على المستوى العالمي والمرتبة الثانية بين دول الشرق الأوسط· ونما التبادل التجاري خلال العام الماضي، بواقع 8% وبلغ نحو 12,5 مليار دولار، مقابل 11 مليارا و680 مليون دولار خلال العام ،2006 وسجلت قيمة الصادرات السنغافورية إلى الإمارات في العام قبل الماضي 5,05 مليار دولار والواردات من الإمارات 6,64 مليار دولار، بحسب بيانات مجلس الأعمال السنغافوري· وأفادت البيانات أن اعتماد الامارات على الواردات ومعدلات الدخل المرتفع، تبقيها سوقا واعدة للمنتجات السنغافورية، وتتألف الصادرات السنغافورية إلى الإمارات بشكل رئيسي من البضائع الإلكترونية والمواد البتروكيمائية· وذكر تقرير لمجلس الأعمال أن الشركات السنغافورية تنظر إلى الإمارات على أنها مركز توريد رئيسي للعديد من الأسواق الهامة مثل إيران والعراق وشرق أفريقيا ودول الكمنولث المستقلة ودول أوروبا الشرقية، كما تعد سنغافورة نموذجاً للتطور تقتدي به العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، حيث تعد مثالاً مهماً في الاستفادة من مساهمات القطاع الخاص من أجل تحقيق التقدم في كافة المجالات· وترتبط حكومة سنغافورة مع دول مجلس التعاون الخليجي باتفاقية للتجارة الحرة وتشمل مجالات عديدة منها الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية، وتسمح لسنغافورة ودول المجلس بحرية دخول أسواق بعضها البعض بدون رسوم ضريبية، الأمر الذي يساهم في تعزيز روابط التجارة والاستثمار والعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين الجانبين· وسبق أن أعلنت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي خلال مباحثات مع وفد اقتصادي سنغافوري عزمها العمل على أن تتحول علاقات التعاون الاقتصادي مع سنغافورة إلى شراكة اقتصادية استراتيجية تلعب فيها سنغافورة دوراً أكبر في التنمية الاقتصادية في أبوظبي، للاستفادة من خبرات سنغافورة في قطاعات مختلفة وخاصة في التنمية السياحية والرعاية الصحية والإنشاءات وفي الصناعات المتقدمة بصورة خاصة· وأكدت الغرفة أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب التي اكتسبتها سنغافورة عن طريق إقامة شراكة اقتصادية استراتيجية، خاصة مع التركيز الذي توليه أبوظبي لتطوير القطاع الصناعي، وهو ما يمكن أن تلعب فيه سنغافورة دوراً مهماً لدعم التنمية الاقتصادية في أبوظبي، الأمر الذي يتطلب قيام الشركات والمؤسسات السنغافورية بتعزيز مساهمتها في المشروعات التي تنفذها أبوظبي، وفي ظل حالة الانتعاش الاقتصادي التي تعيشها العاصمة ضمن برنامج للتوسع الاقتصادي لتحقيق تقدم شامل ومستدام· ولتعزيز العلاقات التجارية والسياحية بين الامارات وسنغافورة بدأت القنصلية السنغافورية في دبي مطلع العام الجاري تطبيق تسهيلات سياحية جديدة للمسافرين الإماراتيين، بافتتاح وكالتين جديدتين في دبي لاستقبال طلبات الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول من المقيمين في الدولة· وتعتبر القنصلية أن هذه الخطوة تأتي في ضوء الزيادة المطردة في أعداد طالبي الحصول على تأشيرة الدخول إلى سنغافورة من منطقة الشرق الأوسط عامة، والإمارات خاصة· وقال ''ديليب ناير'' قنصل عام جمهورية سنغافورة في دبي إن سنغافورة تشهد زيادة مطردة بلغت 19 بالمئة في أعداد الزائرين المتوافدين إليها من الدولة، كما كانت سنغافورة على الدوام وجهة سياحية وترفيهية مفضلة ومريحة بالنسبة إلى المواطنين والمقيمين في الدولة· وقال إن إطلاق هذه الخدمة الموسعة سيجعل السفر خلال العام الحالي إلى سنغافورة التي يعني اسمها حسب الأسطورة المتوارثة ''مدينة الأسد'' أسهل من ذي قبل· وأضاف: لاشك أن وكالتي ''في إس أيه'' و''أورانوس للسياحة والسفر'' اللتين تم اعتمادهما لاستقبال طلبات السفر ستوفران خدمة متكاملة لتسهيل عملية تقديم الطلبات للحصول على تأشيرة الدخول من دبي، بما في ذلك نظام تقديم الطلبات عبر الإنترنت للراغبين في الحصول على خدمة سريعة· وقال ''ديليب ناير'' يمكن للراغبين في السفر إلى سنغافورة أن يقدموا طلباتهم عبر أي من الوكالتين المذكورتين، علماً بأن عملية تقديم الطلبات في غاية السهولة وهي مبنية على نظام متقدم عبر الإنترنت يُعرف باسم ''نظام تقديم طلبات تأشيرات الدخول إلكترونياً''· وأشار الى وجود أكثر من 800 شخص سنغافوري يعيشون في الإمارات، وأكثر من 2008 شركة سنغافورية تمارس أعمالها في الدولة· وقال ''جايسون أونج'' المدير الاقليمي لهيئة السياحة السنغافورية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: نعمل بكل جهد على تدعيم التعاون بين الامارات وسنغافورة، حيث إن الإجراءات الجديدة بمثابة نقلة نوعية لتعزيز الحركة السياحة السنغافورية القادمة من الإمارات، خاصة أن مواطني الإمارات لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول عند سفرهم إلى سنغافورة، بينما مواطنو العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا مدعوون إلى زيارة موقع وزارة الشؤون الخارجية السنغافورية للتحقق من قائمة الدول التي يحتاج رعاياها إلى تأشيرة دخول إلى سنغافورة· 45% حصة أينوك في مشروع تخزين وقود الطائرات أبوظبي (الاتحاد)- تستثمر مجموعة بترول الإمارات المحدودة (اينوك) في مشروع لتخزين وقود الطائرات في سنغافورة البالغ تكاليفه 135 مليون دولار (496,8 مليون درهم) قائم ومستمر من خلال شركة هورايزن للتخزين المحدودة التابعة للمجموعة، وبواقع 45 في المئة بما يوازي 60 مليونا و750 ألف دولار (223 مليونا و560 ألف درهم)، ويستهدف توريد وقود الطائرات للصين، في مرحلته الأولى وخدمة مناطق أخرى مستقبلا· استثمار تساهم في مشروع عقاري فندقي أبوظبي (الاتحاد)- تبدي الشركات الشرق اوسطية اهتماما بسنغافورة نظرا لتنامي العلاقات التجارية والسياسية بين المنطقتين ولموقع سنغافورة الاستراتيجي على مفترق طرق القوتين الاقتصاديين العظميين للصين والهند والبيئة الاجتماعية والسياسية المستقرة لهذه الدولة- المدينة· وتعمل أكثر من 250 شركة شرق اوسطية حاليا في سنغافورة اضافة الى حضور شرق اوسطي في القطاع العقاري السنغافوري سواء من خلال أفراد يشترون منازل خاصة او صناديق استثمارية تستثمر في مشاريع عقارية كبرى· ومن أبرز وأحدث المهتمين بالقطاع العقاري السنغافوري شركة استثمار التي تتخذ من دبي مقرا لها والتابعة لمجموعة دبي العالمية التي تشمل استثماراتها جزر النخلة بدبي· وتمكنت استثمار بالتعاون مع شركة ''سيتي ديفيلوبمنتس لمتد'' السنغافورية ومجموعة ايلاد ومقرها اميركا الشمالية في ضخ 1,689 مليار دولار سنغافوري (1,126 مليار دولار امريكي) لتطوير مشروع عقاري تجاري على مساحة 3,5 هكتار في منطقة بيتش رود· وتقدر تكلفة مشروع ''ساوث بيتش'' بحوالي 2,7 مليار دولار سنغافوري (1,8 مليار دولار امريكي) وسيضم وحدات من المساحات المكتبية والفنادق الفاخرة والمجمعات السكنية الراقية، وتستهدف سنغافورة استقطاب حصة من استثمارات المستثمرين من دول الخليج في القطاع العقاري، من خلال إبراز سنغافورة كخيار استثماري· دناتا تشتري 78,4% خدمات مطار تشانجي أبوظبي (الاتحاد)- تتنوع أعمال الشراكة بين المؤسسات الاماراتية ونظيراتها السنغافورية، فشركة دناتا التابعة لمجموعة طيران الامارات تمتلك حصة نسبتها 78,4% من أسهم شركة خدمات مطار تشانجي الدولي في سنغافورة (سي أي ايه اس) CIAS التي تتولى تقديم خدمات المناولة الأرضية هناك، وتملك الأسهم شركة ''تيماسيك هولدينجز''، وهي مؤسسة استثمارية آسيوية تتخذ من سنغافورة مقراً رئيسياً لها· وتعتبر دناتا بأن تجربة الاستثمار في سنغافورة من أفضل التجارب للشركة خارج حدود الدولة، مؤكدة أن شركة خدمات مطار تشانجي الدولي تتمتع بشهرة واسعة ولديها خبرات جيدة وعاملون على مستوى عال من الإعداد والتدريب، حيث تجمع دناتا وشركة خدمات مطار تشانجي الدولي قواسم مشتركة كثيرة تضمن لنا الحفاظ على مكانة المطار كمحور رئيسي لحركة النقل الجوي العالمية· وتقوم شركة خدمات مطار تشانجي الدولي بأعمال المناولة الأرضية في سنغافورة إلى جانب شركة أخرى· وشملت عملية البيع جميع أسهم ''تيماسيك هولدينجز'' في الشركة، ويملك الحصة المتبقية، ونسبتها 21,6%، خمسة مساهمين آخرين· وتأسست ''تيماسيك هولدينجز'' وتدير استثمارات متنوعة في سنغافورة والهند وكوريا والولايات المتحدة الأميركية في قطاعات النقل والشحن والمصارف والخدمات المالية· وتبلغ القيمة السوقية لأسهم الشركة المدرجة في بورصة سنغافورة 90 مليار دولار سنغافوري· وتشمل عمليات شركة خدمات مطار تشانجي الدولي مناولة الشحن والركاب والأمتعة وخدمات الطعام وساحة المطار والعمليات الجوية· وتقدم الشركة خدماتها أيضاً في مطار كوانجو بيان الدولي في الصين·