الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجسم ألمنيوم لقلعة المقطع بأبوظبي في «جينيس»

مجسم ألمنيوم لقلعة المقطع بأبوظبي في «جينيس»
10 ديسمبر 2012
دخل اسم الإمارات مجدداً إلى البوابة العالمية عبر كسر الرقم القياسي المسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لأكبر هيكل في العالم مصنوع من عبوات الألمنيوم. وتمكن 30 شاباً مواطناً من متدربي دورة الإعداد الوظيفي في شركة «إيمال» الحكومية أمس الأول من إتمام تشييد مجسم عملاق على شكل قلعة المقطع التاريخية، مستخدمين ما يزيد على 46 ألف و556 عبوة ألمنيوم. أي بفارق 11 ألف عبوة تقريبا عن آخر إنجاز من نوعه تضمنته الموسوعة العام الفائت لعمال يابانيين. الإعلان عن الفوز بالحدث الأسطوري المشرف، جرى عند شاطئ شركة الإمارات للألمنيوم «إيمال» في منطقة الطويلة، وذلك ضمن أجواء احتفالية حضرها نحو 2000 شخص حيث أقيم يوم المرح العائلي وسط عدد من الفعاليات الترفيهية والتثقيفية. وكان الحدث الأبرز شموخ قلعة «المقطع» بخيلاء، إذ حضر الماضي بفخر ليتصافح مع حداثة الحاضر في موعد يعكس واقع الإنجازات اللامعة التي تحققها البلاد من خلال مؤسساتها الوطنية. ويكشف عن المزيد من خطط النجاح الذي ترسمه ملامح المستقبل وتنفذه سواعد الأجيال الناشئة. الماضي والمستقبل وتورد هند بالسلاح تنفيذي أول فعاليات في «إيمال» أن فكرة الإطلالة البارزة عبر تحطيم الأرقام القياسية في «جينيس» جاءت تماشيا مع النهج الوطني المتبع في الشركة، وهو الاعتزاز بالماضي من خلال الحاضر المضيء تمهيدا للمضي قدما باتجاه الخطوات اللافتة في المستقبل. وتقول إن موسوعة «جينيس» العالمية لطالما كانت معيارا دوليا للتميز والجهود الاستثنائية، والتي تنسجم مع طموحات الكثير من المنشآت الحكومية في الإمارات. وتذكر هند بالسلاح أن اختيار قلعة المقطع لتكون موضوع الهيكل المشيد، جاء من صميم تقديرها كأحد أهم المعالم التاريخية في البلاد. إذ يعود بناء القلعة الرمزية إلى 200 عام، وهي شهدت الكثير من الملاحم الوطنية كصورة مشرقة للعاصمة أبوظبي التي تحمل دائما راية تعزيز الوجه الحضاري لكافة إمارات الدولة. وتتحدث تنفيذي أول فعاليات في «إيمال» هند بالسلاح عن أهمية خوض هذه المبادرة التي تعتبر خطوة أولى في مسيرة الألف ميل التي تسعى إليها «شركة الإمارات للألمنيوم». وتقول إن فكرة كسر الرقم القياسي للهيكل المشيد في اليابان ولدت قبل 6 أشهر، غير أن عملية التنفيذ لم تستغرق أكثر من 6 أيام. وتشير إلى أن الشباب الإماراتيين من المتدربين الفنيين في «إيمال» اختاروا البدء بأعمال التشييد مباشرة بعد ذكرى قيام الاتحاد حيث عمت البلاد الاحتفالات باليوم الوطني 41. وذلك من منطلق استكمال أجواء الولاء للوطن التي يعيشها الجميع. وتذكر هند بالسلاح أن الشركة الوطنية «الإمارات للألمنيوم» تربط إنجازاتها مع الحرص على إطلاق الأنشطة الاستثنائية، حيث تسعى دائما إلى إشراك الموظفين وعائلاتهم بأي نجاح تحققه أو تسعى إليه. وتوضح أنها المرة الأولى التي يقام فيها يوم ترفيهي على شاطئ مصهر الشركة، الأمر الذي ينعكس إيجابا على طبيعة المكان الذي تغلب عليه السمة الصناعية. وتشير هند بالسلاح إلى أن الأنشطة المرافقة لتتويج الإمارات على قائمة موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، تأتي بمثابة التكريم لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الذي يصب أولا وأخيراً في رصيد الإنجازات الوطنية. وتلفت إلى أن هيكل قلعة المقطع المصنوع من الألمنيوم سوف يبقى رمزا مشرفا، حيث سيتم نقله ليستقر دائما عند الباحة الخارجية للشركة. وذلك اعتزازا بشعار «إيمال» الذي يؤكد دائما على ثلاثية الإخلاص والتفاني لكل من الماضي والحاضر والمستقبل. شروط عمرانية ويذكر عيسى الفلاسي مهندس مشاريع أول أن الإعداد لمشروع تشييد مجسم قلعة المقطع مر بخطوات عدة، كان أولها الحصول من «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» على كافة المعلومات الرقمية والهندسية المتعلقة بهذا المعلم التاريخي. ويشرح أنه كان من الضروري الحفاظ على التركيبة الحقيقية للقلعة، مع الأخذ في الاعتبار مسألة النسبية في مقاسات التصميم والمحيط الدائري لمختلف مستويات البناء. والذي وإن يبدو انسيابي الرسم غير أنه يخضع لشروط عمرانية دقيقة، ولاسيما مع كونه مشيدا على أساس الالتفاف على القاعدة الضخمة. ويقول عيسى الفلاسي إنه بعد تسلم الخرائط الهندسية من اللجنة المسؤولة، بدأت دراسة المشروع وتجهيز المخططات اللازمة. ومعها نحو 60 ألف عبوة ألمنيوم، علما أنه لم يستخدم منها سوى 45 ألف عبوة جديدة. ويوضح مهندس المشاريع أنه خلال إنجاز المجسم كانت نية دعم الرسالة البيئية باستخدام عبوات مستعملة، موجودة. غير أن المعوقات التي منعت ذلك تلخصت في شروط المسابقة والتي تتطلب استخدام المواد القوية والخالية من الشوائب. وهذا ما لا يمكن توفيره إلا في العبوات التي لم تستعمل من قبل ولم تتعرض لأي التواءات، ولاسيما أن المستعملة منها كان لابد من غسلها مما يتطلب المزيد من الوقت. ويؤكد عيسى الفلاسي أن المجسم الفائز بالرقم القياسي، تطلب من الكوادر المواطنة جهدا عاليا، خصوصا أن عملية التنفيذ واجهت الكثير من التحديات. والتي كانت تظهر مع إعداد القوالب التي من شأنها أن تستوعب العدد الهائل من العبوات المرصوصة. ويورد أنه تم استخدام 37 نموذجا للقوالب من مختلف الأحجام، تم توزيعها بمعدل 12 قالبا على كل طبقة من طبقات القلعة التي تتألف من 43 طبقة. تصميم وإصرار ويقول محمد الحمادي المسؤول عن الشباب الإماراتيين الـ 30 الذين قاموا بإنجاز الهيكل الوطني، إن الجميع كانوا يعملون بمعدل 8 ساعات في اليوم بجهد ونشاط واضعين في اعتبارهم ضرورة التفوق لرفع اسم الإمارات عاليا. ويلفت إلى أن الزيارات اليومية للمشروع، والتي كان يقوم بها سعيد فاضل المزروعي الرئيس والمدير التنفيذي للشركة كانت تزيد من حماس الموظفين وتدفعهم إلى المزيد من الإصرار. ويعتبر محمد الحمادي أنه من المفيد جدا أن تقام مثل هذه المشاريع بشكل دوري، مما يعزز من قدرات المؤهلات الشابة. ولاسيما أن مشروع مجسم قلعة المقطع هو وطني بامتياز، بدءا من الفكرة إلى أعمال التصميم والتنفيذ والإشراف. وهو يؤكد أن شركة «إيمال» تسعى جاهدة منذ تأسيسها عام 2007 إلى زيادة الكوارد المواطنة ضمن هيكلها الوظائفي تحقيقا للأهداف السامية التي تنادي بها القيادة الرشيدة. ويذكر المتدرب الفني علي أحمد عبدالله أنه يشعر بالفخر لمشاركته في هذا العمل الإبداعي الذي يدخل التاريخ عبر سواعد شباب الوطن. ويوضح أن المعضلة الوحيدة التي واجهته وزملاءه هي عملية لصق العبوات ببعضها البعض. وذلك عبر «السوبر جلو» حينا وعبر «السليكون» حينا آخرا. ومع ذلك فهو يعتبر أن أي جهد يتبدد مع مفهوم تقديم ولو جزء بسيط من المبادرات إلى دولة الإمارات التي لم تبخل على أبنائها بالكثير من النعم. ويقول علي أحمد عبدالله إنه مهما كانت الانجازات الفردية والمؤسساتية كبيرة فهي ليست بكثيرة على الدولة التي تستحق من الجميع ولو المحاولات لرد الجميل. الموقف نفسه يسجله المتدرب الفني سعود الكعبي الذي لم يكن يتوقع أن ينضم إلى قائمة المشاركين في هذا الإنجاز الاستثنائي بعد أشهر على تعيينه في شركة «إيمال». وهو يذكر أن أجمل ما في المشروع أن الجميع كانوا يعملون يدا واحدة بهدف تحقيق أعلى مستوى من الجودة لاستحقاق هذا الفوز العالمي. ويرى سعود الكعبي أن من يذوق طعم النجاح في أي من الإنجازات الوطنية المهمة، لاشك بأنه لن يرضى بعد ذلك بأقل من التميز والمشاركة في تقديم المزيد من المبادرات. وهذا من شأنه أن يرفع معايير العمل الراقي الذي تسعى إليه كافة الهيئات والجهات الحكومية والخاصة في البلاد. تحكيم «جينيس» وتتحدث تريكا فارا المنتدبة من موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، عن هيكل قلعة المقطع المصنوع من عبوات الألمنيوم بكثير من الإعجاب. وتقول إنها ليست المرة الأولى التي تبهر بها الإمارات لجان تحكيم المسابقات ذات الصلة، ولاسيما أنه خلال السنوات الأخيرة برز اسم الدولة في الكثير من المحافل التي تتنافس على أفضل المسميات والإنجازات. وتوضح أنه لم يكن من السهل اختراق الرقم المسجل سابقا في اليابان عن فئة الإنجاز نفسه الذي فازت به شركة «إيمال». والسبب أن الفكرة المنفذة في اليابان واجهت بعض المصاعب المتعلقة بالتركيبة الخارجية للمجسم الذي شيد قبل سنة على شكل معبد. وتذكر تريكا فارا من «جينيس» أن عملية التحكيم خضعت لعدة شروط صارمة فازت بها كلها «شركة الإمارات للألمنيوم»، وذلك بناء على تقرير مستقل للجنة متخصصة ومحايدة تم انتدابها من قبل الموسوعة العالمية. من جهته يقول سعيد فاضل المزروعي الرئيس والمدير التنفيذي لشركة الإمارات للألمنيوم «إيمال» إن رمزية تسجيل اسم الإمارات في سجل «جينيس» للأرقام القياسية تتمثل في 3 معان. أولها تخليد تاريخ الوطن ورفع اسم الإمارات عالياً باستخدام معدن المستقبل، معدن الألمنيوم، الذي يشكل اليوم النقلة النوعية والجسر الواصل بين الماضي العريق والغد المتقدم الواعد للدولة. وثانيها ترسيخ مفهوم الاتحاد المتجسد في تعاون الكوادر والإدارات والهيئات المعنية لإنجاح هذا الإنجاز العالمي. وثالثها، إثبات القدرات الإماراتية المواطنة وتسجيل تميزها على الخريطة الدولية من خلال الرقم القياسي الذي يلفت أنظار العالم إلى القدرات التنافسية المتفوقة التي ينعم بها لاقتصاد الوطني المتطور. أرقام تم إعلان الرقم القياسي العالمي الذي دخلت به الإمارات موسوعة «جينيس» على شاطئ مصهر «إيمال» في منطقة الطويلة. ويبلغ ارتفاع مجسم قلعة المقطع المصنوع من الألمنيوم، 5.67 متر وعرض قاعدته 3.99 متر. وبذلك الإنجاز تكون دولة الإمارات قد تفوقت على الرقم القياسي السابق الذي سجلته مدينة نارا اليابانية ببناء هيكل من 35759 عبوة ألمنيوم في 1 سبتمبر 2012. 150 عميلاً يوفر مصهر الإمارات للألمنيوم «إيمال»، من خلال التقنيات المتقدمة والصديقة للبيئة التي يعتمدها، أجود منتجات الألمنيوم الأولي لعملائه في مختلف دول العالم. حيث يحظى أكثر من 150 عميلاً حول العالم بمنتجات الشركة عالية الجودة والحائزة شهادة آيزو 9001. ويتم حالياً تداول سبائك الألمنيوم التي تنتجها «إيمال» في «بورصة لندن الدولية للمعادن». استدامة تتبنى شركة «إيمال» تقنيات مستدامة في مجال حماية البيئة وتخفيض الانبعاثات الناتجة عن عمليات الإنتاج، في إطار التزامها بتوجهات «هيئة البيئة» لتقليل البصمة الكربونية في أبوظبي، ولدى الشركة حالياً 2000 موظف دائم، وهي تهدف مستقبلاً إلى رفع هذا العدد إلى نحو 3000، مع التزامها العملي باستراتيجية التوطين منذ بداية مشاريعها، وتتحمل الشركة الوطنية مسؤولياتها تجاه المجتمع من خلال مبادراتها المتنوعة ودعمها للمؤسسات الاجتماعية والرياضية والثقافية على مختلف المستويات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©