الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب السودان... ونذر الحرب الأهلية

جنوب السودان... ونذر الحرب الأهلية
20 ديسمبر 2013 22:46
يوم الأربعاء الماضي، ذكر جيش جنوب السودان أنه قد فقد السيطرة على مدينة بور المضطربة، في أول اعتراف له بالانقلاب بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين جماعات متناحرة من الجنود، الأمر الذي أثار تحذيرات بانزلاق البلاد في حرب أهلية. وقد ذكر الرئيس سلفا كير في وقت سابق أنه على استعداد للحوار مع نائبه المفصول رياك مشار الذي يتهمه ببدء القتال، الذي قال دبلوماسيون إنه أدى إلى مقتل 500 شخص، والتخطيط للقيام بانقلاب. وحسب الأمم المتحدة، فإن التوترات لا تزال منتشرة في جميع المدن النائية بجنوب السودان، حيث انتقل العنف الذي اندلع في العاصمة جوبا في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، شمالاً إلى مدينة بور التي شهدت مذبحة عرقية عام 1991. القتال اندلع في ثكنتين في بور بين القوات الموالية لـ«كير»، من جماعة الدنكا العرقية بجنوب السودان، ورياك مشار، وهو من قبيلة «النوير»، على الرغم من أن التقارير كانت سطحية. «نحن لا نسيطر على بور» حسبما قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أجويرو من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.ومن ناحيته، أشار «جيرار أرو»، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن، إلى أن «الجماعتين العرقيتين ، الدنكا والنوير، قد تنخرطان في حرب أهلية شاملة في البلاد.» كما أنه دعا إلى الحوار. وقد ردد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون هذه الآراء، قائلا إن العنف قد ينتشر. ولا تزال جنوب السودان، التي أعلنت استقلالها عن السودان في 2011، واحدة من الدول الأقل نمواً في أفريقيا رغم كل احتياطاتها من النفط الذي يزود حكومتها بالإيرادات والعملة الصعبة. وحتى الآن، يبدو أن القتال لا يزال بعيداً عن حقول النفط. وإذا اتسع القتال فإن ذلك يهدد المساعدات، وقد يتم استغلاله من قبل السودان المجاورة، التي كان لديها خلافات مستمرة مع جوبا بسبب الحدود غير المرسومة، وقضايا أخرى ترتبط بالنفط والأمن. وقد يتسبب ذلك في تقويض الجهود الرامية لبناء دولة فاعلة في الجنوب. ومن جانبه، نفى «مشار» في مقابلة مع صحيفة «سودان تريبيون» أي علاقة له بالقتال الدائر، وأنه لم يكن وراء محاولة الانقلاب، واتهم «كير» باستغلال الاشتباكات التي نشبت بين أفراد من الحرس الرئاسي لمعاقبة خصومه السياسيين. وقال «مشار» إنه لا يزال في جنوب السودان، لكن لم يذكر أي تفاصيل عن مكانه، وقد أحيا القتال ذكريات الأحداث الطائفية التي وقعت إبان التسعينيات داخل الحركة «الشعبية لتحرير»السودان - وهي الجماعة التي حاربت جيش السودان في الجنوب على مدار عقدين. وقاد مشار الفصيل المنشق، واندلعت الاشتباكات بين الجنوب والجنوب. وقام جنود «النوير» الموالين لمشار بذبح مئات من «الدنكا» في مدينة «بور» عام 1991.وقد أقال الرئيس «كير» نائبه مشار في يوليو، ومنذ ذلك الحين اندلعت الاضطرابات السياسية. وذكر «كير» في مؤتمر صحفي الأربعاء أنه على استعداد لإجراء محادثات. وقال المتحدث باسم الرئاسة «أتني ويك» عبر الهاتف «لقد سئل الرئيس ما إذا كان على استعداد لقبول أي حوار، ورد قائلاً إنه على استعداد للحوار». وأوضح المتحدث أن «كير» أكد في مؤتمر صحفي بأنه لا تجري محادثات في الوقت الحالي. وكان من المتوقع قيام مجموعة من وزراء خارجية، دول شرق أفريقيا بزيارة جنوب السودان الخميس سعياً لإنهاء القتال، وهي تعد البعثة الأجنبية الأولى، التي تدخل البلاد منذ اندلاع القتال. وقد ساد الهدوء جوبا بعد إطلاق نار متقطع أثناء الليل، ولكن مسؤولي الأمم المتحدة ذكروا أن القتال يدور بمدينة توريت بجنوب السودان. تقول الأمم المتحدة إن الاشتباكات أدت إلى نزوح 20 ألف شخص إلى مخيمات اللجوء، وأن «التوترات تبدو وكأنها آخذة في الزيادة في الولايات الأخرى، مثل الوحدة وأعالي النيل. وقال جيرار أرو، إنه يوجد حوالي 7000 - 8000 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، لكنه أضاف: «من الواضح أن جنودنا لن يتدخلوا في الصراع.» وقال دبلوماسي غربي، إن القتال الممتد يسقط الدولة في نزاع عرقي «من الصعب التراجع فيه»، مضيفاً أن كير قد صعد من الأمور بوصفه الأحداث بأنها انقلاب. وقال الدبلوماسي، إن «ذلك سيؤثر على الكثير من الدول التي لا تنعم بالاستقرار» في إشارة منه إلى المنطقة المحيطة بجنوب السودان. وقد أغلقت أوغندا حدودها بصورة مؤقتة. أما كينيا فحدودها مفتوحة، وذكرت وكالات إغاثة أن مخيم قريب للاجئين قد أعد لاستقبال الوافدين الجدد. ويذكر أن كينيا، وغيرها من الدول المجاورة قد استضافت اللاجئين السودانيين خلال الحرب الطويلة التي شهدتها السودان سابقاً بين الشمال والجنوب. ومن ناحية أخرى، عادت حركة المرور إلى طبيعتها في شوارع جوبا، كما أُعيد فتح المطار، وسط هدوء حذر في العاصمة التي تماثل مساحتها مساحة فرنسا، ويقطنها 11 مليون نسمة، ولكنها لا تكاد تضم أي شوارع معبدة. ومن جانبها، قالت بريطانيا، إن بعض موظفي سفارتها قد غادروا البلاد، كما أنها تقوم بجمع أسماء المواطنين البريطانيين الآخرين الراغبين في مغادرة السودان. ويذكر أن العديد من عمال الإغاثة يقيمون ويعملون في جوبا. وأخلت وزارة الخارجية الأميركية ثلاث مجموعات من مواطنيها يوم الأربعاء الماضي، حيث نقلتهم طائرتان عسكريتان أميركيتان من طراز سي-130 ،بالإضافة إلى طائرة ثالثة خاصة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إنها عززت من أمنها في المنشآت الدبلوماسية الأميركية في جوبا. وقد التقت «سوزان بيج» المبعوثة الأميركية إلى جنوب السودان بسلفا كير يوم الأربعاء الماضي، حيث أعربت عن قلق بلادها إزاء العنف واعتقال السياسيين المعارضين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «ماري هارف»: ندعو القادة السياسيين للبلاد إلى الامتناع عن أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تصعيد في الوضع المتوتر أساساً، أو تغذي العنف». وأشارت إلى «أهمية حل الخلافات السياسية بالوسائل السلمية والديمقراطية.» ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 400-500 شخص قد قتلوا أثناء الاشتباكات، كما أصيب 800 آخرين. أندرو جرين جوبا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©