الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أرت دبي» يستضيف القوقاز وآسيا الوسطى في دورته الثامنة

«أرت دبي» يستضيف القوقاز وآسيا الوسطى في دورته الثامنة
20 ديسمبر 2013 22:49
يقدم «آرت دبي» في دورته الثامنة نماذج فنية مدهشة من منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى، من خلال قسم «ماركر» المخصص لعرض إبداعات منطقة جغرافية محددة من العالم في كل عام، وذلك بالتعاون مع «السلاف والتتار»، وهي مجموعة من الفنانين المحترفين أقامت العديد من المعارض المنفردة في أبرز المتاحف العالمية. وستعرض اللوحات التي تحاكي ثقافة شعوب التتار والسلافيين، في خمس صالات عرض خاصة، على مدى أيام الفعالية التي تستمر من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين من مارس المقبل، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. وتعالج الإبداعات التشكيلية للفنانين التتاريين والسلافيين قضايا اللغة والمعتقد والتباسات الهُوية والانتماء، التي أصابها الكثير من الشروخ خلال الحقبة السوفييتية، التي دامت قرابة سبعين عاماً. وتمظهرت التصدعات الثقافية لدى هؤلاء الشعوب بعد الاستقلال، مطالع تسعينيات القرن الماضي، إثر انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، ما جعل هذه الشعوب تواجه تحديات ثقافية حقيقية على كل المستويات، الأمر الذي تصدى له الفن التشكيلي بالريشة والألوان والضوء والخطوط واستعادة الرموز الثقافية التاريخية لهذه الشعوب، لعلها تساعد في استعادة الوعي المستلب تحت سطوة التغريب الآرية. وقالت مديرة آرت دبي رداً على سؤال لـ «الاتحاد» حول الإضافة التي يمكن أن تقدمها مجموعة «السلاف والتتار» لمعرض «آرت دبي»؟ إن المجموعة استطاعت المزج بين نتاج ممارساتها البحثية الصارمة ومقاربة تطلعات الجمهور العريض بسخاء لافت، الأمر الذي بدا مناسباً جداً لمنطقتين كآسيا الوسطى والقوقاز المغفلتين في المشهد الإبداعي لكل من أوروبا والشرق الأوسط . فسارعت المجموعة عقب تكليفها بمهام تقييم قسم «ماركر» لعام 2014 إلى وضع مسودة خط تحريري للقضايا التي يرغبون بتناولها، عبر ما سمّوه «منظومة البورتريه» التي تشكل في صميمها حاملاً لمجموع المواضيع المعقدة عبر طرحها أسئلة في غاية البساطة. وعن الرابط بين منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز من جهة، وبين الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية عموماً، من جهة أخرى؟ وما مدى الصلة بين الجمهور المحلي في منطقتنا وقضايا الهوية والدين التي تسعى مجموعة «السلاف والتتار» إلى البحث فيها؟ قالت كارفر إن العلاقات بين كل من منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز ودولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي عموماً هي في تنام مستمر، وهم يتشاركون إلى حد معقول الحقبة التاريخية التي وسمت بناء أممهم: ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بالنسبة لمعظم دول الخليج، وتسعينياته بالنسبة لكيانات الفضاء السوفييتي سابقاً. ولكن على الأرجح، فإن الأهم من ذلك كله هو الضرورة الملزمة التي تفرضها اللحظة التاريخية الراهنة على دول الخليج كي تأخذ بعين الاعتبار، دور تلك المناطق في تطور إسلام تعددي لا بل حداثيّ أيضاً. وفي هذا السياق، يمكن الحديث عن عدم اقتصار حضور العصر الذهبي للإسلام في منطقة الخليج أو بغداد أو القاهرة، إذ شهد حضوراً مكافئاً أيضاً في كل من بخارى وخوارزم وسمرقند التي كانت من أهم الحواضر الإسلامية، وهي بمثابة المهد لقانون ابن سينا في الطب وعلم الفلك للبيرونيّ والجبر للخوارزميّ، أو طشقند وتبليسي حيث ظهرت حركات إسلامية حداثيّة معتدلة كـ»التجديدية» التي أدخلت إصلاحات هامة على السياسة التعليمية. وتضم قائمة المدعوين للمشاركة في «ماركر 2014» مؤسسات حكومية وصالات عرض فنية ومبادرات فنانين، منها «آرت إيست» بيشكيك- قرغيزستان، و»آسيا آرت» ألمآتي- كازاخستان، و»بوبياشفيللي غفابريدزن وندو بريجكت» تبليسي- جورجيا، والمركز الوطني للفنون المعاصرة (إن سي إيه إيه) فلاديكافكاز- القوقاز، «يارات» باكو- أذربيجان. ويعمل القائمون على تظاهرة «السلاف والتتار» في قسم «ماركر» بالتعاون مع الفنانين الضيوف من هذه المناطق لتنظيم نواة معرض جماعي للأعمال الفنية الجديدة، المنجزة وفق أسلوب «البورتريه»، بحيث تسهم كل لوحة من هذه الفضاءات الثقافية المتعددة، في تقديم نفسها ضمن المحصلة النهائية للمعرض، وهي بمجملها، عبارة عن لوحات تعود إلى أواسط القرن العشرين، تقابلها لوحات أخرى ومنحوتات معاصرة لوجوه وأماكن آثارية تاريخية تعود لثقافة الشعوب الأصليين. ويعتمد قسم «ماركر 2014» عرض الأعمال السلافية والتتارية في صالات مصممة على شكل «شاي خانة» أو مقهى الشاي، المعروف باسم صالون الشاي الأوراسي، مستعيداً فكرة الرحيل، للدلالة على مرور التجار العابرين والمسافرين لأغراض شتى بشكل مؤقت، في كل عمل فني على حدة، في محاولة تسمح بسرد قصص ذات دلالات تلامس أسئلة المعتقد واللغة والانتماء في إطار الواقع الراهن، وتتجاوزه إلى ما هو أعمق وأهم من تقديس وتأطير تلك النزعات المهجنة بالقسر لتشكيل مفاهيم الهُوية. كما ستشهد النسخة المقبلة من «ماركر» تعاوناً جديداً بينه وبين «ونستار برس»، وهي دار نشر باريسية مرموقة متخصصة في الكتب الفنية، ستعمل على نشر عدد من الكتب لفنانين صاعدين ومخضرمين من منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، منهم: آرمن إلويان، وتاوس ماخاتشيفا، ورضا هزاري. وتوضح مجموعة «السلاف والتتار» التي تشرف على تقييم «ماركر» لهذا العام: «لعله من الصعوبة بمكان تقدير مدى صلة القوقاز وآسيا الوسطى بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ابتداءً بممارسات بناء الأمة ومروراً بطقوس المعتقد الديني التوفيقية»، وتتابع «تجتاحنا حماسة غامرة لتقديم قراءة أخرى في سرديات هاتين المنطقتين- قراءة من شأنها أن تصير كونية عبر سلسلة من المنصات ذات القسمات الاستطرادية والتشاركية والبصرية». وللمرة الأولى أيضاً، يقدم قسم «ماركر» برنامجاً تعليمياً موسعاً بالشراكة مع «مؤسسة قزوين للفنون» إذ يتضمن جناحاً بحثياً، وسلسلة حوارات يومية، وجولات تعريفية بإشراف قيّمين وفنانين، وفرصاً متجددة للقيّمين الصاعدين للبحث واكتساب الخبرات التخصصية. «السلاف والتتار» هي مجموعة فنية أقامت العديد من المعارض المنفردة في أبرز المتاحف العالمية، ومنها: «تعاقبات» (2012)، و«متحف الفن الحديث» (موما) (2012)، و«ريدكات» (2013)، و«كونستال زيوريخ» و«متحف دالاس للفن» (2014)؛ بالإضافة للعديد من المعارض الجماعية في الشرق الأوسط وأميركا الشمالية وأوروبا. قامت المجموعة أيضاً بنشر ستة كتب منها العلامة الآذرية الفارقة في الكتاب السياسي الساخر «ملا ناصر الدين» (2011، جيه آر بي-رنغيير).
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©