السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«دكة البدلاء» الطريق إلى البطولة

«دكة البدلاء» الطريق إلى البطولة
20 ديسمبر 2013 23:06
مصطفى الديب (أبوظبي) - دائما ما تلعب «دكة البدلاء» دوراً رئيسياً في حسم العديد من البطولات، خاصة تلك التي تحتاج إلى نفس طويل، وعلى رأسها الدوري، وتعد «الدكة القوية» لأي فريق هي الطريق «السالك» نحو لقب أي بطولة خاصة أن هناك العديد من البطولات التي تحتاج إلى وجود لاعبين احتياطيين على نفس مستوى الأساسيين بل يذهب البعض لضرورة وجود لاعب احتياطي يفوق قدرات الأساسي في بعض المواجهات التي تحتاج لتكتيك خاص. وكما أثبتت تلك النظرية نجاحها في السنوات الماضية، عادت لتثبت ذلك خلال الجولات الماضية من دوري الخليج العربي، بعد أن نجح الأهلي في التربع على قمة البطولة حتى الآن بفضل امتلاكه لمجموعة من اللاعبين المتميزين على دكة الاحتياط الذين استطاعوا صناعة الفارق في العديد من المباريات. ويأتي على رأس النجوم الذين صنعوا الفارق لـ«الفرسان الحمر» المهاجم الدولي أحمد خليل الذي تسبب في تغيير نتيجة أكثر من مباراة لصالح فريقه خلال الجولات الماضية، إضافة إلى النجم المتألق دائما عدنان حسين الذي حير مدافعي الفرق الأخرى بأدائه المتميز خلال المباريات التي شارك فيها، ولعب الثنائي الأهلاوي دوراً كبيراً في الصدارة الأهلاوية للبطولة حتى قبل الجولة الحادية عشرة من دوري الخليج العربي. وأكدت قوة دكة البدلاء أنها سبب رئيسي دائما في منافسة أي فريق على البطولات من خلال الشباب الذي ينافس على الصدارة وصاحب المركز الثاني قبل مباراة الأمس أمام الأهلي حيث تفصل بينهما نقطة واحدة لصالح الفرسان الحمر. وأثبتت القلعة الخضراء أنها منجم النجوم وأنها مصنع للقدرات الخاصة حيث كان «الجوارح» السبب الرئيسي في اكتشاف أكثر من لاعب هذا الموسم، على رأسهم المهاجم راشد حسن صاحب هدف الفوز أمام النصر وأيضا صانع الفارق في أكثر من مباراة حصل الشباب على نقاطها الثلاث، ولم يكتف «الشبابيون» بتقديم راشد حسن للساحة الكروية حيث قدم «الأخضر» أكثر من لاعب آخر كانوا ضيوفا على دكة البدلاء، على رأسهم المدافع الأيسر مانع محمد الذي اعتبره الكثيرون أحد أهم الاكتشافات للمنتخب الوطني في هذا المركز الحساس، وصال وجال مانع في جميع المباريات التي شارك فيها من على دكة البدلاء ولعب دور صمام الأمان للجوارح في اللحظات الحرجة التي تعرض خلالها الفريق لضغط هجومي مكثف خلال أكثر من مواجهة مصيرية هذا الموسم. اكتشافات الجوارح وتنوعت اكتشافات الجوارح بين الهجوم والدفاع وقدم الفريق المهاجم الشاب عبد الله فرج صاحب هدف الفوز على الشارقة والذي حافظ بسببه الفريق على المركز الثاني واستمر في مطاردته للأهلي صاحب الصدارة، وظهر عبد الله فرج بمستوى أكثر من رائع في الكثير من المباريات التي شارك فيها وأثبت أن الشباب مصنع النجوم بأقل التكليفات. ولم يكن الشباب فقط هو المثال الحي على الدور الكبير الذي تلعبه دكة البدلاء في تطور مستوى العديد من الفرق فكان الشارقة أيضاً صاحب التوليفة المتميزة بقيادة المدرب المتميز بوناميجو مثالا حيا على ذلك، وساهم في ظهور الملك بمستوى متميز هذا الموسم تقارب المستوى بين اللاعبين الأساسيين وبين لاعبي دكة البدلاء الذين لم يُشعروا أي متابع بوجود فارق في حال غياب أي عنصر من العناصر الأساسية بالفريق، الشيء الذي ساهم في صناعة توليفة متميزة للملك الشرقاوي بنكهة مختلفة عن الفرق الأخرى. ولم تكن فرق المقدمة هي الوحيدة التي تمتلك دكة بدلاء قوية، حيث كان الظفرة من بين فرق الوسط التي أثبتت أنها عثرة دائما في وجه الكبار، ولعب احتياطيو فارس الغربية دوراً كبيراً في جمع الفريق لـ 15 نقطة خلال مشواره هذا الموسم، وجاء البديل كلوتي على رأس البدلاء الذين أثبتوا نجاحا في أكثر من مباراة وتسبب في حصول فريقه على نقاط الفوز. وفي الوقت الذي كانت دكة البدلاء عاملاً مهماً في حسم الكثير من المعارك على أرض المستطيل الأخضر، كانت في المقابل سبباً رئيسياً في الكثير من كبوات الفرق الكبرى وأيضاً فرق المؤخرة، وجاء العين حامل لقب الدوري لموسمين متتاليين في مقدمة الأندية التي عانت من عدم وجود دكة قوية فاعلة، تلعب دوراً في حسم المباريات، وعلى الرغم من وجود مجموعة من اللاعبين الكبار على دكة الزعيم إلا أنهم لم يشكلوا الفارق بعد، ويمتلك «البنفسج» أكثر من لاعب يمكنهم صناعة الفارق، مثل محمد عبد الرحمن وهزاع سالم وإبراهيما دياكيه. وعلى الرغم من إشادة الجميع بالمستوى الذي قدمه بني ياس في بداية البطولة، للدرجة التي جعلت البعض يؤكد أن «السماوي» سيكون منافساً قوياً على درع دوري الخليج العربي، إلا أن الفريق سقط في هوة تكاد تكون عميقة بسبب عدم امتلاكه لدكة بدلاء قوية تستطيع صناعة الفارق في العديد من المباريات. ونجح بني ياس في جلب مجموعة من اللاعبين الأجانب أصحاب القدرات الخاصة جدا، على رأسهم التشيلي كارلوس مونوز والأرجنتيني لويس فارينا إلا أن إدارة النادي لم تستطع تحقيق لمعادلة الصعبة بالحصول على خدمات لاعبين متميزين يستطيعون صناعة الفارق عند النزول من على دكة البدلاء وتحديدا المواطنين، حيث لم تتعاقد مع أسماء متميزة واكتفت بالمجموعة التي يمتلكها الفريق حاليا. وعانى السماوي من غياب عناصر أساسية كثيرة عن العديد من المباريات بسبب الإصابات والإيقافات للدرجة التي وصل عدد الغيابات في بعض هذه اللقاءات إلى سبعة لاعبين، وفي المقابل لم يستطع الاحتياطيون سد العجز، الأمر الذي عجل بتراجع فريق توقع له المتابعون مستقبلا أفضل وشكلا أكثر قوة في البطولة بعد البداية القوية. دا سيلفا يعترف واعترف الأورجوياني خورخي داسيلفا مدرب بني ياس بأن فريقه يعاني دائما من عدم امتلاك دكة بدلاء قوية، الأمر الذي أثر على المستوى العام للفريق، وطالب الإدارة بضرورة التعاقد مع أربعة أو خمسة لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة حتى يتمكن السماوي من العودة للقوة التي ظهر عليها في بداية الموسم. وتشابهت الأمور كثيرا في النصر حيث عانى عند غياب بعض من لاعبيه الأساسيين للإصابة، لدرجة أن المدرب يوفانوفيتش لعب بعض المباريات دون إجراء تبديلات، بسبب ضعف دكة البدلاء وعدم وجود اللعب المتميز الذي يستطيع صناعة الفارق. كما عانى عجمان بشدة من غياب المغربي إدريس فتوحي للإصابة بتمزق في العضلة، كذلك لعدم وجود بديل في وسط الملعب كصانع ألعاب في غياب اللاعب علي خميس الذي أجرى جراحة الرباط الصليبي. وكذلك الحال مع فرق الذيل مثل دبي والشعب والإمارات حيث يعاني الجميع من عدم قوة دكة البدلاء الشيء الذي يضعف من الأداء العام أمام الفرق الكبرى التي تستطيع تغيير مسار المباريات من خلال الدفع بلاعبين متميزين من على دكة البدلاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©