استضافت إسرائيل أمس زعيم أحدث حلفائها في افريقيا سيلفا كير رئيس جنوب السودان الذي اعترفت به الدولة اليهودية بعد ساعات من إعلان استقلاله عن شمال السودان في يوليو الماضي. ورفض مسؤولو الحكومة الإسرائيلية ذكر تفاصيل الزيارة التي لم تلق تغطية مكثفة وتستغرق يوماً واحداً والتي قالت مصادر سياسية إنها من المرجح أن تركز على الهجرة غير المشروعة للأفارقة إلى إسرائيل. وأوضحت المصادر أن المحادثات ستتناول مشاريع التعاون الزراعية والصحية مشيرة إلى أن المسؤولين في جنوب السودان طلبوا من كير أن يبقي زيارته الأولى إلى إسرائيل “بعيدة عن الأضواء” وبالتالي من غير المتوقع أن يدلي بأي تصريحات علنية.
والتقى كير بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس وزار في القدس النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية قبل محادثات لاحقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيجدور ليبرلمان ووزير الدفاع إيهود باراك.
وتعهد الرئيس الإسرائيلي بأن تواصل إسرائيل دعمها لدولة جنوب السودان والمشاركة في تنميتها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن كير القول إن “بلاده تعتبر دولة إسرائيل نموذجا يحتذى به ومثلاً للنجاح”، مؤكدا أنه “سيتعاون مع إسرائيل وسيعمل معها يدا بيد من أجل توثيق العلاقات بين البلدين”. من جانبه وصف بيريز اللقاء بأنه “لحظة تاريخية”، وأشار إلى أن “شعب جنوب السودان ناضل وكافح بجراءة وحنكة متناهية رغم كل الصعاب من أجل تأسيس دولته”.
وفي وقت لاحق ، عقد سيلفا كير ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا، اتفقا خلاله على قيام إسرائيل بإرسال بعثة إلى الدولة الوليدة بهدف الوقوف على احتياجاتها سعيا لتقديم مساعدات إليها ، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للإذاعة الإسرائيلية .
ووافقت إسرائيل هذا الشهر على خطة قيمتها 167 مليون دولار لمحاولة القضاء على تدفق المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون إلى البلاد عبر الحدود مع مصر. وتظهر أرقام حكومية أن عدد العمال الذين يقيمون في إسرائيل بشكل غير مشروع بلغ أكثر من 52 ألفاً. وقال نتنياهو إنه سيزور أفريقيا في مستهل العام القادم حيث سيبحث من ضمن قضايا أخرى إعادة المهاجرين. من جهته قال النائب الليكودي داني دانون الذي يرأس اللوبي للتعامل مع قضية المتسللين إن المفاوضات مع سيلفا كير ستتطرق إلى احتمال إعادة المتسللين من جنوب السودان إلى ديارهم وإقامة منشأة الاعتقال لحبس المتسللين إلى إسرائيل في جنوب السودان أو في دول أفريقية أخرى.
ويعتقد أن جنوب السودان إحدى وجهاته المحتملة لكن لم يعلن بعد عن تفاصيل الرحلة. والكثير من المهاجرين من اريتريا والسودان ويعبرون إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية. وتقيم إسرائيل سياجا بامتداد الحدود لمحاولة منع المهاجرين ومنع تسلل نشطاء فلسطينيين. وأعلن جنوب السودان استقلاله في العاشر من يوليو بما يتوافق مع نتيجة استفتاء كان تتويجا لاتفاق سلام أبرم عام 2005 أنهى حربا أهلية استمرت عشرات السنين مع الشمال. ولا تقيم الحكومة السودانية في الشمال علاقات مع إسرائيل.
على صعيد آخر، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انها بدأت أمس جسرا جويا بين كينيا وجنوب السودان لتقديم مساعدة عاجلة إلى خمسين ألف لاجيء سوداني. وقالت المفوضية في بيان إن أولى الرحلات الـ18 المقررة لأسبوع على الأقل بطائرات “هيركوليس سي-130” أقلعت من نيروبي صباح أمس وهي تحمل 12 طنا من المساعدات على متنها. وتشمل المساعدات خياما من البلاستيك واكياس نوم واغطية ومظلات واقية من البعوض وأدوات طبخ.
وحطت أول طائرة ظهر أمس في مطار ملكال في جنوب السودان. وستنقل الرحلات الـ17 الأخرى 272 طناً من المساعدات المرسلة من المفوضية والقادمة من مخزوناتها في نيروبي. ومن ملكال ستنقل المساعدات برا إما إلى منطقة مابان في ولاية أعالى النيل أو إلى ولاية الوحدة. وتبلغ كلفة الرحلات مجتمعة 1,5 مليون دولار تضاف إليها قيمة المساعدات المرسلة وتبلغ 2,5 مليون دولار.
والى جانب هذه الرحلات تنوي المفوضية إرسال عشرة آلاف خيمة إلى جنوب السودان في الأسابيع المقبلة تبلغ قيمتها أكثر من ثمانية ملايين دولار. واستقبلت ولايتا أعالى النيل والوحدة في جنوب السودان في الأشهر الأخيرة عددا كبيرا من اللاجئين الذين فروا من المعارك في السودان. ومنذ سبتمبر وصل حوالى اربعين الف لاجيء إلى أعالي النيل بينما وصل 22 الفا إلى الوحدة منذ اغسطس الماضي.
عدد اليوم
