اشتباكات "البارد": مقتل 3 جنود ومسعفين وإصابة وسيط

بيروت-الاتحاد ووكالات الانباء: استأنف الجيش اللبناني امس قصف مواقع جماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، واستخدم القذائف الثقيلة والصواريخ على مناطق تواجد المتشددين عند الجهتين الشمالية والشرقية للمخيم حيث غطت المنطقة سحب الدخان الاسود جراء اندلاع حرائق· وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوة من الجيش اللبناني داهمت منزل شاكر العبسي زعيم ''فتح الإسلام'' وسط المخيم ودمرته بعد ان تمكنت من الاستيلاء على مستندات ووثائق مهمة جدا من داخله، فيما قتل 3 جنود في الاشتباكات · وعلى الرغم من مرور 23 يوما من القتال العنيف الا انه لا يبدو أن الجيش اقترب من هدفه وهو إجبار جماعة ''فتح الإسلام'' على الاستسلام والقاء السلاح· ولفت اعمدة الدخان المخيم فيما سقطت عشرات من قذائف المدفعية في مناطق مختلفة· وقصفت الدبابات والاسلحة الرشاشة المناطق التي يشتبه باختباء المسلحين فيها عند اطراف المخيم· فيما رد المسلحون بهجمات متقطعة بقذائف المورتر ومدافع ''آر·بي·جي''، كما عمدوا الى استهداف فرق الإغاثة حيث قتلوا بقذيفة مسعفين من الصليب الاحمر اللبناني، كما اصيب ثالث بجروح· وشهد محيط مسجد القدس الواقع بين المدخلين الشرقي والشمالي للمخيم معظم الاشتباكات العنيفة بين الجيش وعناصر ''فتح الإسلام''، وأفادت ''الوكالة الوطنية للاعلام '' أن المتشددين تسللوا عبر سراديب وأقنية إلى هذا المحور، في حين وصل الجيش إلى مواقع متقدمة· كما جرت مواجهات عنيفة استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على مختلف المحاور لا سيما في المدخل الشرقي بمحيط مركز التعاونية حيث تمكن الجيش من إلحاق أضرار بأحد المباني الذي كان تسلل إليها أفراد ''فتح الإسلام'' للقيام بأعمال القنص، كما دمرت مدفعية الجيش مبنى بكامله في تلك المنطقة· وامتد القصف المدفعي حتى الحي الساحلي وحي السوق ومركز صامد ومجمّع ناجي العلي، ودارت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية عند المدخل الشرقي للمخيم ادت الى إصابة رجل وامرأة فلسطينيين من عائلة ابو الحجل اضافة الى شخصين من آل بدران اصابتهما طفيفة· وتعرض ايضا وفد الوساطة المشترك لرابطة علماء فلسطين وجبهة العمل الاسلامي بزعامة الداعية فتحي يكن الى اطلاق نار من داخل المخيم أسفر عن إصابة أحد اعضائه من الرابطة ويدعى محمد الحاج علي برصاصة برجله· واعتقل عنصر من حركة فتح يعتقد بتورطه في اطلاق النار· وكان وفد الوساطة اعلن عن لقاء مرتقب مع مسؤولين في ''فتح الإسلام'' بينهم شاهين شاهين لتبلغه بالرد على المبادرة التي تقدم بها والقاضية بتسليم المسلحين الذين اعتدوا على الجيش اللبناني وتأمين محاكمة عادلة لهم· وكانت حدة الاشتباكات سجلت تراجعا ملحوظا منتصف ليل امس الاول لتقتصر على مناوشات بالاسلحة الخفيفة· فيما تمكنت فرق الصليب الاحمر اللبناني والهلال الاحمر الفلسطيني من إجلاء حوالى 250 مدنيا خلال فترات الهدوء· فيما لا يزال داخل المخيم اكثر من ثلاثة الاف لاجئ فلسطيني ممن لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في النزوح وهم متجمعون في الناحية الجنوبية اي داخل المخيم القديم حيث تقوم مجموعات فلسطينية مسلحة رافضة لـ''فتح الاسلام'' بتوفير الحماية لهم· وفي أول حادثة من نوعها منذ بدء المواجهات بين الطرفين، القيت قنبلة صوتية على حاجز كبير ثابت للجيش اللبناني في طرابلس شمال لبنان لكن من دون أن تؤدي الى اصابات أو اضرار مادية· وضرب الجيش طوقا أمنيا حول المنطقة، وقال مصدر امني إن الجيش تمكن لاحقا من القاء القبض على شخصين قاما برمي القنبلة بعد أن توغلا في بساتين قريبة من المنطقة هما سعيد رجب وأحمد العرب· وواصلت القوى الأمنية حملة مداهماتها للاماكن التي يشتبه بوجود عناصر تنتمي الى منظمات ارهابية فيها لاسيما في منطقتي البقاع والشمال واعتقلت تسعة مطلوبين اضافة الى مصادرة كمية كبيرة من الاسلحة والمتفجرات والعبوات· كما قامت قوة من استخبارات الجيش بمداهمة بلدة غزة في البقاع الغربي واعتقلت كلا من اسماعيل محمد منصور ومحمد علي عبدالهادي· واوقفت وحدة من مديرية أمن الدولة ايضا محمد عدنان فارس في بلدة تعلبايا للاشتباه بارتباطه بمجموعة الإرهابية التي القي القبض على عناصرها منذ ايام في بلدة بر الياس·