طالبت حكومة تصريف الأعمال في السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي أمس بالتدخل العاجل لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف إرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. واستنكرت الحكومة في بيان صحفي عقب اجتماعها الأسبوعي في رام الله ما اعتبرته صمت الحكومة الإسرائيلية إزاء ممارسات “ترقى لمستوى الجريمة المنظمة وعدم اتخاذ أي خطوات لمحاسبة مرتكبيها”. وأبدت السلطة تخوفها الشديد من تصاعد الهجمات التي ينفذها المستوطنون وانعكاساتها على الاستقرار في المنطقة “خاصة وأنها تستهدف بشكل مباشر المقدسات الإسلامية والمسيحية”. وكان مستوطنون إسرائيليون أحرقوا مؤخراً عدداً من المساجد في الضفة الغربية والقدس وكتبوا على جدرانها شعارات عنصرية، كما هاجموا منازل سكنية ومزارع ومركبات للفلسطينيين في الضفة الغربية. كما أدانت السلطة إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء 1028 وحدة استيطانية في القدس الشرقية وبيت لحم. واعتبرت القرار انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. ودعت المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف هذه السياسة “التي تقوض بصورة كاملة جهود السلام في المنطقة”.
ومن جانبها أدانت منظمة التعاون الإسلامي المشروع الاستيطاني الجديد أمس. وقال أكمل الدين أوغلي أمين عام المنظمة في بيان إن تسارع وتيرة بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية يأتي في سياق سعي الاحتلال الإسرائيلي تغيير الواقع على الأرض لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وأشار إلى أن استمرار إسرائيل في الاستيطان يؤكد أهمية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لوقف تلك الممارسات غير القانونية. ودعا أوغلي المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووضع حد لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما فيها مدينة القدس الشرقية. ووقف هجمات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
كشف جمال الزحالقة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أمس النقاب عن مخططات لبناء 61 ألف وحدة استيطانية في القدس عموماً، منها 52 ألفاً في القدس الشرقية. وأضاف أن 23 ألف وحدة استيطانية حصلت على مصادقة نهائية بالفعل، وأن أكثر من 20 ألفاً منها في القدس الشرقية”. وأشار إلى أن 85% من المساكن الجديدة التي تمت الموافقة عليها في إسرائيل في المناطق المحتلة عام 1967. وأكد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أن الاستيطان في القدس المحتلة بمثابة حفر قبر لأي إمكانية للتوصل إلى حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي وانتقد الحكومة الإسرائيلية واصفاً إيها بأنها “تدفع بالأمور نحو الهاوية”. وحملها “مسؤولية العنف وإراقة الدماء، لأنها تقوم بمحاولات محمومة لتدمير المجتمع الفلسطيني في القدس بتخريب التعليم وبناء الجدار واستهداف المقدسات والتضييق على الأهالي في البناء والسكن والتواصل مع الضفة وغزة”.
ومن جهته حذّر عبد الهادي حنتش الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، من مخطط إسرائيلي يهدف لتهجير آلاف الفلسطينيين من نحو 20 بلدة وقرية جنوب شرق مدينة الخليل جنوب الضفة.
وأوضح أن إسرائيل صادرت آلاف الدونمات في جنوب وشرق الخليل بحجة “مزاعم أمنية واهية”. وبدأت في إقامة مستوطنات عليها، من بينها مستوطنات “عمون” و”سوسيا” و”كرمائيل” التي تتوسع ليتولد حولها بؤر استيطانية أصغر. وذكر أن سلطات الاحتلال سلمت إخطارات لهدم مساكن وخيام في قرية سوسيا، وهدمت قرية صغيرة تقطن فيها 41 عائلة فلسطينية جنوب شرق بلدة يطا بالخليل، بحجة أنها تقع على مقربة من جدار الفصل العنصري.
وقررت اللجنة المحلية في وادي النعم بالنقب رفض إنذارات دائرة أراضي إسرائيل لإخلاء سكان البلدة البالغ عددهم قرابة 10000 نسمة.
وأكد سليمان ناصر عضو اللجنة استعداد سكان وادي النعم للتمسك بالأرض مهما كان الثمن. وأكد ناصر استخدام كل الوسائل القانونية والشعبية المتاحة للتصدي لمخططات الترحيل. وطالب لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل، وأعضاء الكنيست، ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب، بالوقوف إلى جانب الأهالي.
من جانبها، ذكرت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت فجر أمس شابة وشقيقها من إحدى قرى جنوب نابلس. وأوضح أحمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن الدولي أن جنود الجيش الإسرائيلي اقتحموا قرية دوما واعتقلوا فاطمة جعفر عبد الغني دوابشة (22 عاما) طالبة الحاسوب بجامعة القدس المفتوحة وشقيقها عمر (19 عاما). وأشار الباحث في التضامن الدولي إلى أن الجيش الإسرائيلي نقل الفتاة إلى سجن هشارون، في حين نُقل عمر إلى مركز تحقيق بيتح تكفا. وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عدداً من الحظائر والمنازل بمنطقة الفصايل في الأغوار. وقال فتحي خضيرات، منسق حملة الأغوار للمقاومة السلمية، إن قوات الاحتلال وزعت أمس إخطارات بهدم عشرات المنازل في الأغوار، وباشرت الجرافات الإسرائيلية، على الفور، تنفيذ عملية الهدم منذ ساعات الصباح الباكر.
عدد اليوم
