الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية البيئية

1 يناير 2012
احتلت التربية البيئية مكانة هامة في عدد من الدول المتقدمة، لدرجة أصبحت في بعض الدول بمثابة مادة تعليمية ضمن المواد العلمية الأخرى، إلى جانب التركيز عليها ضمن الأنشطة اللاصفية منذ المؤتمر الأول للبيئة، والذي عقد في ستوكهولم عام 1972، وكان من أبرز توصياته صدور الإعلان العالمي عن البيئة والإنسان، وقرار إنشاء برنامج دولي للتربية البيئية من اليونيب، يتناول جميع مراحل التعليم العام. ذلك المؤتمر أعقبته عدة مؤتمرات دعت إلى ضرورة ربط التربية البيئية ببرامج التعليم النظامي وغير النظامي، مثل مؤتمر بلجراد عام 1975 وتبليس عام 1977 ولقاء قمة الأرض الأول في عام 1992 وكان ذلك في البرازيل، والثاني عام 2002 بجنوب أفريقيا، وأكدت تلك اللقاءات أن مسؤوليات حماية البيئة وصيانتها تقع على عاتق الأفراد والحكومات والوزارات المعنية بالبيئة، وأيضا على المؤسسات التربوية، وأنه لا يمكن للبيئة أن تزدهر ما لم تجتمع كل الجهود للمحافظة على البيئة، وحمايتها من المخاطر الكثيرة التي يتسبب بها الإنسان نفسه ولنفسه. لذا تبرز أهمية ربط البيئة والاهتمام بها بالتشريعات والسياسات، وأيضا بالرقابة والقرارات التي تتخذها الحكومات من أجل المحافظة على البيئة، ومن المهم أن ندخل المحتوى البيئي المناسب ضمن المناهج الدراسية، في مراحل التعليم المختلفة، لأن التربية البيئية أصبحت من العناصر الهامة والبارزة، خاصة في إعداد المناهج الدراسية في الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة. نحن اليوم نسابق الزمن لأجل الحفاظ على المكون البيئي من حولنا، وأيضا نسابق لأجل أن نساهم في خفض درجات الحرارة، لأن الأخيرة من أهم مسببات الخلل في الكوارث بسبب الاحتباس الحراري، ولذا يمكن أن نضمن المحتوى البيئي في مكونات المناهج والكتب الدراسية، انطلاقا من طبيعة التربية البيئية كطريقة لتنفيذ حماية البيئة، على أن لا تكون فرع منفصل من فروع العلوم أو مادة دراسية مستقلة، وإنما ينبغي تنفيذها وفق مبدأ التعليم المتكامل المتواصل مدى الحياة. إن دراسة قضايا البيئة المتضمنة المحتوى البيئي، تحتاج إلى أمور مهمة لصنع المادة الخاصة بالتربية البيئية، ومن ذلك أن يتم اختيار قضايا مهمة ترتبط بحياة الطالب بشكل يومي، وأن يتبع أسلوب المناقشة في تناول القضية المختارة، ذلك لأن المناقشة تساعد المتعلم على فهم نفسه، والمطلوب أن يتم ذلك بشكل مختلف عن فتح الكتاب والسؤال والجواب، لأن ذلك سيحدث تغييرا إيجابيا في سلوكه، كما تساعده على التعبير بلغة سليمة وعلى تفكير منطقي، وعلى المعلم أن يكون خبيرا لأن ذلك يساعد الطالب على زيادة فهمه للبيئة، وأهم ما في الأمر أن يرافق ذلك زيارات للأحياء السكنية والمحميات والاطلاع على الشواطئ والمناظر السيئة لحال الأراضي المليئة بالأكياس البلاستيكية أو النفايات التي تنتج عن إهمال زوار المتنزهات. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©