دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس، إلى “وقف فوري” للعمليات الليلية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي “الناتو” في أفغانستان وتفتيش المنازل من قبل جنود أجانب، حسبما أعلن الناطق باسمه ايمل فايزي. في حين ذكرت وزارة الداخلية في بيان أمس، أن قوات أمن أفغانية وأجنبية قتلت اثنين من المسلحين واعتقلت 9 آخرين خلال عمليات في أقاليم لغمان وقندهار وهلمند وغزنة خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
من جهته، أعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في تقرير حول أفغانستان أمس، أن الحوادث الأمنية التي شهدتها البلاد المضطربة على مدار الأشهر الأحد عشر الماضية، ارتفعت بنسبة 21% عن الفترة نفسها عام 2010.
في غضون ذلك وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أفغانستان أمس في زيارة لتفقد قواته قبل أعياد الميلاد، وقد اضطرت طائرته إلى الهبوط في قاعدة عسكرية بولاية قندهار بعد أن كان مقرراً هبوطها بولاية هلمند حيث تنتشر الغالبية الساحقة من الجنود البريطانيين البالغ عددهم 9500 عسكري، وذلك بسبب عاصفة رملية. بالتوازي، أبلغت إسلام آباد مجلس الأمن الدولي أن الهجوم الجوي الدامي الذي شنته قوات الناتو عبر حدودها في 26 نوفمبر الماضي وأودى بحياة 24 جندياً باكستانياً، كان عدواناً على سلامة أراضيها وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة.
وقال فايزي “رئيس افغانستان يريد وقفاً فوراً للحملات الليلية وعمليات تفتيش المنازل الأفغانية”، مضيفاً “أنه لم يعد يريد أن يدخل أي أجنبي إلى منازل الأفغان لتفتيشها”.
وكان المتحدث باسم قوة الحلف في افغانستان “إيساف” الجنرال الألماني كارستن جاكوبسون، أعلن أن العمليات الليلية المثيرة للجدل ستستمر رغم مقتل امرأة خلال واحدة منها فجر السبت الماضي.
ورد المتحدث الرئاسي الأفغاني بالقول “إن تصريحات مسؤولي الأطلسي تتناقض تماماً مع قرارات اللويا جيرجا ومطالب الشعب الأفغاني المدعومة من الجيرجا ومع ما يريده الرئيس”.
وكان اللويا جيرجا، وهو المجلس التقليدي لأعيان ووجهاء القبائل الذي انعقد منتصف نوفمبر الماضي، طالب بمنع عمليات تفتيش منازل الأفغان من قبل القوات الأجنبية كشرط لتوقيع شراكة استراتيجية مع واشنطن تحدد أطر الوجود العسكري الأميركي بعد انسحاب القوات القتالية التابعة للحلف الأطلسي كما هو مقرر أواخر 2014.
وأوضح فايزي أن المداهمات التي تجري خلال عمليات “يقوم الأفغان بها 100%” لا تطرح مشكلة “لكننا نرفض أن تدخل قوات أجنبية بيوت الناس”.
ومن ناحيته، ذكر أمين عام الأمم المتحدة في تقريره ربع السنوي حول أفغانستان أنه بنهاية نوفمبر المنصرم، بلغ المتوسط الشهري للحوادث الأمنية 1995 حادثا بزيادة 21% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي الأثناء، وأبدى كاميرون “أسفه” لاضطراره إلى تغيير الخطة الموضوعة لزيارته بسبب عاصفة رملية تسببت بإغلاق مدرج الطائرات في قاعدة كمب باستيون البريطانية في مدينة لشكر كاه عاصمة ولاية هلمند. كما اضطر كاميرون إلى الغاء اجتماع كان مقرراً مع حاكم هلمند في لشكر كاه وزيارة إلى قاعدة عسكرية.
والتقى كاميرون طياري مقاتلات نوع “تورنادو” واستقل احدى الطائرات الحربية وجلس في مقصورتها. كما التقى الجنرال الأميركي جيمس هاجينز القائد الإقليمي لقوات حلف الأطلسي بجنوب افغانستان وأجريا محادثات حول التقدم العسكري في أفغانستان.
إلى ذلك، أبلغ مندوب باكستان بالنيابة لدى الأمم المتحدة رضا بشير تارر أعضاء مجلس الأمن بأن هجوم الناتو على مركزين عسكريين في أراضي بلاده عبر الحدود الذي راح ضحيته 24 جندياً كان حادثاً خطيراً قاطعت بلاده على إثره مؤتمر بون، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وأضاف أن الحكومة الاتحادية الباكستانية عندما اتخذت قرار المقاطعة أعربت أيضاً عن أملها أن يجدد المجتمع الدولي تأكيداته لدعم السلام في أفغانستان مضيفاً “نريد من المجتمع الدولي تحقيق النجاح في أفغانستان وفي الوقت نفسه نؤكد التزام بلادي في استعادة السلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة بأسرها وتتطلع إلى العمل بشكل فعال إلى جو خال من تبادل الاتهامات وعلى أساس من الاحترام المتبادل والثقة”.
عدد اليوم
