الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

60 قتيلاً بمعارك بين «الحوثيين» والقبائل شمال اليمن

60 قتيلاً بمعارك بين «الحوثيين» والقبائل شمال اليمن
21 ديسمبر 2013 00:27
قُتل ما لا يقل عن 60 مسلحاً باشتباكات عنيفة اندلعت أمس الجمعة بين المقاتلين الحوثيين ومليشيات الزعيم القبلي صادق الأحمر في محافظة عمران شمال اليمن، فيما سيطرت جماعات قبلية جنوبية مسلحة على منشآت حكومية وأمنية في عدد من محافظات الجنوب، وذلك في أول أيام ما سُمي بـ”الهبة الشعبية” التي دعت لها عشائر قبلية في محافظة حضرموت احتجاجاً على مقتل زعيم قبلي، مطلع ديسمبر، برصاص قوات عسكرية اشتبهت في انتمائه إلى تنظيم القاعدة. واندلعت في وقت مبكر الجمعة معارك عنيفة في منطقة “وادي خيوان”، وسط عمران، بين المقاتلين الحوثيين ومليشيات قبلية تابعة للشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة “حاشد” ذائعة الصيت في شمال اليمن. ويسيطر “الحوثيون”، الذين يعتنقون المذهب الإسلامي الشيعي ويتمردون على الحكومة المركزية في صنعاء منذ 2004، على أغلب مناطق محافظة صعدة على الحدود مع السعودية منذ مارس 2011. وذكرت مصادر في قبيلة “حاشد” لـ (الاتحاد) أن “الحوثيين” نجحوا في السيطرة على “وادي خيوان” بعد معارك شرسة خلفت عشرات القتلى بينهم 60 من مسلحي عشيرة “العصيمات” التي ينتمي إليها الشيخ الأحمر المتزعم لما يُسمى بـ”حلف قبائل النصرة” الذي يساند الجماعة السلفية المتشددة في صراعها المسلح ضد جماعة “الحوثيين” في منطقة دماج بمحافظة صعدة والذي نشب أواخر أكتوبر. وأكدت المصادر أن “الحوثيين” دمروا منزلا تابعا للشيخ الأحمر في منطقة “وادي خيوان” التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن قرية “الخمري” المعقل الرئيس لعائلة الأحمر ذات النفوذ السياسي والاقتصادي الكبيرين في اليمن. وأعلن موقع إخباري موال لجماعة الحوثي “سيطرة” الجماعة المذهبية على “وادي خيوان” وتدمير منزل الأحمر هناك “بعد معارك عنيفة فجر الجمعة”، لافتا إلى سيطرة “الحوثيين” في وقت سابق هذا الشهر على “وادي دنان” شمال عمران، بعد أن كان ظل خاضعا لسنوات لنفوذ عائلة الأحمر التي تساند حزب “الإصلاح” الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وتوقع مصدر قبلي اندلاع “حرب عنيفة” بين عائلة الأحمر وجماعة الحوثي اللذين تحالفا ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح إبان انتفاضة 2011. وغادر أكثر من 1000 مقاتل من أتباع الأحمر، أمس الجمعة، العاصمة صنعاء باتجاه محافظة عمران لمساندة الشيخ حسين الأحمر، شقيق زعيم قبيلة حاشد، الذي يتواجد حاليا في قرية “الخمري”، حسب ما ذكر مصادر محلية في صنعاء. وكانت مليشيات الأحمر خاضت صراعا مسلحا ضد قوات حكومية موالية للرئيس السابق وسط العاصمة صنعاء في عام 2011. من جانبه، اتهم حزب “الإصلاح”، أمس الجمعة، جماعة الحوثي باختطاف أحد عناصره القيادية الخميس في مدينة صعدة، وطالبها بإطلاق سراحه فورا. ودعا الحزب، الذي يعد ثاني أكبر الأحزاب السياسية في اليمن بعد حزب الرئيس السابق، جماعة الحوثي إلى “ضبط عناصرها المنفلتة والإقلاع عن التصرفات المنتهكة للحقوق والحريات والكف عن ملاحقة النشطاء السياسيين”. وقال بيان، نشر على موقعه الالكتروني، إنه لن ينجر نحو “أساليب العصابات الخارجة عن القانون” لكنه أكد عزمه على الدفاع عن أبناء محافظة صعدة “وملاحقة منتهكي حقوقهم بكافة الوسائل القانونية المشروعة”. وطالب البيان محافظ صعدة، فارس مناع، الذي نصبه “الحوثيون” حاكما إداريا للمحافظة قبل أكثر من عامين، تحمل مسؤوليته تجاه حماية أهالي صعدة أو إعلان عجزه بوضوح للرأي العام. واتسعت دائرة الإضرابات في اليمن منذ تنحي صالح، أواخر فبراير 2012، تحت ضغط انتفاضة شعبية طالبت في 2011 بالديمقراطية لكنها منحت الجماعات الدينية والقبلية في الشمال والجنوب نفوذا متزايدا في ظل عجز السلطات الانتقالية عن فرض هيبة الدولة.وسيطرت جماعات قبلية مسلحة، أمس الجمعة، على مرافق حكومية، بعضها مؤسسات أمنية، في عدد من مدن الجنوب استجابة لما سمي بـ”الهبة الشعبية” التي دعت لها قبائل محافظة حضرموت احتجاجا على مقتل الزعيم القبلي المحلي، الشيخ سعد بن حبريش، في مدينة سيئون برصاص قوات من الجيش اشتبهت بانتمائه إلى تنظيم القاعدة. وفشلت جهود الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية خلال الأيام الماضية في إثناء القبائل المسلحة عن تنفيذ تمردها في الجنوب حيث تتصاعد منذ مارس 2007 موجة غضب شعبي مطالبة بالانفصال عن الشمال على خلفية اتهامات للشماليين باحتكار الثروة والسلطة منذ العام الرابع لإعلان الوحدة الوطنية في مايو 1990. وأيدت فصائل متشددة في “الحراك الجنوبي” الانفصالي الدعوة إلى الهبة الشعبية التي تهدف إلى إسقاط المحافظات الجنوبية وطرد القوات الأمنية والعسكرية “الشمالية”. وأكدت مصادر في الحراك سيطرة “أبناء الجنوب” على مرافق حكومية وأمنية في بعض مدن الجنوب، مشيرة إلى أن المحتجين الجنوبيين رفعوا أعلام ما كان يعرف ب”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي كانت تحكم الجنوب حتى مايو 1990، على أسطح المباني الحكومية بعد أنزلوا أعلام “الجمهورية اليمنية”. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) أن محتجين جنوبيين “بينهم مسلحون” سيطروا على جميع المرافق الحكومية في مدينة الضالع، التي تعد معقلا رئيسيا للجماعات الانفصالية المسلحة في جنوب اليمن، مشيرين إلى أن من بين المرافق الحكومية التي احتلها المسلحون مقر الأمن العام في المحافظة الواقعة على الشريط الحدودي السابق بين ما كان يسمى باليمن الشمالي واليمن الجنوبي. وأضافوا أن المحتجين رفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة على المباني الحكومية، وأنهم شكلوا مليشيات محلية لحراسة هذه المباني، موضحين أن جماعات مسلحة قامت أيضا بإغلاق جميع المنافذ على الشريط الحدودي السابق بين شمال وجنوب اليمن بعد أن استحدثت نقاط تفتيش هناك. وذكر موقع “نيوز يمن” الإخباري المستقل، أن عددا من الشركات العاملة في مجال النقل الجماعي علقت، أمس الجمعة، جميع رحلاتها إلى المحافظات الجنوبية “تحسبا لأعمال عنف”. وكان شخص قتل الليلة قبل الماضية في صدامات مناطقية شهدتها بلدة “صبر” في محافظة لحج الجنوبية، حسب وسائل إعلام يمنية متعددة. وذكر تلفزيون “عدن لايف” الذي يدعم الحراك الانفصالي في جنوب اليمن، أن اشتباكات اندلعت في وقت مبكر الجمعة بين مسلحين قبليين وقوات أمنية مكلفة بحماية حقول نفطية في وادي المسيلة بمديرية “غيل بن يمين”، وسط حضرموت، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى جراء هذه الاشتباكات. وأفاد بأن مسلحين قبليين هاجموا العديد من المواقع الأمنية في بعض مديريات حضرموت، وأنهم تمكنوا من السيطرة عليها، فيما تضاربت الأنباء بشأن سقوط قتيل في صدامات بين قوات الأمن ومسلحين في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة. من جانبه، نفى مصدر مسؤول في المجلس المحلي بمحافظة حضرموت “سيطرة بعض القبائل على نقاط عسكرية في منطقة المسيلة بمديرية غيل بن يمين”. وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن هذه الأنباء “افتراءات” وغير صحيحة وتهدف إلى “زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة”، مشيرا إلى أن أهالي حضرموت “أكبر من أن يقوموا بمثل هذه التصرفات والأعمال التي ليست من شيمهم وأخلاقهم ولا من توجهاتهم الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق مبدأ العدالة عبر نبذ العنف والتطرف”، حسب قوله. واتهم ناشطون في الحراك الجنوبي الحكومة اليمنية بقطع شبكتي الاتصالات والانترنت في المحافظات الجنوبية منذ فجر الجمعة، بهدف “التعتيم على الهبة الشعبية”، إلا أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أكدت في بيان، مساء الجمعة، تعرض الشبكة الوطنية للاتصالات لاعتداءات تخريبية “هي الأكبر من نوعها” بعد أن استهدفت مواقع رئيسية في محافظات شبوة (جنوب)، عمران (شمال)، ومأرب (شرق). وقال مصدر مسؤول في وزارة الاتصالات إن تلك الاعتداءات “جرت في وقت واحد”، وتسببت بخروج الشبكة الوطنية للاتصالات عن الخدمة (هاتف وانترنت)، في محافظات مأرب، الجوف، حضرموت، شبوة، أبين، وعدن، إضافة إلى “إلحاق الضرر الكبير بالشبكة وتكبيد المؤسسة خسائر مالية فادحة”. واعتبر المصدر أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار الاستهداف الممنهج لشبكة الاتصالات الوطنية منذ بداية العام الجاري، والذي ألحق الشبكة خسائر مالية قدرت بمليار ونصف المليار ريال. وحث خطباء مساجد في صلاة الجمعة، أمس، على “التحلي بالسلوك السلمي ونبذ العنف ودرء الفتن” التي تواجه البلاد، مشددين على ضرورة “إفشال مخططات إشاعة ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد”، و”تجنب السلوكيات الهدامة والشاذة عن قيم وأعراف وعراقة أبناء الشعب اليمني”. وتحدث الخطباء، حسب وسائل الإعلام اليمنية الحكومية، عن تجانس الشعب اليمني في الشمال والجنوب، وحذروا من مغبة معالجة الأخطاء التي لحقت بأبناء الجنوب في العقدين الماضيين “بظلم اشد جرما وحرمة”، حسب تعبيرهم.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©