الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشبهانة» .. قرنان من التحدي والصمود

«الشبهانة» .. قرنان من التحدي والصمود
25 فبراير 2017 00:42
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) «الشبهانة» .. تلك الشجرة القائمة في غابة المرخ في مدينة «بعيا السلع» في المنطقة الغربية ويبلغ عمرها أكثر من مائتي عام ومحيطها 16 مترا، ليست مجرد أقدم شجرة في الإمارات فحسب.. ولكنها رمز للصمود والتحدي، إذ كانت الشجرة الوحيدة التي استعصت وقاومت بشموخها جميع الظروف البيئية من تصحر وجفاف ورياح على مر السنين، لتضحى معلما يقصده الرحالة والمسافرون للاستظلال بظلها والنوم تحتها هرباً من شدة القيظ والحر الشديد. استطاعت «الشبهانة» أن تضرب بجذورها في أعماق التاريخ لتتحدى الزمن والعوامل الجوية القاسية، لتظل شامخة شموخ أبناء الإمارات ولتصبح شاهدة على تاريخ المنطقة، تروي لمن حولها تاريخ حقبة مهمة من الزمان والأحوال. يعزي الشاعر والإعلامي راشد بن فطيمة المنصوري، أحد أهالي مدينة السلع، سبب تسمية الشجرة، وفقا لما سمعه عن والده عن جده، إنهم كانوا يرونها من بعيد لمسافة تزيد عن 60 كم وأكثر.. وأنهم شاهدوا الشجرة من منطقة «براكة» عندما كان الجو صحوا! ورغم تعدد أسباب التسمية إلا أن أقربها وأكثرها انتشارا أنها جاءت لإمكانية رؤيتها من بعيد، فكانت تظهر صغيرة، فشبهها العرب عند رؤيتها من بعيد بعملة صغيرة تسمى «أنه».. فيقولون « شبه انه «، ومع الوقت تحولت إلى «شبهانة». ويؤكد المنصوري أن موقعها الاستراتيجي أعطاها مكانة خاصة عند العرب من دول الإمارات وقطر والسعودية، حيث يقصدها الجميع لتكون ملتقى لهم، ولتظل محطة وسكناً وملتقى للناس والمسافرين من وإلى المملكة العربية السعودية يستريحون تحت أغصانها ويتكئون على جذعها، يتناقلون الأخبار والحكايات والذكريات، يلتقطون الأنفاس، يهدأون، يتسامرون، يرتوون من بئر «بعيا» أو من بئر «السلع» ويتزودون بالماء العذب لمواصلة أسفارهم. ويقترح المنصوري أن يتم التعامل مع الشجرة والبئر كمعلم سياحي يتم تجهيزه للجمهور والزوار للاستمتاع ولاسترجاع ذكريات وعظمة المكان وقوة شجرته. وتصنف»الشبهانة» ضمن أشجار الغاف، وتتكون من خمسة فروع كبيرة، يمثل الفرع الواحد شجرة قائمة بذاتها، وتمثل واحدة من أبرز مَعالم مدينة السلع. وكان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد زار الشجرة في ثمانينيات القرن الماضي واستراح تحت ظلها بضع ساعات وأعجب، رحمه الله، بشموخها، وأمر على الفور بأن تروى «الشبهانة» بوساطة الري الحديث، مع إسناد فروعها المائلة خوفا من سقوطها، وإعطائها المزيد من العناية لكي تحافظ على اخضرارها وبقائها. كما أمر بأن تزرع منطقة «الشبهانة» في مساحة 301 هكتار بالأشجار المحلية لتكون محمية للحيوانات البرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©