اختتمت في سنغافورة أمس فعاليات مجلس أبوظبي - سنغافورة الاقتصادي التي بدأت أمس الأول وشارك فيها أكثر من خمس عشرة شخصية حكومية واقتصادية وتجارية إماراتية التقوا على مدار يومين بنظرائهم السنغافوريين·
وشهد اليوم الأخير من أعمال المجلس توقيع شركة الدار العقارية لاتفاقية شراكة مع شركة كيبال السنغافورية للتطوير، وتنص الاتفاقية على أن تقوم الشركة السنغافورية بتطوير بعض قطع الأراضي لحساب شركة الدار في مشروع شاطئ الراحة في أبوظبي، حيث ستقوم الشركة السنغافورية بتوفير التمويل اللازم·
وكانت شركتا ''مبادلة للتنمية''، و''كابيتالاند'' وقعتا اتفاقية شراكة لإنشاء مشروع عقاري متكامل، حيث تنص هذه الشراكة على تبادل الخبرات والمصادر لإدارة وتطوير هذا المشروع في وسط أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات الذي سيتم بناؤه في المنطقة المحيطة باستاد مدينة زايد الرياضية، ويضم وحدات سكنية، ومحال ومرافق ترفيه·
وعلى هامش اجتماع المجلس أعلن بنك الخليج الأول عن تدشين مكتب تمثيل إقليمي له في سنغافورة، وذلك للمساعدة في دعم المشاريع المشتركة بين رجال الاعمال في كل من أبوظبي وسنغافورة·
كما وقعت دائرة الخدمة المدنية اتفاقية تعاون مع الجانب السنغافوري، تهدف إلى الاستفادة من التجربة السنغافورية ونقل الخبرة والتدريب للكوادر الإماراتية في مجال التنمية البشرية، وتطوير وإعادة تأهيل الكوادر الوطنية، وتنمية مهارات وكفاءات العاملين في مجالات التنمية والقطاع الحكومي بشكل خاص·
وخلال اليوم الأخير لفعاليات مجلس أبوظبي - سنغافورة الاقتصادي، أعلنت شركة الاتحاد للطيران الناقل الوطني لدولة الإمارات عن تدشين خط طيران مباشر من أبوظبي إلى سنغافورة اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل·
وعلى هامش فعاليات اليوم الأخير الذي شهد لقاءات ثنائية مكثفة بين رجال الأعمال الإماراتين ونظرائهم السنغافوريين للتباحث معهم في آليات شراكة ثنائية، والدخول معهم في إقامة مشاريع استثمارية مشتركة سواء داخل أبوظبي أو في سنغافورة·
ويتوقع أن تسهم تلك اللقاءات الثنائية في دعم عمل المجلس الجديد، والتواصل لاتفاقيات شراكة وتعاون أكبر في المستقبل·
وكانت إمارة أبوظبي وسنغافورة قد وقعتا أول أمس على مذكرة تفاهم لإطلاق مجلس اقتصادي مشترك بين البلدين، وقد وقع عن حكومة أبوظبي معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، فيما وقع عن سنغافورة معالي لي اي شيان وزير الدولة للتجارة والصناعة، ويشغل كل منهما منصب الرئيس المشترك للمجلس·
وتتمثل الأهداف الرئيسية للمجلس في تحديد مجالات التعاون بين الشركات في أبوظبي وسنغافورة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الأعمال في أبوظبي وسنغافورة من أجل استكشاف فرص الاستثمار المشترك في البلدين أول في بلدان ومناطق أخرى، بالإضافة إلى توفير منبر لتبادل المعلومات بين قطاعي الأعمال في كل من أبوظبي وسنغافورة بشأن الشؤون الاقتصادية وفرص الأعمال·
ويتألف مجلس أبوظبي - سنغافورة الاقتصادي من عدد من كبار رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين في أبوظبي وسنغافورة يمثل أبوظبي في المجلس كل من: معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية بإمارة أبوظبي، والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مبادلة للتنمية، وأحمد علي الصايغ رئيس مجلس إدارة شركة الدار العقارية والرئيس التنفيذي لشركة دولفين للطاقة، وحسين النويس رئيس مجلس إدارة صندوق الشيخ خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وسعيد عيد الغفلي رئيس مجلس إدارة شركة صروح، والمهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي للتجارة والصناعة ورئيس مجلس إدارة ''القدرة القابضة''، وعبد الحميد سعيد العضو المنتدب لبنك الخليج الأول، وسعيد الهاجري المدير التنفيذي لدائرة الأسواق الناشئة لدى جهاز أبوظبي للاستثمار ورئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي التجاري، وليد المقرب المهيري الرئيس التشغيلي لشركة مبادلة للتنمية، وخليفة المزروعي رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات، وأبوبكر خوري مساعد مدير دائرة الأسهم الخاصة في جهاز أبوظبي للاستثمار، أحمد سعيد الكليلي العضو المنتدب لشركة موانئ أبوظبي، وسهيل محمود الأنصاري مدير مشاريع أول في شركة مبادلة للتنمية·
يذكر أن أبوظبي تمتلك 94% من احتياطات النفط المؤكدة لدولة الإمارات أو 9% من إجمالي احتياطات النفط العالمية ويبلغ متوسط دخل الفرد فيها35,000 دولار أميركي· وقد شرعت الإمارة بتنفيذ برنامج تصنيع طموح يتطلب تعاوناً واسع النطاق في عدد كبير من القطاعات· وتقدر القيمة الإجمالية للاستثمارات التي تخطط أبوظبي لتنفيذها بين 2006 و 2010 في قطاعات الإنشاء والسياحة والنفط والغاز والتنمية الصناعية والماء والكهرباء حوالي 163 مليار دولار أميركي·
ويتضح من خلال المناقشات الأولية مع المسؤولين من إمارة أبوظبي أن هناك عدة مجالات متاحة للشراكة والتي تشمل العقارات والتعليم والرعاية الصحية وخدمات الحكومة الإلكترونية· ففي مجال التعليم مثلاً تعمل الهيئة الوطنية للتعليم السنغافورية على تقديم خدمات استشارية لمجلس أبوظبي للتعليم فيما يتعلق بإنشاء معهد لتدريب المعلمين، وهناك فرص جيدة للاستفادة من الإمكانات الكبيرة لسنغافورة في تطبيق أنظمة تقنية معلومات من أجل الارتقاء بنظم التعليم بما في ذلك نظم التقييم الأكاديمي·
وقال معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية بإمارة أبوظبي: ''إن هناك الكثير الذي يجمع بين البلدين، فكلا البلدين يؤمن بحرية التجارة ولديه اقتصاد حديث يتسم بالديناميكية· وكلاهما أرسى معايير جديدة فيما يتعلق بالاستثمار العالمي في القطاعين العام والخاص''·
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية شونق لت شوينق: ''إن مجلس أبوظبي سنغافورة الاقتصادي يعد بداية جيدة نحو إرساء إطار للتعاون المشترك، ونحن على يقين من أنه سيفتح مزيداً من الفرص للمشاركات السنغافورية لدخول أسواق أبوظبي''· وفي حين أن العديد من الشركات السنغافورية التي لها مصالح في الشرق الأوسط ظلت تركز على الاقتصادات الصغيرة كدبي وقطر، فإننا نلحظ استعداداً متنامياً لدى هذه الشركات للنفاذ إلى أسواق أكبر كسوق أبوظبي·
ومن المقرر أن يتم افتتاح مكتب مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية في أبوظبي في أغسطس المقبل، حيث ستنشئ مؤسسة مشاريع سنغافورة العالمية مركزاً لها في أبوظبي بهدف تلبية الطلب على خدمات السوق·
وللمؤسسة مركزان في الشرق الأوسط في كل من دبي، وقطر· وقد نظمت المؤسسة ثلاث رحلات عمل إلى أبوظبي خلال النصف الأول من هذا العام، وسوف تنظم ثلاث رحلات أخرى خلال ما تبقى من العام·
ومن أكبر الشركات التي تعمل في أبوظبي شركة سيمبكورب يوتيليتي، والتي تشارك في مشروع مشترك مع هيئة أبوظبي للماء والكهرباء لتملك محطة مستقلة للماء والكهرباء في إمارة الفجيرة· وهناك أيضاً جورنق كونسلتنس وهي الاستشاري الرئيسي لمدينة أبوظبي الصناعية الثانية، وشركة شانغي لمطارات الدولية التي تتولى إدارة عمليات التشغيل في مطار أبوظبي الدولي وتقديم خدمات استشارية للمطار الجديد في أبوظبي·
وتشهد حركة التجارة بين سنغافورة ودولة الإمارات نمواً مستمراً، حيث بلغت قيمتها الإجمالية في العام الماضي 11,7 مليار دولار سنغافوري بالمقارنة مع 10,4 مليار دولار سنغافوري في عام 2005 · وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط لا يشكل سوى نسبة 2,0% من إجمالي الإستثمارات السنغافورية الخارجية، فإن 67% من إجمالي الاستثمارات في الشرق الأوسط توجد في دولة الإمارات وذلك اعتباراً من عام ·2004
وتعتبر دولة الإمارات ثاني أكبر مستثمر في سنغافورة من منطقة الشرق الأوسط وقد تضاعف إجمالي استثماراتها المباشرة مرتين ونصف المرة ليصل إلى 150 مليون دولار سنغافوري بنهاية عام ·2004
عدد اليوم
