السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محتجون يقتحمون مؤتمر حقوق الإنسان في اليمن

10 ديسمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - انسحب رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، أمس الأحد، من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحقوق الإنسان، بعد أن قاطع كلمته محتجون من أنصار الانتفاضة الشبابية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتزامن افتتاح “المؤتمر الوطني الأول لحقوق الإنسان”، الذي تنظمه وزارة حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء تحت شعار “للجميع حق المشاركة في الحياة العامة”، مع وقفة احتجاجية لعشرات المحتجين، الذين تجمعوا قبالة فندق موفنبيك حيث عُقد المؤتمر، بحضور العديد من سفراء الدول العربية والأجنبية ومسؤولين حكوميين وناشطين في حقوق الإنسان. وقاطع محتجون، يصنفون بأنهم مستقلون، كلمة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، وهم يهتفون “ارحل”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، ما دفع الأخير إلى الرد عليهم بالقول “الشعب يريد إسقاط علي عبدالله صالح.. الشعب يريد إخراج صالح”. واتهم باسندوة، وهو أحد أبرز قادة انتفاضة العام الماضي ضد الرئيس السابق، معارضيه من الشباب بالفشل والعمالة لصالح، الذي أُجبر على التنحي، نهاية فبراير، لكنه لا يزال رئيسا لحزب “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في الحكومة الانتقالية. وخاطب رئيس الوزراء المحتجين “أنتم فاشلون. أنتم ستخسرون. أنتم جئتم لتخربوا.. كم دفعوا لكم من فلوس؟”، إلا أن الشباب استمروا بالهتاف ضده ما دفعه إلى النزول من المنصة الرئيسية للمؤتمر، وهو يقول “خلاص يا شباب. الزعيم (صالح) عرف أنكم هنا”. وسيطر محتجون على المنصة الرئيسية وهتفوا ضد باسندوة و”الحصانة” الممنوحة للرئيس السابق، بموجب اتفاق نقل السلطة . ووصفت صحيفة “الصحوة”، التابعة لحزب “الإصلاح” الإسلامي، أبرز مكونات “اللقاء المشترك”، المحتجين الذين قاطعوا أفشلوا حفل افتتاح مؤتمر حقوق الإنسان، بأنهم “بلاطجة المخلوع”. لكن مانع المطري، عضو “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية”، التي تزعمت الحركة الاحتجاجية ضد صالح، قال لـ”الاتحاد”: هؤلاء (المحتجين) ثوار ولا أحد يستطيع أن ينكرهم”، مُحملا الحكومة الانتقالية مسؤولية ما حدث في افتتاح مؤتمر حقوق الإنسان “لأنها تتعامل بشكل فردي وليس مع تكتلات” الحركة الاحتجاجية الشبابية.كما اتهم القيادي الشبابي حكومة باسندوة بالتقصير في معالجة ملف قتلى وجرحى الانتفاضة “وهذه قضية يجب أن تكون على رأس الأولويات الحكومية”، حسب قوله. وانتقد بيان منسوب إلى “شباب الثورة”، تناقلته وسائل أعلام يمنية أمس الأحد، “تهميش قضايا انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام السابق والحالي”، معتبرا أن مؤتمر حقوق الإنسان، الذي من المفترض أن يختتم فعالياته اليوم الاثنين، “تجاهل جميع الانتهاكات الجسيمة بحق الإنسانية طول فترة حكم النظام السابق”، خصوصا ضد المحتجين الشباب، وأنصار “الحراك الجنوبي”.وكان عشرات المحتجين الشباب تجمعوا قبالة مكان انعقاد مؤتمر حقوق الإنسان، وهم يرفعون صور ضحايا الانتفاضة الشبابية، ولافتات كتب على بعضها “لا مساومة في دماء الشهداء”. وطالب المحتجون بإطلاق سراح “شباب” معتقلين في السجون الأمنية على ذمة اضطرابات العام الفائت، لكن السلطات الأمنية - وعبر مكتب النائب العام - أنكرت أواخر الشهر الماضي، “وجود أي سجين لديها”. وأعلن محتجون رفضهم تمثيلهم في مؤتمر الحوار الوطني، المزمع إطلاقه بداية العام القادم. وكان رئيس الوزراء ذكر في بداية كلمته أن حكومته عازمة على أن “تفتح صفحة جديدة (..) تتسم باحترام حقوق وحريات المواطنين وصون كراماتهم”، مؤكدا التزامه بمعالجة ملف أسر الضحايا والجرحى والمعتقلين السياسيين. وقال إن “الحكومة تدرك ان الجهود التي بذلتها حتى الآن ليست كافية، وأن عليها أن تواصل القيام بواجبها على اكمل وجه حتى تتم معالجة كل القضايا معالجة كاملة وتامة”، مشيرا إلى أن الحكومة الانتقالية وافقت على إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات العام الماضي، بموجب مرسوم رئاسي صدر سبتمبر الفائت. من جهة ثانية، شهدت العاصمة صنعاء أمس الأحد مسيرة شبابية مناهضة للفساد، وذلك “لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الفساد في 9 ديسمبر”. ورفع المشاركون في المسيرة، الذين قدر أعدادهم بالمئات، لافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية “أوقفوا الفساد من أجل مستقبل اليمن”، و”الشفافية والإفصاح عن المعلومات بداية الطريق لمكافحة الفساد”. وانطلقت المسيرة، التي نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، من ميدان السبعين، جنوب صنعاء، وصولا إلى مكتب رئاسة الجمهورية ومقر الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في ميدان التحرير وسط العاصمة. وقال رئيس المركز، مصطفى نصر، في بلاغ صحفي، “تعبر بصورة واضحة عن مطالب الشباب في الشراكة الفاعلة مع الحكومة وكافة الأطراف للعب دور فاعل ومؤثر للحد من الفساد”. وقد سلم ممثلون عن المسيرة المسؤولين في مكتب رئاسة الجمهورية، رسالة إلى الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، أكدت امتلاك الشباب في اليمن “رؤية ناضجة وواعية لطبيعة التغيير” والحكم الرشيد. وقام متطوعون بتوزيع منشورات توعوية باليوم العالم لمكافحة الفساد، في عدد الأحياء والشوارع الرئيسية بالعاصمة صنعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©