ربما يجد لاعبو وجماهير نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم أنه من المناسب أن يستمعوا هذا الاسبوع إلى أغنية المطرب الاميركي جيرمين جاكسون التي حققت شهرة كبيرة في عام 1985 '' افعل ما تفعله'' خاصة مع وجود ذلك السؤال المؤثر بها ''كيف يمكن لأمر جيد كهذا أن يسير على هذا النحو السيء؟''· فقبل عام واحد كان نادي برشلونة هو فاكهة الكرة العالمية بعدما أحرز لقب دوري الدرجة الاولى الاسباني للعام الثاني على التوالي وبعد تغلبه على نادي آرسنال الانجليزي في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا·· وبدا المستقبل وكأنه شديد الإشراق· فقد تم ضم الفرنسي ليليان تورام والايطالي جانلوكا زامبروتا والايسلندي إيدور جوديونسن لتقوية الفريق المكتظ بالفعل بالمهارات والقوة·
وأعيد انتخاب خوان لابورتا كرئيس لبرشلونة دون أي معارضة مما منح برشلونة المزيد من الاستقرار المؤسسي الذي لم يتمتع بمثله منذ سنوات طويلة· وتنبأ لابورتا في أغسطس الماضي أن هناك ''موسم تاريخي'' يلوح في الافق لبرشلونة على اعتبار أن الفريق سيفوز ''بجميع الالقاب'' الممكنة بذلك الموسم· ولكن كم من الاختلافات يمكن أن تحدث في عام واحد؟ فحاليا ومع تبقي أقل من أسبوع على نهاية هذا الموسم من الدوري الاسباني باتت الملايين من جماهير برشلونة تنظر خلفها على موسم مأساوي بحساباتها الخاصة حيث لم يفز برشلونة خلاله سوى ببطولة كأس السوبر الاسبانية وكان ذلك في بداية الموسم في أغسطس الماضي· بينما تغلب اشبيلية على برشلونة لينتزع منه كأس السوبر الاوروبية· وتغلب فريق إنترناسيونال البرازيلي على برشلونة في نهائي بطولة كأس العالم للاندية·
وأطاح ليفربول الانجليزي بحامل لقب دوري الابطال من منافسات البطولة لهذا العام· وحتى فريق خيتافي المغمور أطاح ببرشلونة من الدور قبل النهائي لمسابقة كأس أسبانيا· وازداد الوضع سوءا بعد أن أصبح نادي ريال مدريد ألد خصوم برشلونة هو المرشح الاقوى حاليا لانتزاع لقب الدوري الاسباني منه·
وإذا ما نجح ريال مدريد في التغلب على ضيفه ريال مايوركا على ملعب ''بيرنابيو'' يوم الاحد المقبل في مباراته الاخيرة بالموسم فسيقود هذا الفوز ريال مدريد لإحراز لقبه الاول منذ عام 2003 - وسيرسل برشلونة إلى الأسى الشديد·
فكيف سارت الامور على هذا النحو السيئ؟
لقد بدأت الاستجوابات بالفعل· وعرضت النسخة الالكترونية لصحيفة ''سبورت'' الرياضية خمسة أسباب رئيسية ''للكارثة'' التي يمر بها برشلونة وهي : إهدار عشر نقاط في مباريات جرت على أرضه· والهزيمة خارج أرضه أمام الفرق الخمسة الاولى بالدوري الاسباني· والتعادل في خمس مباريات خارج أرضه أمام فرق من النصف السفلي لجدول الدوري الاسباني· وخسارة أربع نقاط أمام ريال مدريد وحده· وفتحت ''سبورت'' جدلا حول الحس التكتيكي لمدرب برشلونة الهولندي فرانك ريكارد· إلى جانب طرح الاسئلة حول سلوك نجمي الفريق الكبيرين اللذين يكنان الضغينة لبعضهما البعض البرازيلي رونالدينهو والكاميروني صمويل إيتو· وأبدت صحيفة ''موندو ديبورتيفو'' حزنها على ''أغلى فري السماء'' في بداية الموسم· كما وجهت ''بورتو ديبورتيفو'' بعض اللوم إلى ريكارد وإلى مدير الكرة بالنادي تكسيكي بيجريستاين· فالصفقات الشرائية التي عقدها بيجريستاين لم تزد من قوة الفريق على الاطلاق·
بينما بدا ريكارد ضائعا باستمرار بدون مساعده السابق هينك تين كيت الذي ترك برشلونة للعمل في أياكس الهولندي قبل عام واحد· وأصبح الرأي العام لدى معظم جماهير برشلونة التي تعي تماما حقيقة الموقف وكما ظهر من خلال العديد من مواقع الانترنت والبرامج الإذاعية التي تتلقى المكالمات التليفونية من الجماهير هو أن رونالدينيو ورفاقه أصبحوا مغرورين وراضين تماما عن أنفسهم بعد ما حققوه في الموسم الماضي وأنهم لذلك فقدوا ''شغفهم'' لتحقيق النجاح·
عدد اليوم
