الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحماية» في أن نعرف

21 ديسمبر 2013 21:05
كيف خلقت في بطن أُمّي؟ ولماذا يقتصر الحمل والإنجاب على الأم وحدها دون الأب؟، وكيف تكون الولادة؟ ولماذا لا تحمل الطفلة الصغيرة أو الفتاة غير المتزوجة؟ وما هي الفروق بين الذكر والأنثى؟ ما هو البلوغ؟ وكيف ومتى يصبح الفتى رجلاً؟ ومتى وكيف تصبح الفتاة أماً؟ تساؤلات حائرة عديدة لأطفالنا نقف أمامها حيارى، فلا عقل الطفل يستوعب ما يمكن أن يقال، ولا نحن قادرون على أن نلخص له الإجابة في كلمات شافية وواضحة وبسيطة ومفهومة! فضول الأطفال أمر إيجابي وطبيعي وحيوي، ومهما كانت الأسئلة بالنسبة للآباء والأمهات مزعجة، ليس أمامهم مفر من الإجابة، فلا سبيل إلى منع الطفل من أن يفكر، ومن ثم يطرح مثل هذه التساؤلات، لأن الغموض يسبب له تشتتاً، وإن حصل على إجابات من مصدر آخر قد تصله مشوهة ومغلوطة.. لذا يجب هنا أن يكون الوالدان على مستوى من الصبر والحكمة والوعي والمسؤولية التربوية، وأن يكونا على استعداد تام لمساعدة الطفل بإجابات معقولة مريحة وواضحة بما يشبع فضوله، ويقطع تساؤلاته بعد الإقناع والوثوق بها، وأن تكون منسجمة مع فهم الطفل وإدراكه ودرجة تقبله واستيعابه. ليس مطلوباً، ولا نتوقع أن يكون كل الآباء والأمهات خبراء أو متخصصين في التربية، لكن يفترض أن يتوافر لديهم الحد الأدنى من المعرفة التي تتيح لهم التعامل مع أطفالهم، واحتواءهم، واستيعابهم لهم بقدر يسير من المعرفة، وقدر أكبر من القدرة على التواصل والحوار والمكاشفة والصراحة والتبسط المحكم معهم، والاقتراب من عالمهم مهما كان حالماً أو خيالياً.. إن أخطر ما في الأمر أن تظل تساؤلات أطفالنا حبيسة الخوف والجهل والغموض والالتباس، والأخطر من ذلك أن يجدوا ضالتهم في إجابات صديق أو زميل أو جار أو سائق أو خادمة أو مربية، تفضي إليهم بجهلها أو شططها واجتهاداتها إلى ما لا تحمد عقباه، ولا نضمن بأي حال سلامة القصد والنية. كثير من علماء التربية يؤكدون أن التربية الجنسية ينبغي لها أن تبدأ من الأسرة، فالوالدان معنيان بهذا الأمر بشكل كبير، ولا يجب تجاهل أسئلة الأبناء أو الاستهتار بها، سواء الأطفال أو المراهقون، بل يجب أن يجتهدا للرد عليها بطريقة تلائم أعمارهم بشكل مبسط ومفهوم، ومن الأهمية أيضاً أن يخلو الأب والأم من أي من مظاهر الارتباك أوالحرج من إلحاح الصغار على الإجابة. الطفل دائماً ينتظر من والديه التحلي بكامل الثبات والثقة لأنهما مثله الأعلى، والمراهق إن لم يجد لدى المجتمع الذي ينتمي إليه ضالته من ثقافة ومبادئ وقيم، فسرعان ما يفقد ثقته به ويتجه نحو ثقافات أخرى «تحترمه وتحترم احتياجاته ومتطلباته». قد يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن مناقشة الثقافة الجنسية قد تشجع أو تثير الأبناء بما يتنافى وقيم المجتمع الأخلاقية وتقاليده وأعرافه، لكنهم في نفس الوقت يجهلون حقيقة أبدية مؤداها أن «المعرفة» هي سياج الأمان الأول الذي يقي ويحمي الإنسان مما يزيد على 95% من المشاكل!. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©