بيروت - د ب أ: دفعت التهديدات الأمنية الأخيرة في لبنان على يد جماعات يشتبه بارتباطها بتنظيم ''القاعدة'' الارهابي عددا كبيرا من الأسر اللبنانية والطلاب للبدء في رسم خطط للهجرة وبناء مستقبل جديد خارج لبنان·
ليلي رواده وهي كندية من اصل لبناني عادت إلى لبنان مع طفليها عام 2005 تحزم حقائبها استعدادا للرحيل، وتقول ''هذه المرة رحيل بلا عودة·· إنني لا أحب أن أقول هذا لكنني لا أستطيع أن أعيش في بلد يتعرض فيه ولداي للتهديد على يد متطرفين''·
وكان عدد كبير من اللبنانيين فروا أثناء الحرب الأهلية 1975-1990 ثم عادوا إلى لبنان عام 2000 بعد استقرار الوضع، ومن ثم أقاموا مشاريع تجارية وكانوا سعداء بتربية أطفالهم في وطنهم الأصلي· وتقول ريما نعماني وهي أميركية من اصل لبناني ''تزوجت في خضم الحرب الأهلية لكنني انتقلت للعيش في الولايات المتحدة ولكن عندما عاد الوضع في بلادي إلى طبيعته عدت ومعي أطفالي الثلاثة للعيش في لبنان وتعليمهم في المدارس هنا''، وتضيف ''الآن وبعد تدهور الوضع فقد قررت العودة مع أطفالي إلى الولايات المتحدة ثانية·· هذا مؤلم جدا بالنسبة لي ولأسرتي''· ويتطلع الشبان اللبنانيون الذين سيتخرجون من الجامعة الاميركية في بيروت والجامعة الاميركية اللبنانية لفرص في الخارج لأنهم لا يرون فرصا في بلادهم بعد اليوم· ويقول الطالب سامي ''لقد أعددت العدة للرحيل واستكمال تعليمي في الولايات المتحدة''·
ويعيش لبنان أجواء الفوضى منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام ،2005 وازداد الوضع تدهورا منذ بدأ الصدام بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الاسلام'' في 20 مايو الماضي· كما اهتزت الاوضاع على وقع خمسة انفجارات أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات· وقال دبلوماسي غربي لوكالة الانباء الالمانية ان عدد طلبات الحصول على تأشيرات للهجرة في سفارته في بيروت قد زادت بنسبة 40 في المئة منذ عام ·2005
وقال رياض طبارة وهو سفير لبناني سابق في الولايات المتحدة يعمل حاليا في احد معاهد البحوث في لبنان إن هذه الهجرة ستؤدي لنزيف عقول يهدد المستقبل الاقتصادي والاجتماعي للبنان، واضاف ''إن نصف خريجي الجامعات عام 2006 وصيف عام 2007 يحزمون حقائبهم الآن استعدادا للرحيل''· فيما اوضح مسؤول في مطار بيروت الدولي انه منذ منتصف مايو تم تسجيل أعداد كبيرة من الأسر اللبنانية الراحلة عن البلاد من مطار بيروت الدولي إلى وجهات مثل الولايات المتحدة وكندا ودول خليجية، وتوقع أن يشهد شهر يونيو الحالي زيادة في أعداد المغادرين بعد انتهاء الموسم الدراسي· وقال الخبير الاقتصادي ايلي حبيقة إن لبنان سيشهد صيفا قاتما وسيئا، واضاف ''نسبة الاشغال في الفنادق منخفضة للغاية وبعض المطاعم خلت من زبائنها لان الناس يؤثرون عدم الخروج ليلا خوف الانفجارات''· ويعول لبنان كثيرا على موسم الصيف الذي يشهد عادة وصول أعداد هائلة من السياح· وقالت نبيلة خوري العاملة بالسياحة ''إن صناعة السياحة فضلا عن وكالات السفر كانت تستعد ببرامج ترويج لاستعادة السياح من جديد لكن الانفجارات والقتال في شمال لبنان يبعد الجميع''·
عدد اليوم
