الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس تحتفل بدستورها بحضور دولي كثيف

تونس تحتفل بدستورها بحضور دولي كثيف
8 فبراير 2014 00:34
تونس (وكالات) - شارك قادة دول ومسؤولون أجانب أمس في تونس باحتفال رمزي أقامته رئاسة الجمهورية التونسية، بمناسبة المصادقة على الدستور الجديد لهذا البلد الذي انطلقت منه قبل 3 سنوات شرارة ثورات ما يسمى بـ«الربيع العربي». وأقيم الحفل في قاعة الجلسات العامة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) الذي تولى صياغة الدستور، بمشاركة رؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وبرلمانات من 23 دولة عربية وإفريقية وأوروبية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند هو الرئيس الأوروبي الوحيد الذي حضر الاحتفال مع رؤساء لبنان وتشاد والغابون وغينيا وموريتانيا، ورئيسي الوزراء الجزائري والكويتي ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي. وفي 26 يناير 2014 صادق المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011 على نص الدستور الحديد. وفي اليوم التالي وقع رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي على الدستور. وأعلن مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي في خطاب ألقاه في افتتاح الحفل أن الدستور الجديد سيدخل حيز النفاذ فور نشره يوم 10 فبراير 2014 بالجريدة الرسمية. وينص الفصل 147 من الدستور الجديد على أن يدخل «حيز النفاذ فور نشره» بأمر من رئيس البرلمان بالجريدة الرسمية.وسيحل الدستور الجديد محل دستور البلاد الصادر عام 1959 والذي تم تعليق العمل به إثر الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأعلن الرئيس الفرنسي أن الدستور التونسي الجديد «يؤكد..أن الاسلام يتماشى تماما مع الديموقراطية»، وأنه «يمكن أن يكون مثالا ومرجعا لدول عديدة». ونوه أولاند في خطاب بالدور الذي لعبته اربع منظمات أهلية، بينها المركزية النقابية القوية، لإخراج تونس من أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013. وقال مخاطبا القادة ونواب البرلمان التونسيين «فرنسا ستكون إلى جانبكم بالكامل». وأوضح أن المرحلة القادمة ستكون مهمة لضمان الأمن والاستثمار وإنعاش الاقتصاد. وقال: «ستكون فرنسا بكل قوتها إلى جانب تونس»، مشيرا أن باريس سترصد 500 مليون يورو لدعم التنمية في تونس. وأضاف أولاند «سنبعث رسالة إلى العام من أجل الحضور بكثافة الى تونس لأنه بلد جميل ومضياف وديمقراطي«. من ناحيته قال رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) نوربرت لامرت مخاطبا القادة والبرلمانيين التونسيين «أصدرتم نصا رائعا وعليكم الآن ان تنقلوا هذا النص الرائع الى واقع رائع». وأضاف «إذا استطاعت تونس إظهار أن الديمقراطية والإسلام يستطيعان التعايش معا، فسوف يكتسب الطريق التونسي أهمية تاريخية وكونية». ونوه بـ»توافق» المعارضة العلمانية وحركة النهضة الإسلامية صاحبة أغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي (90 من إجمالي 217) حول الدستور الجديد، رغم التجاذبات السياسية الكبيرة بينهما قبل التصديق عليه.وقال «أعبّر عن إعجابي البالغ بالوصول الى توافق، من دونه ما كان للدستور أن يكتب، ومن دونه لا يمكن أن تستمر أي ديمقراطية». ولفت الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى أن «مسار» عملية الانتقال السياسي في تونس «تميّز فعلا باعتماد معايير ديمقراطية، حصنت العملية (الانتقالية) برمتها». وذكر في هذا السياق بأن «الدستور (التونسي) الجديد، هو ثمرة مجلس وطني تأسيسي، انتخب بإشراف هيئة مستقلة للانتخابات، وعلى أساس قانون انتخاب اعتمد النظام النسبي، وقد سمح (ذلك) بتظهير تنوع مكونات المجتمع التونسي» مشيرا الى أن هذه العوامل ساهمت في «إضفاء درجة عالية من الصدقية على المسار الانتقالي». وقال ان الدساتير الجديدة اليوم «يجب أن تخفف من غلو التعصب والتطرف» على غرار الدستور التونسي الذي يقول في فصله السادس «تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح (..) كما تلتزم يمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف، وبالتصدي لها». ووصف عبد الملك سلال الوزير الأول في الحكومة الجزائرية الدستور التونسي بأنه «إنجاز عظيم» و»مفخرة للشعب التونسي» و»خطوة عملاقة في الاتجاه الصحيح». وقال «إدراكا منها لوحدة المصير، فإن الجزائر ستقف معكم..وتعمل معكم على إنجاح عملية التحول الديموقراطي..الجزائر معكم في السراء والضراء». من جهته قال نوري علي أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا «أشقاؤنا في تونس اجتازوا العملية الديموقراطية الانتقالية بنجاح بالمصادقة على دستور يحقق آمال الشعب التونسي». وقال «ستشهد بلادي قريبا مثل هذه المرحلة التاريخية». وأبلغ برلمانيون تونسيون الصحفيين أن الوفد الاميركي غادر قاعة الاحتفال اثر إلقاء علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني خطابا اتهم فيه الولايات المتحدة واسرائيل بمحاولة جعل ثورات الربيع العربي «عقيمة». وقال لاريجاني، وفق الترجمة العربية لخطابه الذي ألقاه باللغة الفارسية «علينا أن نراقب الدول التي تحصل فيها ثورات، وقطع يد الدول المستكبرة». وأضاف «أيادي اميركا وإسرائيل حاولت جعل هذه الثورات عقيمة، وتحريفها لكي تستفيد اسرائيل». وتابع «الحل هو المقاومة والوحدة بين الأمّة الإسلامية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©