السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"عمالقة المال" لم يظهروا لمواجهة "جونو"

13 يونيو 2007 01:37
أحدثت تصريحات معالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية قبل يومين بشأن تقصير القطاع الخاص وغياب مشاركة رجال الأعمال في مساعدة الأسر المتضررة بإعصار ''جونو'' في الساحل الشرقي ''إعصاراً'' جديداً في أوساط رجال المال والأعمال والقطاع الخاص لم تهدأ أمواجه واجتاحت تصريحات الرومي ''الوسط'' محدثة أمواجاً متلاطمة أحدثت ''صدمة'' لا تختلف كثيراً عن صدمة ''جونو'' في القطاع الذي تباينت ردود فعله، بين التبرير وتحميل الدولة مسؤولية مواجهة الموقف والاعتراف بالتقصير تحت وقع ''الصدمة'' التي جعلت الكثير من رجال الأعمال لا يعرفون ماذا يفعلون بانتظار مناشدة أو موقف رسمي يدعو القطاع الخاص للتحرك، وهذا لم يحدث، لأن الدولة وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' قامت بدورها بامتياز وسيطرت على الوضع بشكل تام وبثت الاستقرار والطمأنينة في أوساط المواطنين في الساحل الشرقي· وانتقد بعض رجال الأعمال تصريحات معالي وزيرة الشؤون معتبرين أن مثل هذه المواقف مسؤولية الدولة من الألف إلى الياء وأن القطاع الخاص يقوم بدوره ويدفع للحكومة الرسوم وجمارك تعادل 40% من ميزانية الدولة الاتحادية واعتبروا ذلك خلطاً للأدوار· المتضررون والمواطنون استقبلوا تصريحات الوزيرة بكثير من الارتياح والتأييد وطالب بعضهم أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي بفتح هذا الملف في المجلس الوطني فهم ومناقشته على أعلى المستويات وذلك تحت عنوان ''تقصير القطاع الخاص في المشاركة الاجتماعية وعلى الساحة المحلية'' وعبر الكثير من الفعاليات الوطنية التي استطلعت رأيها ''الاتحاد'' حول موقف القطاع الخاص من إعصار ''جونو'' عن استنكارهم للموقف السلبي لهذا القطاع ليس فقط تجاه إعصار ''جونو'' ولكن على الساحة المحلية عموماً مطالبين بفرض ضرائب على هذا القطاع الذي يتهرب الكثير منه حتى من دفع زكاة المال· وتالياًردود الأفعال التي رصدتها ''الاتحاد'' من التجار ورجال المال والأعمال والمواطنين والمتضررين من الإعصار· أكد سعادة ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، أن القطاع الخاص ورجال الأعمال لم يقوموا بالدور المطلوب في مواجهة إعصار ''جونو'' الذي ضرب الساحل الشرقي بالدولة، حيث لم يظهر منهم أحد ولم نر الأثرياء يهبوا ويعلنوا أنهم موجودون، مشيراً إلى أن الحكومة قدمت - وستقدم - كل شيء يحتاجه المواطن· وقال: كان من المفترض وجود دور لأصحاب الملايين الذين جعلت منهم الدولة أثرياء، مشدداً على أن من صنع ثروته بعرق جبينه عدد قليل جدا، فثراؤهم من وراء زايد الخير وراشد الكرم، فهم من جعلوا منهم عمالقة المال· أسئلة مشروعة وتساءل: أين 50 ألف مليونير إماراتي من المساعدة في حل أزمة الإعصار سواء أثناء الاعصار أو بعده، وماذا ينتظرون حتى يقوموا بدورهم، وما هي فائدة أموالهم إذا لم يهبوا لمساندة المنكوبين من خلال الوقوف معهم في محنتهم، مشيراً إلى أن أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك هي أن الناس تعودوا أن الحكومة تفعل كل شيء وهو ما أوجد نوعا من الاتكالية حتى أن الاغنياء نراهم يقولون: إن دولتنا غنية ولا داعي للمساعدة· وشدد القائد العام لشرطة دبي على أن المجتمع يحتاج إلى تربية صحيحة، وللأسف الشديد بيوتنا ومدارسنا لا تربي الفرد تربية إنسانية، حيث لم تعودهم على ''الفزعة'' ومساعدة من يحتاج إليهم، وجعلنا أبناءنا اتكاليين على ما تقدمه الحكومة وزرعنا فيهم ذلك وتجلى أثر ذلك فيما حدث أيام الإعصار، مؤكداً أن تعاليم ديننا الحنيف تحثنا على نصرة الملهوف، فلم نعود أولادنا أن يجمعوا تبرعات للايتام والفقراء ونقدم لهم نماذج عملية، داعياً إلى أن نخلق هذه الروح التي من المفترض أن تظهر في الايام العصيبة· وقال ضاحي خلفان: كنت أتمنى من رجال الأعمال القيام بدور أكثر فاعلية ونراهم على صفحات الجرائد ليجسدوا تلاحم المجتمع وترابط شرائحه المختلفة· واجبات وطنية ويرى خلفان حارب مدير عام ديوان حاكم دبي، أن رجال الأعمال كان عليهم أن يساعدوا قدر استطاعتهم، ومن المسلم به أن دور التجار يجب أن يكون أكبر من ذلك، ويقدم ما يتوافق مع قدر الحدث، منوهاً بأن الحكومة لن ولم تقصر في حق مواطنيها فهي قادرة على سد الاحتياجات، مشدداً على أن المشاركة واجب وطني مطلوب في مثل هذه الحالات· وأكد أن التكاتف الشعبي شيء جميل يجب أن يصل إلى المواطن المحتاج ليشعر بكيانه في المجتمع، وهذا يمكن تحقيقه بوسائل كثيرة أهمها أن يقدم التجار خدماتهم، وهذا الأمر لا يحتاج إلى توجيهات حتى يقوموا بدورهم، لافتاً إلى أن الحكومة وفرت لهم أرضا خصبة لجني أرباح كبيرة جداً· وقال مدير عام ديوان حاكم دبي: في هذه الأزمات تظهر الوطنية والتكاتف المجتمعي، لافتاً إلى أنه لم يلحظ دعم من رجال الأعمال، فربما كانت النية موجودة، لكن العمل الذي يترجم ذلك لم يكن واقعاً ملموساً، داعياً التجار ورجال الأعمال أن يبادروا ويقوموا بدور ملموس في كل القضايا الاجتماعية والوطنية· اسباب التقصير ويقول الدكتور محمد المطوع أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات ورئيس تحرير مجلة شؤون اجتماعية: إن أغلب التجار لم يفعلوا شيئا، بل بالعكس بعضهم زاد الأسعار، فزاد الطين بلَّة، مرجعاً ذلك التخاذل إلى غياب الوعي بأهمية تقديم خدمات للمجتمع، مشيراً إلى أنه لا يوجد شراكة مجتمعية، حيث لا يوجد إلا قلة قليلة منهم تفكر في المجتمع· وعن أسباب الاعتماد على الدولة في كل شيء، أشار المطوع إلى أن شرائح كثيرة في المجتمع تعودت أن تتكفل الدولة بكل شيء من المهد إلى اللحد، وهذه هي الثقافة السائدة عند الناس، ولذلك نحتاج إلى تغيير هذا النمط حتى ولو على المدى البعيد، داعياً إلى عدم الهروب من القضية، لأن رجال الأعمال لا يهتمون إلا بحساباتهم البنكية، مطالباً أن يستفيد رجال الأعمال من نظرائهم في الغرب الذين يقدمون نصف ثرواتهم لصالح المحتاجين· أصول إسلامية وقال الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي: إن ديننا الإسلامي دين عطف ورحمة وود وإخاء، فالأمة المسلمة كلها على اختلاف مشاربها وألوانها أمة واحدة ، كما قال الله تعالى: ''إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون'' ، والواحد لا يقبل الانفراد ولا التجزئة، بل يبقى واحدا قويا مهما أريد تفتيته، ويمثل وحدة إسلامية تعاطفها وتكاتفها وتراحمها كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: '' مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى''· احكام شرعية وأكد كبير مفتين دبي انه لا يوجد طريق للقرب من الله أفضل من إغاثة الملهوف وتفريج كربات المؤمنين، كما قال صلى الله عليه وسلم: '' المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة''، مشيرا إلى ان جزاء تفريج كرب المؤمنين ، هو تفريج كرب الآخرة التي يكون اليوم فيها كألف سنة مما تعدون'' وقال الدكتور الحداد : إن تفريج كرب المسلمين في مثل هذه الكوارث أو الحاجات الخاصة، قد يكون واجب عين على من علمه وأيسربه إذا لم يقم به أحد غيره ، لمقتضى الإخاء الإيماني الذي تقدمت الإشارة إليه، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله:'' والذين في أموالهم حق للسائل والمحروم'' وكما كان حال المسلمين في صدر الإسلام ، التي تتجلى في قصة مؤاخاة الأنصار للمهاجرين ومشاركتهم لهم في أموالهم ، وهو ما كان عليه الصلاة والسلام يندبهم إليه في سائر الأحوال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©