الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتفاضة أصحاب متاجر ومطاعم ضد «المافيا» في نابولي الإيطالية

انتفاضة أصحاب متاجر ومطاعم ضد «المافيا» في نابولي الإيطالية
22 ديسمبر 2011 00:25
نابولي (ا ف ب) - هي مجرد بيتزا لا أكثر لكنها مصدر فخر بالنسبة لأنطونيو سكورزا الذي حضرها وقد قرر شأنه في ذلك شأن عشرات أصحاب المطاعم والمتاجر في نابولي أن يناهض “البيتزو”، الذي يعني الابتزاز، هو أتاوة تفرضها المافيا المحلية المعروفة باسم “كامورا” على أصحاب المتاجر والمطاعم وغيرهم من المقاولين في مقابل حصولهم على “حمايتها” وهو إجراء منتشر جداً في جنوب إيطاليا لكنه بات مستشرياً أيضاً في الشمال. ويشرح أنطونيو سكورزا، صاحب مطعم “لوكاندا ديل جريفو” في نابولي، قائلاً “لا شك في أن القرار كان صعبا. إلا أننا نمثل جيلاً جديدًا من المقاولين لا يخشى البيتزو”. ومنذ ستة أشهر، قرر 300 من أصحاب المتاجر المتمركزة في ساحتين في وسط المدينة أن يرفضوا دفع “البيتزو” ورفعوا شكوى ضد المبتزين. ويؤكد أنطونيو سكورزا (31 عاماً) أن “الجيل القديم لم يكن على الأرجح يتحلى بشجاعة تخوله مكافحة هذه الظاهرة. لكن الوقت قد حان اليوم لاتخاذ التدابير اللازمة” وهو يقر بأن الانضمام إلى هذه المجموعة التي تناهض الابتزاز لم يكن بالأمر السهل. فقد ألقيت زجاجة حارقة على مطعمه بعد ساعات قليلة على احتفال الحي بـ”التحرر” من سطوة المافيا. إلا أن ذلك لم يفتر همة صاحبه الذي يؤكد أنه لم يتلق أي تهديد ولم يواجه أي مشكلة منذ ذلك الحين. ويروي رافايلو فيرارا، صاحب محل البقالة “فيرارا”، أن “الخوف كان يغلبني كلما دخل رجل مشبوه إلى المتجر حتى لو كان جل ما يريده هو شراء سندوتشاً. والمافيا لا تهددك أنت فحسب بل تهديداتها تطال أيضاً عائلتك فتخضع للضغوطات في نهاية المطاف حتى لو كنت تمر في ضائقة مادية تقترض المال وتدفعه لهم لتريح بالك”. وقد تم توقيف مبتزيه وهم يقبعون اليوم في السجن لمدة تسعة أعوام. ويخبر سالفاتوري روسو، وهو تاجر آخر، “قررنا جميعاً أن نتوقف عن الدفع بعدما ضقنا بالوضع ذرعا. فرجال المافيا كانوا يأتون مرتين أو ثلاث بالسنة ليطالبوا بالمال وكانوا يطلقون الرصاص على من تعذر عليهم الدفع أو يبرحونهم ضرباً”. وبصورة عامة، كان رجال المافيا يقومون بجولة على أهل المنطقة ثلاث مرات في السنة ويطالبون كل مرة بمبلغ قدره 1500 يورو وهو مبلغ لا يستهان به بالنسبة للتجار الصغار في ظل الأزمة الحالية. وتجني “الكامورا” مليارات اليورو من عمليات الابتزاز هذه بالإضافة إلى تجارة المخدرات والأسلحة والنفايات والتعدي على رخص البناء، كما جاء في الرواية الاستقصائية “جومورا” للكاتب والصحفي روبيرتو سافيانو. ويؤكد تانو جراسو، رئيس الاتحاد الإيطالي لمكافحة المبتزين والمرابين، أنه “في أحسن الأحوال، يقدم مقاول واحد شكوى ضد أحد المبتزين من أصل عشرة مقاولين وفي غالبية الأحيان تكون هذه النسبة مقاول من أصل ألف، أو عشرة آلاف في بعض المناطق”. ويشير ليلو إيوفين، رئيس جمعية “بيترازانتا” لمكافحة الابتزاز، إلى أن “المبادرة لن تكلل بالنجاح إلا إذا شمر كل منا عن ساعده وتضامننا جميعا من جمعيات ولجان ومقاولين”. وهو قد اختار هذا الاسم لجمعيته تكريماً للساحة الأولى في نابولي التي أعلنت انتفاضتها على “البيتزو” أما ايوفين فقد قد تجرأ على رفض “البيتزو” عندما قصده رجل في فندقه يطالبه بخمسين ألف يورو. ويضيف “الآن نكافح ونتلقى الدعم لكن حتى فترة قصيرة كان التوتر الاجتماعي قويا جداً في الحي بسبب الجريمة”، مشيراً إلى أن “الكثير من مناطق نابولي لا تزال تعاني” ويعتبر تانو جراسو أن حركة “لا للبيتزو” ليست سوى أول الغيث، فالأحياء “المحررة قد عززت مكانتها وتحصنت بحصن منيع لكن ذلك لا يكفي لكسب المعركة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©