الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النباتات الداخلية تثري ثنايا منازلنا بالطاقة الإيجابية

النباتات الداخلية تثري ثنايا منازلنا بالطاقة الإيجابية
11 ديسمبر 2012
(دبي) - تلجأ بعض النسوة إلى الاهتمام بالنباتات الداخلية، وتوليها رعاية خاصة، حتى تنمو وتزدهر، لتبقى خضراء يانعة تنشر بهجة الحياة بين ردهات المكان، وتجدد ثناياه، ولكن قد يخفق الكثير في معرفة أسرار العناية بهذه النباتات، وسبل الاحتفاظ بها فترة من الزمن، ما يحول دون استمرار مكوث النبتة، الأمر الذي يشكل إزعاجاً وضيقاً لدى البعض. وتوضح لنا أم محمد، منسقة حدائق، ومن المهتمات بزراعة النباتات الداخلية، أهمية وجود النبتة في حياة الأفراد، فهي جزء من الطبيعة الخلابة التي تجلب لنا الطاقة الإيجابية وتمتص عوضاً عنها كل المؤثرات السلبية، عدا عن القيمة الجمالية التي قد تضفيها إلى المكان. وتؤكد منسقة الحدائق أم محمد، أن العناية بالنباتات الداخلية، أمر بسيط جداً وسهل، ولا يدعو إلى القلق. فكما هو معلوم أن النبتة بحاجة إلى ثلاثة مصادر أساسية، التربة والماء والضوء، فما أن وجدت بشكل مدروس وتقني، تفادينا أي مشكلة قد تصاب بها النبتة، ولكن وقبل كل شيء يجب أن تكون هناك نسبة وتناسب بين الحوض والنبتة، فهذه الخطوات العملية في زراعة النبتة في الحاوية أو الأصيص، ستوضح أسس الزراعة الصحيحة، حتى نحصل على نبتة مؤهلة للبقاء، فبداية نأتي بالحوض أو الحاوية التي ستزرع فيها النبتة، ونضع في قاعها طبقة من «الهيدروا ستون»، وهو البحص الفخاري بطبقة لا تقل عن عشرة سم إلى 15 سم، وفقاً لحجم الحوض، وهذا يعمل خزاناً عازلاً بين التربة والماء، ويتميز هذا الحصى بقابليته لامتصاص المياه الزائدة عن حاجة النبتة. النبتة كائن حساس وتضيف أم محمد: بعد وضع التربة وزراعة النبتة في الحوض، نبدأ بري النبتة بإضافة مقدار جيد من الماء وفقاً لحجم الوعاء، فلا تحتاج النبتة إلى الماء لفترة زمنية طويلة، نظراً لوجود البحص، وهو يعتبر الخزان في قاع الحوض، وستزود النبتة نفسها بالماء من خلال هذا الخزان، فكما هو معلوم أن النبتة عندما تشعر بالعطش تطلق جذورها في عملية البحث عن الماء، هنا تصل إلى الخزان لتروي نفسها. كما يمكن أيضاً أن يتحسس المرء التربة، فإذا كانت جافه ناعمة، يمكن أن نجدد ريها، ولكن دائماً أشدد على ضرورة أن توضع النبتة بالقرب من الضوء، سواء الإنارة الطبيعية أو الصناعية، حيث يمكن أن توضع عند النوافذ أو على طاولة المكتب، أو إنارة صناعية، أي على مقربة من الأضواء الكهربائية، ومن الصعب جداً أن تتأقلم النبتة بسرعة فيما لو تم تغيير مكانها بطريقة مفاجأة، ولكنها تحتاج إلى وقت من الزمن مع توافر كل المصادر الأساسية لها وبشكل مستمر، في حين نقص عنصر واحد فقط، تبدأ عوارض التعب تظهر عليها، فتفقد جمالها وحيويتها، وتتدهور. وتلفت منسقة الحدائق، قائلة: النبتة كائن حساس يشعر بالأجواء التي تحيطه به، وينسج علاقة روحية مع من يقدم له الرعاية والاهتمام له، فالنبتة تشعر بمن حولها، فنجدها خضراء يانعة، تنمو بصحة وازدهار، في حين قد تصفر، وتبدأ ملامح الوهن والتعب عليها، على الرغم من توافر الاشتراطات الصحية، وهذا يعود إلى الأجواء النفسية السيئة التي تحيط بالمكان التي قد تتأثر بها النبتة. عيوب في النبتة وتوافقها الرأي علياء محمد، من هواة زراعة النباتات الداخلية، التي تجد أن النباتات تمد ثنايا المنزل بالتجديد والراحة، قائلة: على الرغم من عدم قدرتي على الاحتفاظ بنبتة مدة طويلة، قياساً بالجهود المضنية التي أبذلها حتى تبقى هذه النبتة نابضة بالحياة، ومتوهجة بحسنها وجاذبيتها، إلا أنني لا أستسلم ولا أتهاون في شراء وجلب نباتات جديدة، وأنا أترقب المصير الذي ستؤول إليه النباتات الجديدة، فالأمر محزن بكل تأكيد، إلا أن نباتات الزينة تحتاج إلى صبر طويل حتى يفهم المرء سر العناية الصحية بالنباتات. وفي رأي أصحاب الاختصاص، أن نجاح وجود نباتات الزينة الداخلية في ردهات المنازل، حسبما يقول محمد سميح الدين مهندس زراعي: عند الإقبال على شراء نباتات الزينة، فمن الواجب مراعاة أن يكون حجمها مناسباً للمكان، مع ضرورة فحص النبات بدقة قبل الشروع في شرائها، وملاحظة وجود أي أمراض أو علامات قد تدل على عيوب في النبتة، ومن هذه المؤشرات والدلالات التي قد يلاحظها المرء، مثل الأوراق الذابلة والمتهدلة، وقد تكون الأوراق غير موزعة بالتساوي على الساق، أو وجود فراغ بين مخلوط التربة وجدار الأصيص، وقد تكون الجذور تنمو خارج ثقوب قاع الأصيص. وينوه سميح الدين بأن بعد وصول النبتة إلى المنزل، تحتاج إلى فترة تأقلم، قد تتراوح بين أيام عدة وأسابيع عدة، وربما المشكلة التي يقع فيها أغلب محبي النباتات الداخلية هي مشكلة التأقلم، فنجدهم سرعان ما ينقلون النبتة من المشتل إلى المنزل، حيث تقل فيه الإضاءة والرطوبة، عن طبيعة الأجواء في المشتل التي اعتادت عليها النبتة، وهنا تبدأ الأوراق في التساقط. فينصح وبصفة عامة بعد جلب النبتة إلى داخل المنزل، أن توضع لبضعة أسابيع بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، مع مراعاة ألا تتعرض للدفء الزائد عن حاجتها، ومن الأخطاء الشائعة التي يقوم بها بعض الأفراد هو رغبتهم في تغيير مكان النبتة من حين إلى آخر، رغبة في تغيير وتجديد مظهر المكان، وهذا ما يزعج النبتة، وقد تتأثر به بشكل سلبي، فلا بد أن يكون المكان متوسط الدفء وبعيداً عن أشعة الشمس المباشرة. النجيليات العشبية ومن أنواع نباتات التنسيق الداخلي التي يمكن أن يقبل عليها الفرد، لما تتمتع به من مظهر أنيق وجذاب، يشير سميح الدين قائلاً: يمكن جلب نباتات تشبه النجيليات العشبية، وهي نباتات لها أوراق طويلة ورفيعة يمكن وضعها في أصيص بارتفاع جيد في محاذاة محطة الجلوس في غرفة المعيشة كما يمكن اقتناء بعض النباتات ذات الأوراق العريضة، مثل الانجيوم، ونجد لهذا النوع من النبات، حضوراً واسعاً من بين نباتات التنسيق الداخلي، وهناك أيضاً نباتات شجيرية، مثل نبات بيبيرما، وبعض أنواع النباتات الشجيرية التي تنتج أفرعاً كثيرة، والبعض الآخر قد ينمو بطريقة رأسية، ما يتطلب قرط أو قص قمة الشجيرة، حتى تأخذ بالتفرع الجانبي. كما تتوافر النباتات العمودية، ذات السيقان السميكة التي تخلو في كثير من الأحيان من الأوراق، أو تقل. ومنها نباتات الكاكتوسية، والهاورثيا. وتتوافر أيضاً النباتات الكروية الشكل، ومنها الصباريات، وقد يفضل البعض نباتات النخيل وأشباه النخيل التي تفرض جاذبية من نوع آخر، فعدا عن أشكالها العديدة والمتنوعة، فهي قد تكون مثالية عند وضعها في أصص بطريقة جماعية، وليست فردية، بحيث توضع معها بعض نباتات الهيدرا، أو النباتات المتدلية، لتتدلى من الأصيص فتمنح ثراء وغزارة. نباتات تتحمل الإهمال يقول المهندس الزراعي محمد سميح الدين: هناك بعض النباتات التي لا تتطلب الكثير من العناية، فهي تستطيع أن تتحمل الإهمال وتغير الظروف المحيطة بها، منها الاسبرجس، الاسبيديسرا، نبات السجاد، الفيكس، الهيدرا، والنباتات العصارية، دراسينا. إلا أن هذه النباتات تحتاج إلى بعض العناية، وهذا مطلب مهم حتى تمارس وظيفتها التي جلبت من أجلها داخل المنزل، من حيث صيانتها الدورية، وإزالة الأوراق الصفراء، التي قد تشوه منظر الأصيص، كما يجب ريها حين تجف التربة تماماً، وتنظيفها من الأتربة التي قد تشوه منظر أوراقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©